سورية: الجولاني يُجمد صلاحيات القحطاني أبرز مؤسسي "جبهة النصرة"

18 اغسطس 2023
تأسس تنظيم "جبهة النصرة" أواخر عام 2011 (Getty)
+ الخط -

جمدت "هيئة تحرير الشام" صلاحيات ميسر علي موسى عبدالله الجبوري، المعروف باسم "أبو مارية القحطاني" أبرز قادة الهيئة، وأحد القادة البارزين الذين اعتمد عليهم زعيم "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، في تأسيس تنظيم "جبهة النصرة" (سابقاً)، في مناطق سيطرتها ضمن منطقة إدلب، شمال غرب سورية.

وقالت القيادة العامة في "هيئة تحرير الشام" مساء أمس الخميس، في بيانٍ لها، إن "اسم أبو مارية القحطاني ورد في بعض التحقيقات التي أجريت أخيراً، وعلى الفور وجهت القيادة العامة بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة القضية، وبادرت اللجنة باستدعائه ومساءلته بكل شفافية ووضوح".

وأضافت أنه "تبين للجنة المكلفة أن أبو مارية القحطاني قد أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل"، مُشيرةً إلى أن "اللجنة أقرت بتجميد مهامه وصلاحياته".

ولفتت القيادة العامة للهيئة، إلى أن "هذه القضية تدار الآن في سياق اللوائح التنظيمية الداخلية، وبما يتناسب مع مصلحة الساحة وضمان أمنها واستمرار مشروعها الثوري"، وأوصت بـ "استقاء المعلومة من مصدرها الرسمي والابتعاد عن التضليل الممنهج ضد ثورتنا ومؤسساتها"، مبينةً أنه "لا يمكن التغافل عن ثغرة أمنية أو شبهة عارضة دون دراسة وتفحص ودحض علمي وقانوني".

بدورها، تحدثت مصادر مُقربة من "هيئة تحرير الشام"، لـ "العربي الجديد"، أن القيادي الأمني لدى "تحرير الشام" المدعو "أبو أحمد حدود"، اعتقل القيادي "أبو يزن الديري" وهو المرافق الشخصي لـ "أبو مارية القحطاني" يوم الجمعة الفائت، وذلك بتهمة التخابر مع "التحالف الدولي"، مرجحةً أن يكون اعتقال القحطاني جاء بعد اعترافات أدلى بها الديري عن قائده القحطاني.

ولفتت المصادر إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد تخبطات كبيرة في "تحرير الشام"، لاسيما أن القحطاني يدير تياراً كبيراً في الهيئة، وهو الذي كان مُشرفاً على إبعاد المتشددين عن الهيئة وتحجيم نفوذهم وتقليل صلاحياتهم داخلها.

وكان "أبو مارية القحطاني" قد أكد خلال لقاء مع "فرانس 24" في منتصف مايو/ أيار الفائت، أن "هيئة تحرير الشام" ليست حركة جهادية، وأن فكرة الجهاد انتهت من صفوف الحركة، وأن مهامها تقتصر اليوم على محاربة تنظيمي "داعش" و"القاعدة".

وعبّر القحطاني خلال اللقاء الذي أجراه لأول مرة حينها، عن استغرابه إدراج الشخصية المالية الأبرز لدى "تحرير الشام"، أبو أحمد زكور، في قوائم العقوبات الأميركية أخيراً، مشيراً، إلى أن الهيئة باتت "تقاتل تنظيمي القاعدة والدولة في منطقة إدلب"، مبيناً، أن الهيئة "تدفع المقاتلين الأجانب إما للانضواء تحت رايتها، وبالتالي السيطرة عليهم، أو دفعهم إلى الخروج من المنطقة".

وتأسس تنظيم "جبهة النصرة" أواخر عام 2011، وشهد عدة انقسامات وتحولات، إلا أنه كان يضم تيارين متصارعين داخليا؛ الأول تيار سلفي متشدد، والثاني تيار شبه معتدل يقوده "أبو مارية القحطاني" الذي شغل منصب قيادة مجلس الشورى فيه، وكان من أشد المعادين لتنظيم "داعش"، مطلقاً على عناصره صفة "الخوارج".

 كما أن القحطاني كان من أشدّ الداعين إلى قتال التنظيم في سورية، لاسيما أنه قاد الحملة الأمنية التي أنهت تنظيم "حراس الدين" (المتشدد) والمتهم بمبايعة تنظيم "القاعدة" في منطقة إدلب، وجماعة "جنود الشام" التي كان يقودها "أبو مسلم الشيشاني" في منطقة جبل التركمان بريف محافظة اللاذقية الشمالي الشرقي، شمال غرب سورية.

 

المساهمون