تظاهر عشرات المدنيين، اليوم الجمعة، في قرية دير حسان بريف إدلب الشمالي، شمال غربي سورية، رفضاً لسياسات "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، واستمرارها في التضييق على أي نشاط سياسي كان مدنياً أم إعلامياً، وإخفاء المعتقلين في السجون دون الكشف عن مصيرهم.
وقال مصدر من القرية لـ"العربي الجديد"، إن المتظاهرين تجمّعوا في ساحة القرية بعد صلاة الجمعة بالعشرات، ورفعوا لافتات حملت شعارات مناهضة لهيئة تحرير الشام وسياساتها نحو، "أطلقوا سراح معتقلي الثورة" و"نهج الطغاة اعتقال الثائرين والتضييق عليهم".
#بدنا_المعتقلين
— Iyad (@iyadalmugarabi) January 21, 2022
مظاهرة في قرية دير حسان ضد ممارسات أمنيات الهيئة القمعية، وللمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الشرفاء من سجونها.
21/1/2022م pic.twitter.com/0cGyHakT1f
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن المتظاهرين ردّدوا شعارات تندّد بنهج عناصر تحرير الشام التعسّفي، ومقابلتها الاحتجاجات والنشاطات المدنية المعارضة لها بالترهيب والاعتقال والإخفاء والضرب.
كما أشار إلى أن كثيرين من المتظاهرين كانوا من المنتمين لـ"حزب التحرير" ذي التوجّه الإسلامي، والذي اعتقلت الهيئة أخيراً العشرات من أفراده وحاربت نشاطاته في مناطق سيطرتها.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" على مناطق محافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام بشكل كامل، وتفرض قبضة أمنية على السكان، ما اضطر الكثيرين إلى اللجوء لمناطق سيطرة الجيش الوطني في ريف حلب الشمالي وتركيا.
كما تفرض الهيئة أتاوات وزكاة على أصحاب رؤوس الأموال والتجار، والمزارعين، خاصة أصحاب مزارع الزيتون، والشركات التجارية والسيارات.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير أصدرته في مايو/أيار الماضي، إنّها وثّقت 17 حالة اعتقال وخطف بحق الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام على يد عناصر "هيئة تحرير الشام"، من أصل 42 وثقتها منذ مايو 2020.
وبحسب الشبكة فإن الهيئة اعتقلت 146 شخصاً بينهم طفل وأربع نساء خلال عام 2020 وحده، وأغلب المعتقلين نشطاء في مؤسسات المجتمع المدني وإعلاميون وعمال إغاثة، وجاءت معظم الاعتقالات على خلفية انتقاد سياسات الهيئة.