سورية: الاحتجاجات في السويداء تتجدد واشتباكات في الحسكة

08 فبراير 2022
هتف المتظاهرون ضد حكومة النظام "الفاسدة" ونددوا بتدهور الأوضاع الاقتصادية (فيسبوك)
+ الخط -

تجددت، لليوم الثالث على التوالي، الاحتجاجات في السويداء جنوبي سورية على سياسات حكومة النظام، في وقت تجددت أيضاً الاشتباكات بين عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي و"قسد" في أجزاء من حي غويران بالحسكة بعد حصار الأخيرة للعناصر في مبان بالحي، تزامناً مع عملية دهم واعتقال شنتها قوات النظام في محافظة درعا ضد اللواء الثامن.

وقالت مصادر محلية في السويداء لـ"العربي الجديد"، إن المئات من أهالي المحافظة، بينهم رجال دين وناشطون وموظفون، تظاهروا اليوم في ساحة السير وسط مدينة السويداء ضد حكومة النظام السوري، وأغلقوا العديد من الطرق الفرعية والرئيسية في المحافظة وعلى رأسها طريق دمشق السويداء.

وأضافت أن عملية قطع طريق دمشق السويداء تجري بشكل جزئي، ولم يتم قطع الطريق أمام المارة المدنيين وخاصة المرضى والموظفين لدى النظام الذين لم يعترضهم أحد، مؤكدة على حضور أفراد من العناصر المسلحة في الفصائل المحلية لكن دون حمل سلاح.

وهتف المتظاهرون ضد سياسات حكومة النظام السوري "الفاسدة"، ونددوا بتدهور الأوضاع الاقتصادية محملين النظام وحكومته المسؤولية عن كل ما يحدث من فقر وفلتان أمني. وبدأت الاحتجاجات يوم الأحد الماضي عقب تطبيق حكومة النظام قرار وقف الدعم الحكومي عن آلاف العائلات.

وشهدت محافظة السويداء سابقا احتجاجات مماثلة لكنها بقيت في إطار المطالب الاقتصادية المتعلقة بالمعيشة، ويرى محللون أن استمرارها وارتفاع وتيرتها يربك النظام السوري.

الاشتباكات تتجدد في غويران

وفي شمال شرقي البلاد، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الاشتباكات تجددت ظهر اليوم بين "قسد" وعناصر من تنظيم "داعش"، متوارين في منازل بحي غويران في مدينة الحسكة، مضيفة أن "قسد" لا تزال مستنفرة وقد حاصرت العديد من المنازل في المنطقة وتحاول إجبار العناصر على الاستسلام عن طريق مناداتهم بمكبرات الصوت.

وتواصل "قسد" منذ أسبوع عمليات التمشيط في الحي ومحيطه بحثا عن عناصر فروا سابقا من سجن الصناعة إثر هجوم نفذه التنظيم، واستمرت محاولة إحباط الهجوم قرابة 10 أيام، وأسفر عن مقتل وجرح المئات من عناصر "قسد" المحتجزين في السجن.

وقالت مصادر محلية إن عنصرين من "قسد" قتلا الليلة الماضية جراء هجوم من مجهولين وقع في حي غويران بمدينة الحسكة، وجاء الهجوم رغم استمرار التشديد الأمني واستمرار المليشيا في المنطقة بعمليات التمشيط بحثا عن العناصر الفارين من سجن الصناعة.

وفي السياق، قالت إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية لـ"مجلس سورية الديمقراطية" التابع لـ"قسد" في بيان نشره الموقع الرسمي للمجلس إن: "تنظيم داعش موجود وتستمر محاولات تنشيطه، وبالرغم من خطورة الهجوم على سجن الصناعة إلا أن قوات سورية الديمقراطية تصدت لذلك الهجوم وسيطرت على الوضع بالاشتراك مع القوات الخاصة والقوى الأمنية".

وأضافت: "عام 2022 هو عام الحسم، وسيكون هناك وضوح في الخطط المستقبلية بخصوص سورية، فيجب أن تكون هناك خطط استراتيجية لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الإدارة الذاتية".

قوات النظام تعتقل عناصرَ من "اللواء الثامن"

إلى ذلك، قال الناشط محمد الحوراني إن قوات النظام السوري دهمت موقعا في قرية الكتيبة بناحية خربة غزالة بريف درعا الشمالي الشرقي، كما دهمت مجموعة من المنازل في القرية، واعتقلت أربعة أشخاص من عناصر "اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا.

وأثارت عملية الاقتحام غضب أهالي المعتقلين في القرية فخرجوا قاطعين الطريق بالإطارات المشتعلة، بينما لم يتبين سبب المداهمة وإلى أين نقل المعتقلون الأربعة.

وكانت قوات النظام قد اعتقلت أمس عدة أشخاص يتبعون لفرع المخابرات العسكرية على أطراف مدينة درعا.

جرحى بنيران "الحشد الشعبي" في دير الزور

وفي ريف دير الزور شرقي البلاد، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح مساء أمس جراء إطلاق نار من عناصر مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية، إثر محاولة اعتقال شخص في زفافه بقرية الهري في ناحية البوكمال.

وذكرت المصادر أن أهالي القرية هاجموا عناصر المليشيات بالحجارة و أجبروهم على مغادرة المكان ونقلوا الجرحى إلى دير الزور الخاضعة للنظام، مضيفة أن المليشيات استنفرت في المنطقة تخوفا من تفاقم الأمور.

وقالت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد" إن الاشتباك بالحجارة مع المليشيا أدى إلى إصابة أربعة من عناصر المليشيا بينهم القيادي "أبوتراب الساعدي" والقيادي "أبو معتز"، وأوضحت أن عشيرة "الجغايفة" العربية هددت المليشيات بطردها من قرية الحميضة القريبة من الهري والتي تعد معقل المليشيات هناك.

يذكر أن المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني ومن بينها "الحشد الشعبي" تسيطر على معظم ناحية البوكمال عند الحدود السورية العراقية.

المساهمون