"الكتلة الوطنية" تخرج إلى النور في السويداء لدعم الحراك الشعبي

23 أكتوبر 2023
تجربة السويداء في بناء أحزاب تواجه تحديات (بكر قاسم/الأناضول)
+ الخط -

في اليوم الخامس والستين من اندلاع تظاهرات السويداء جنوبي سورية، أعلن، اليوم الاثنين، بشكل رسمي عن تأسيس تجمع يضم مندوبين وممثلين يمثلون جزءاً من الحراك الشعبي، تحت اسم "الكتلة الوطنية"، والتي ترتبط عملياً بالرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز.

ووفقاً لمصادر داخل الكتلة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فقد اتخذ هذا القرار بعد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات والمشاورات بين مندوبي الكتلة، موضحة أن الإعلان علناً عن وجود الكتلة بهدف دعم الحراك الشعبي دون استبعاد أي فرد، وتأكيداً على أن الباب مفتوح لجميع الأشخاص الذين لديهم القدرة على المشاركة والعمل.

وذكر موقع الراصد المحلي أن هذا الإعلان جاء بعد مجموعة من الاجتماعات التي جمعت مندوبين مختارين من نقاط الاحتجاج والتجمعات، إلى جانب عدد من الفعاليات الاجتماعية والاختصاصية، مبيناً أن تهدف الكتلة إلى تكوين نواة تجمع وطني تمتد جغرافياً عبر سورية.

وبالرغم من الظروف الإقليمية والدولية والقصف المستمر على مناطق مثل إدلب والشمال الشرقي لسورية، استمرت المظاهرات في مناطق مختلفة من المحافظة. وجاء إعلان الكتلة دعماً للحراك، وفقاً للبيان الصادر عن الكتلة الوطنية.

وأكد البيان الصادر، الذي لم يستثنِ أحداً من السوريين "تجمّعنا كمندوبين عن مختلف البلدات والمدن في محافظة السويداء، وكممثلين عن معظم الفعاليات الاجتماعية والثقافية. نحن جزء من الحراك الشعبي السلمي، ونسعى لأن نكون نواة جامعة تمتد عبر الجغرافية السورية".

البيان أكد "أهدافنا في دعم وخدمة الحراك السلمي المدني، والمحافظة على استقلاليته وتنوعه الثقافي والاجتماعي والأيديولوجي. نحن نؤمن بقوة التنوع والاختلاف، ونسعى لمنع استنزاف هذا الحراك العظيم الذي يتجاوز أي تمثيل سواء كان كياناً أو أفراداً". تابع: "نحن نعتبر أنفسنا مساحة آمنة لجميع نقاط الاحتجاج بكل أشكالها، سواء كانت عبارة عن تظاهرات، اعتصامات، عصيان مدني، أو فعاليات ثقافية وأدبية وفنية. نحن ملتزمون بتيسير الحوار والتشاور والتنسيق لتحقيق أهداف الحراك الشعبي، بما في ذلك تنفيذ القرار 2254، وضمان الحريات السياسية والمدنية، وتحقيق دستور عادل، وتعزيز المساواة في الحقوق والواجبات والعدالة الاجتماعية".

وجاء في البيان: "نحن نتعهد بأن نكون صوت الشارع والناس بكل تنوعاتهم واتجاهاتهم، ونعتبر ذلك الصوت البوصلة التي توجه خطواتنا وترسم آفاق العمل الجماعي الذي نسعى إليه. سنستخدم هذا الصوت معياراً لنجاحنا أو فشلنا في مساعينا".

في السياق، قال زاهر أبو ذياب، أحد أعضاء الكتلة في حديث إلى "العربي الجديد" إنه "خلال الأيام السابقة، سعينا بجدية للتواصل مع ممثلين منتخبين ومفوضين من مناطق احتجاجية عدة في معظم بلدات محافظة السويداء. بعد سلسلة من الاجتماعات والمحادثات، تمكنا من الوصول إلى صيغة مشتركة تعريفية للكتلة". وأوضح أيضاً أن "التركيز في هذه الاجتماعات كان على أهمية أن تكون الكتلة نواة جامعة تخدم الحراك السياسي والاجتماعي، وفرصة للحوار تحت سقف خدمة الحراك الشعبي السلمي وأهدافه".

وأشار إلى أنه من الطبيعي أن يشمل تكوين الكتلة ممثلين عن الفصائل المسلحة، بهدف المشاركة في توجيه الجهود لخدمة المجتمع وحمايته. كما أكد أهمية التشاور للتعامل مع التطورات الأمنية الطارئة، والبحث عن حلول تأمينية تفرضها الظروف على الحراك السلمي.

ويعبر الشارع في السويداء عن مخاوفه تجاه الحراك السلمي، ويظل متشككاً في أي منظمات سياسية جديدة، بناءً على تجربة السوريين مع الحزب الواحد. ويرون في أي تنظيم جديد مجرد خطوة للتأطير، إذ تُتخذ مواقف وإجراءات مسبقة تجاه أي إعلان جديد.

وفي هذا السياق، يقول عماد الشامي، وهو أحد المتظاهرين، لـ"العربي الجديد": "لا نرغب في أن يسيطر أي تنظيم على الحراك الشعبي أو يستغله لتحقيق أهداف سياسية خاصة. يجب على جميع التكتلات أن تعلن عن أنفسها بشكل واضح من ساحة الكرامة، وتعمل على خدمة هذه الساحة، وتمثيل أعمالها".

ومن ناحية أخرى، شددت مها منذر (متظاهرة) لـ"العربي الجديد"، على أنها "حالة صحية يجب أن نشجعها، فكل حراك يحتاج بالنتيجة لتمثيل وقيادات منتخبة، وهذه الحالة التي يجب أن نحافظ عليها ونشجعها بعدما غيّب النظام الحاكم كل الشعب السوري في حزب واحد وتمثيل شخص واحد".

وبشكل عام، يظهر أن غياب تجربة انتخابية أو تمثيلية شاملة لدى السوريين، قد جعل تجربة السويداء في بناء أحزاب تواجه تحديات بين الرفض والتخوين والتشجيع. مع ذلك، يظل عمل أي تكتل أو جماعة على الأرض هو المعيار الأساسي لنجاحه وقبوله من قبل المجتمع، فيما يبقى الحراك الشعبي هو الجهة التي تحمل الكلمة الفصل في هذا السياق.

المساهمون