سورية: استمرار توتر البصيرة و"حزب الله" يستولي على منازل في داريا

14 ديسمبر 2021
احتقان شعبي في دير الزور (الأناضول)
+ الخط -

تستمر، اليوم الثلاثاء، حالة التوتر في مدينة البصيرة السورية، شرق دير الزور، بعيد الإنزال الجوي الذي نفذه التحالف الدولي ضد "داعش" بالتعاون مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ما تسبب بمقتل أربعة أشخاص، ثلاثة منهم مدنيون، في حين سمع دوي انفجارات مجهولة في قاعدة حقل العمر النفطي الذي تسيطر عليه قوات أميركية.

واعتقلت "قسد"، اليوم، مجموعة أشخاص في مدينة البصيرة تزامناً مع فرض حظر التجوال في المدينة، في حين خرجت مجموعة من الأهالي في تظاهرة احتجاجاً على ممارسات "قسد" رغم فرضها حظر تجوال.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" شنت حملة تفتيش واعتقالات في مدينة البصيرة اليوم بعد يوم من مقتل أربعة أشخاص بعملية إنزال جوي مزدوجة بالمدينة ومحيطها.

وذكرت المصادر أن "قسد" اعتقلت ثلاثة أشخاص خلال الحملة واتهمتهم بالعمالة للنظام السوري وتنظيم "داعش".

وقالت المصادر، إن مجموعة من الأهالي خرقت حظر التجوال الذي تفرضه "قسد" ونظمت المجموعة وقفة احتجاجية على الانتهاكات التي تمارسها "قسد" في المدينة، وترافق ذلك أيضاً مع تظاهرات وقطع الطرق في بلدة الجرذي وقرية أبريهة اللتين شهدتا أمس أيضاً حملات اعتقال وتفتيش.

بدورها، ذكرت شبكة "عين الفرات" أن قوة من "قسد" دهمت منازل في مدينة البصيرة لأشخاص يعملون في التهريب إلى مناطق النظام، مضيفة أن المليشيات لم تتمكن من اعتقالهم لتغيبهم عن منازلهم خلال الفترة ذاتها. 

ولفتت الشبكة إلى أن أهالي أحد المطلوبين قطعوا الطريق في مدخل البصيرة بالإطارات المشتعلة كنوع من الاحتجاج على مداهمة المنازل.


وكانت "قسد" قد فرضت حظر تجوال في المدينة خلال اليومين الماضيين بعد تعرضها لهجوم من مجهولين تبعته حملة أمنية من المليشيات وعملية إنزال لقوات التحالف أسفرت عن 4 قتلى.

وزعمت "قسد" والبنتاغون في بيانات أن العملية كانت تستهدف عناصر من تنظيم "داعش".


وكان البنتاغون قد أعلن، مساء أمس، عن تنفيذ التحالف الدولي عملية إنزال جوي مزدوجة في دير الزور، ادعى أنها كانت تستهدف عناصر من تنظيم "داعش"، وكان من بينهم عنصر مسلح بحزام ناسف. بينما ادعت "قسد" أن العملية استهدفت مجموعة خطرة من عناصر تنظيم "داعش".

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الذين قتلوا هم أب وولداه، وهم مدنيون ولا علاقة لهم بأي تنظيم مسلح، والشخص الرابع هو قريب للعائلة، ومن غير المعروف ما إذا كان هو المنتسب للتنظيم وكانت العملية بهدف اعتقاله أو قتله.

انفجارات في حقل العمر

إلى ذلك، قالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن دوي انفجارات عنيفة سمع، تلاه تصاعد أعمدة دخان، كان مصدرها قاعدة التحالف في حقل العمر النفطي شرق دير الزور، مضيفة أن الانفجارات ما زالت مجهولة السبب، وفي الغالب كانت ناجمة عن عمليات تفجير أو تدريب تنفذها قوات التحالف داخل الحقل.

وذكرت مصادر إعلامية تابعة للنظام أن تلك التفجيرات كانت ناجمة عن إطلاق قذائف من مجهولين باتجاه القاعدة رداً على عملية الإنزال الجوي في البصيرة.

وحتى صباح اليوم، لم يصدر أي تقرير عن قوات التحالف الدولي يؤكد أو ينفي حدوث أي هجوم على قاعدة التحالف في الحقل، الذي تعرض سابقاً لعدة عمليات مشابهة نفذها مجهولون.

إلى ذلك، كرر الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم، غاراته على مناطق متفرقة من البادية السورية مستهدفاً كهوفاً وتلالاً وسفوحاً وودياناً في بادية البشري جنوب غرب دير الزور وبادية الرصافة جنوب الرقة. ولم تتبين نتائج تلك الغارات التي تأتي تزامناً مع عمليات تمشيط برية لقوات النظام ضد خلايا "داعش" وفق زعم الأخيرة.

وكان الطيران الحربي قد شن، أمس، عدة غارات في المناطق ذاتها تزامناً مع استقدام النظام تعزيزات عسكرية إلى بادية المسرب غرب دير الزور، التي شهدت بداية الأسبوع الحالي هجوماً أوقع خسائر في صفوف النظام ومليشياته.

وفي شمال غرب البلاد، جدد النظام قصفه المدفعي على قرى بينين وفليفل والفطيرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي موقعاً أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين، في حين ردت فصائل المعارضة بقصف صاروخي على موقع للنظام في محور قرية جب الأحمر بريف اللاذقية الشمالي، ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنه.

حزب الله في داريا

وفي ريف دمشق، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعات تابعة لـ"حركة النجباء" العراقية و"حزب الله" اللبناني استولت، خلال الأيام الأخيرة المنصرمة، على بعض المنازل التي هجر أصحابها في مدينة داريا بغوطة دمشق، وحولتها إلى مقرات عسكرية.

وبحسب ما نقله المرصد، تقع المنازل قرب مقرات ومواقع تمركزت بها قوات للحزب و"حركة النجباء" سابقا، على طريق الفصول الأربعة، وقرب طريق المعامل المؤدية إلى المدينة من جهة أوتستراد درعا – دمشق، وفي محيط مقام السيدة سكينة على وجه الخصوص.


وأشار المرصد إلى أن المنازل الجديدة التي تمركز بها مقاتلو "حزب الله" و"حركة النجباء" تقع ضمن مناطق وأحياء فارغة من السكان، ويقتصر وجودهم ضمن المقرات فقط ولا يتجولون بشكل علني ضمن أحياء مدينة داريا.

وكانت قوات النظام والمليشيات الموالية لها قد سيطرت على مدينة داريا في 27 أغسطس/آب 2016، بعد خروج آخر قوافل المهجرين منها إلى شمال سورية، إثر معارك وحصار استمر قرابة خمسة أعوام.

مخيم الهول

إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن دفعة جديدة من النازحين غادرت مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرقي سورية، لافتة إلى أن الدفعة تضم 21 عائلة أعيدت إلى منازلها في ناحية منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وكان هؤلاء قد فروا من تلك المنطقة إبان سيطرة "داعش" عليها واحتجزتهم "قسد" في المخيم.

وخرجت سابقاً مئات العائلات من المخيم في إطار خطة تنفذها "قسد" لإخلاء المخيم من النازحين وإعادتهم إلى مناطقهم بوساطة عشائرية محلية.

من جانب آخر، اعترض حاجز لقوات النظام السوري رتلاً أميركياً في قرية تل الدهب بمنطقة القامشلي شمالي محافظة الحسكة. وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الرتل تراجع ولم يشتبك مع قوات النظام بسبب وجود مدنيين في المنطقة.

ويذكر أن قوات النظام كررت اعتراض الأرتال الأميركية في المنطقة، ولكن الأخيرة تتلافى الاشتباك معها حيث تستغل قوات النظام المدنيين في المنطقة أثناء مرور الأرتال الأميركية من المنطقة وتضعهم في مواجهة الأرتال أمام حواجزها.