جددت قوات النظام السوري قصفها، صباح اليوم، لمناطق في ريف إدلب الجنوبي، بعد أقل من 24 ساعة على ارتكاب هذه القوات مجزرة أدت إلى مقتل 11 مواطناً بينهم سبعة أطفال.
وقال مراسل "العربي الجديد" إن قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ قرى وبلدات الفطيرة وكنصفرة وحرش بنين في جبل الزاوية جنوب شرق إدلب، دون التبليغ عن وقوع إصابات. ومن جهتها، أعلنت فصائل المعارضة عن تدمير جرافة لقوات النظام، ليلة أمس السبت، على محور الأربيخ شرق إدلب.
وزعمت مواقع موالية للنظام السوري، ومنها "أثر برس"، أن القصف استهدف مقراتٍ تابعة لـ"مجموعات مسلحة" وأدى إلى "مقتل وإصابة عدد من المسلحين وتدمير عتاد وذخيرة كانت بحوزتهم".
ويأتي ذلك بعد يوم من مجزرة ارتكبتها قوات النظام في قرية قوقفين جنوبي محافظة إدلب بحق عمال زراعيين يعملون في قطاف الزيتون، ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً من عائلة واحدة بينهم سبعة أطفال.
ووثق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) مقتل 66 مدنياً، بينهم 23 طفلاً و13 امرأة، وإصابة أكثر من 270 آخرين، بينهم 79 طفلاً و47 امرأة و3 متطوعين في الدفاع المدني، على يد قوات النظام السوري وحليفته روسيا في شمال غربي سورية، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما استهدفت قوات النظام براجمات الصواريخ، من مواقعها في ريف منبج الغربي، محيط القاعدة التركية في الشيخ ناصر ومناطق انتشار "الجيش الوطني السوري" في ريف حلب.
من جهته، استهدف "مجلس منبح العسكري" التابع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) محيط القاعدة التركية في قرية تل الهوى بريف حلب دون التبليغ عن إصابات.
هجمات مقاتلي العشائر ضد قسد
من جانب آخر، قُتل عنصران من "قسد" جراء هجوم شنه مجهولون استهدف نقطة عسكرية لهم في مدرسة "الحمد العلي" في بلدة الطيانة شرقي دير الزور، شرقي سورية.
وذكر موقع "نهر ميديا" المحلي أن مقاتلي العشائر هاجموا، بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ليلة أمس، مواقع لقسد في بلدتي درنج وهجين شرقي دير الزور، كما استهدفوا بقذيفة "آر بي جي" حاجزاً لقسد في بلدة أبريهة شرقي دير الزور.
وشهدت المنطقة تكثيفاً لهجمات مسلحي العشائر خلال الأيام الأخيرة ضد مواقع لقسد، طاولت العديد من المناطق مثل بلدتي العزبة والصبحة بالقرب من قناة الري، وفي قرى الجاسمي والحجنة والربيضة والحريجية الواقعة بالريف الشمالي الشرقي.
كما طاولت الهجمات نقاطا ومقار عسكرية لقسد في بلدات الريف الشمالي الغربي، حيث تنتشر عشيرة "البكارة". واستهدفت هذه الهجمات نقاط "قسد" في بلدتي الحصان ومحيميدة، إضافةً للفوج المتمركز في موقع المطاحن الملاصق لبلدة الجيعة، مع ملاحظة أن مناطق الريف الشمالي الغربي لدير الزور ظلت تشهد هدوءاً نسبياً منذ انطلاق الحراك العشائري ضد "قسد" نهاية أغسطس/آب الماضي، الأمر الذي وفّر لقوات "قسد" خطوط إمداد لقواتها في الريف الشرقي لدير الزور.
من جانب آخر، قُتل الشاب عمران يوسف الحمد، الليلة الماضية، برصاص الجندرما التركية أثناء محاولته العبور إلى تركيا من محافظة إدلب، وذكر موقع "نهر ميديا" المحلي أن الشاب ينحدر من مدينة رأس العين شمالي الحسكة.
تحت التعذيب
وفي دمشق، قضى شاب تحت التعذيب، خلال التحقيق معه في فرع أمن الدولة التابع للنظام السوري، بتهم كتابة عبارات مناهضة للنظام على الجدران وإحراق صورة لبشار الأسد في مدينة التل بمحافظة ريف دمشق.
وذكر موقع "صوات العاصمة" المحلي أن فرع أمن الدولة أبلغ، أول من أمس الجمعة، مختار مدينة التل بريف دمشق بوفاة الشاب أحمد سمير زينية (25 عاماً) بهدف إبلاغ أهله لمراجعة مشفى المجتهد بدمشق واستلام جثمانه ودفنه، وذلك بعد مضي أقل من شهر على اعتقاله.
وأوضح الموقع أن الشاب قضى جراء التعذيب خلال التحقيق معه بتهم إحراق صورة لبشار الأسد وكتابة عبارات مناهضة للنظام السوري على جدران مدينة التل بريف دمشق، مشيراً إلى أنه كان اعتقل في وقت سابق لمدة تسعة أشهر وأُطلق سراحه منتصف أكتوبر/تشرين الأول الفائت، لكن دورية لفرع أمن الدولة اعتقلته مجددا أواخر الشهر الماضي من منزله في مدينة التل بعد مضي أقل من 10 أيام على إطلاق سراحه.
ووثق "المرصد السوري لحقوق الإنسان" وفاة 36 شخصا تحت التعذيب داخل المعتقلات الأمنية التابعة للنظام السوري منذ مطلع العام الحالي، من ضمنهم سيدة.