- الانفجار أدى إلى إصابة عمر الديري والدكتور يوسف الهجر بجروح خطيرة، وثمانية آخرين بجروح متفاوتة، وترجح المصادر استخدام حزام ناسف أو عبوة مخبأة في هدايا.
- أبو مارية القحطاني، المعروف بمعارضته لـ"داعش" ومواقفه المعتدلة داخل "جبهة النصرة"، كان قد بُرئ من تهمة العمالة وقاد حملات أمنية ضد تنظيمات متطرفة في إدلب.
قُتل ميسر الجبوري المعروف باسم "أبو مارية القحطاني" (عراقي الجنسية)، أحد أبرز مؤسسي تنظيم "جبهة النصرة"، إلى جانب اثنين من مرافقيه وشخصين آخرين مجهولي الهوية، جراء انفجار مجهول الهوية، استهدف مضافة القحطاني في ريف محافظة إدلب الشمالي، ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام شمال غربي سورية، في حين اتهمت الهيئة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بالوقوف وراء الهجوم من خلال انتحاري فجر نفسه بحزام ناسف.
وقالت مصادر مُطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن أبو مارية القحطاني، أحد أبرز مؤسسي تنظيم جبهة النصرة، قُتل مساء الخميس، فيما أصيب كل من عمر الديري، مرافقه، والدكتور يوسف الهجر المعروف باسم أبو البراء، بإصابات خطيرة ولا يزالان في العناية المركزة، بالإضافة إلى إصابة ثمانية أشخاص آخرين بجروح متوسطة وخطيرة، إثر انفجار مجهول الهوية ضمن بلدة سرمدا القريبة من الحدود السورية - التركية، شمالي محافظة إدلب.
ورجحت المصادر أن يكون الاستهداف ناجم عن شخص انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً وفجر نفسه ضمن المضافة، في حين رجحت مصادر أُخرى أن يكون الاستهداف ناجم عن عبوة ناسفة وضعت داخل إحدى الهدايا المقُدمة للقحطاني بمناسبة خروجه من سجون هيئة تحرير الشام بعد براءته من ملف (عملاء التحالف). بدورها، قالت مؤسسة أمجاد الإعلامية (الذراع الإعلامية لهيئة تحرير الشام) في منطقة إدلب إن "الشيخ أبو مارية القحطاني قُتل مساء الخميس، جراء هجوم غادر باستخدام حزام ناسف نُفذ على يد عنصر ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)"، وفق بيان لها.
وكانت اللجنة القضائية التي شكلتها "هيئة تحرير الشام" قد برأت أبو مارية القحطاني من تهمة العمالة في الثامن من مارس/ آذار الفائت، وذلك بعد اعتقاله وتجميد صلاحيته في أغسطس/ آب العام الفائت 2023، حينها أكدت "الهيئة" في بيانٍ لها أن "اسم أبو مارية القحطاني ورد في بعض التحقيقات التي أجريت مؤخراً، وبادرت اللجنة باستدعائه ومساءلته بكل شفافية ووضوح"، مضيفةً أنه "تبين للجنة المكلفة أن أبو مارية القحطاني قد أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل"، مُشيرةً إلى أن "اللجنة قامت بتجميد مهامه وصلاحياته".
وكان جهاز الأمن العام (الذراع الأمنية لهيئة تحرير الشام) في منطقة إدلب قد أفرج على فترات متقطعة خلال الشهرين الماضيين عن جميع القادة العسكريين والأمنيين الذين تم اعتقالهم بتهمة (عملاء التحالف)، واعتقل الجهاز إثرها عدداً من قادته الأمنيين بعد ثبوت تورطهم في تلفيق التهم للقادة العسكريين. وتأسس تنظيم (جبهة النصرة) أواخر عام 2011، وشهد عدة انقسامات وتحولات، إلا أنه كان يضم تيارين متصارعين داخليا؛ الأول تيار سلفي متشدد، والثاني تيار شبه معتدل يقوده أبو مارية القحطاني، الذي شغل منصب قيادة مجلس الشورى فيها، وكان من أشد المعادين لتنظيم "داعش"، مطلقاً على عناصره صفة "الخوارج".
كما كان أبو مارية القحطاني من أشدّ الداعين إلى قتال التنظيم في سورية، لا سيما أنه قاد الحملة الأمنية التي أنهت تنظيم "حراس الدين" المتهم بمبايعة تنظيم "القاعدة" في منطقة إدلب، وجماعة "جنود الشام" التي كان يقودها "أبو مسلم الشيشاني" في منطقة جبل التركمان بريف محافظة اللاذقية الشمالي الشرقي، شمال غربي سورية.