سورية: احتجاجات في مدينة الباب ترفض دخول دورية روسية برفقة وفد أممي

11 يونيو 2024
قافلة عسكرية روسية في محافظة الحسكة 8 أكتوبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في مدينة الباب شمال سورية، احتجاجات شعبية ضد دورية روسية ووفد من الأمم المتحدة بالتنسيق مع تركيا لتفقد محطات المياه، تعبيراً عن رفض مشاريع التطبيع مع نظام الأسد.
- قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أسقطت طائرتين مسيرتين إيرانيتين متجهتين نحو قاعدة التنف الأميركية، مما يعكس استمرار التوترات والصراع على النفوذ في سورية.
- تزايد أعمال العنف في محافظة السويداء جنوبي سورية، مع حوادث اختطاف وقتل، تعكس حالة عدم الاستقرار والفلتان الأمني، وسط دعوات للتصدي للجماعات المسلحة والمطالبة بالأمن.

شهدت أطراف مدينة الباب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة درع الفرات التي يُسيطر عليها الجيش الوطني السوري وحليفته تركيا، شمال شرقي محافظة حلب، شمال سورية احتجاجات شعبية، الثلاثاء، تخللها قطع للطرقات، تعبيراً عن رفضهم دخول دورية روسية ترافق وفداً من الأمم المتحدة بالتنسيق مع الجانب التركي إلى المنطقة، فيما تمكنت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من إسقاط طائرتين مُسيّرين إيرانيتين على حدود منطقة الـ"55 كم" بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.

وقالت مصادر محلية من مدينة الباب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن جموعاً من الأهالي والشبان قطعت الطريق المؤدي إلى معبر أبو الزندين الواقع ضمن ما يُعرف بمنطقة درع الفرات في ريف مدينة الباب والفاصل مع سيطرة قوات النظام شرقي محافظة حلب، وذلك بعد ورود معلومات عن نية رتل روسي مرافق لوفد تابع للأمم المتحدة بالدخول إلى المنطقة بالتنسيق مع الجانب التركي لتفقد محطات المياه في المدينة وذلك من أجل ضخ المياه من مناطق النظام باتجاه المدينة، مقابل توصيل الكهرباء من مدينة الباب إلى مناطق النظام.

إلى ذلك، وجّه الحراك الثوري الموحد في ريف حلب، اليوم الثلاثاء، دعوة عامة إلى "جميع الثوار الأحرار وكافة الشرفاء في المناطق المحررة في سورية (المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري) للنزول إلى الساحات العامة والميادين للتصدي للوفد الروسي المجرم الذي سيدخل من معبر أبو الزندين ومنعه من تدنيس ترابنا الطاهر الذي ارتوى من دماء ملايين الشهداء"، مؤكداً أن "الهدف من ذلك التصدي لكافة مشاريع التطبيع والمصالحة وإعادة تعويم نظام الأسد المجرم".

وكانت دورية روسية قد رافقت وفدا أمميا إلى النقطة صفر عن أحد المعابر الحدودية الفاصلة بين مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الـ 23 مايو/ أيار الفائت، وذلك من أجل تقييم الحالة الفنية لمحطة مياه علوك بهدف استعادة إمدادات المياه في المنطقة، حينها تداولت وسائل إعلام روسية صوراً تظهر لحظة التقاء ضابط روسي بضابط من الجيش الوطني السوري عند النقطة صفر على خطوط التماس في ضمن المنطقة التي زارها الوفد الأممي.

من جهة أخرى، تمكنت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من إسقاط طائرتين مسيّرتين تتبعان للمليشيات الإيرانية، بعد منتصف ليل الاثنين، إثر استهدافهما بالمضادات الأرضية على أطراف منطقة الـ "55" كم بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية. وأكدت مصادر عسكرية من داخل منطقة الـ"55" لـ"العربي الجديد" أن المسيّرتين الإيرانيتين كانتا باتجاه قاعدة "التنف" الأميركية، موضحاً، أنه تم إطلاقها من منطقة مفتوحة تقع على الحدود بين سورية والعراق، دون وقوع أي أضرار مادية.

تزايد أعمال العنف في السويداء جنوبي سورية

على صعيد آخر، تشهد محافظة السويداء جنوبي سورية، ارتفاعاً كبيراً في أعمال العنف منذ مايو/أيار الماضي وبداية يونيو/ حزيران الحالي، حيث تجاوزت أعداد حوادث العنف خلال هذه الفترة 25 حادثة؛ من بينها 16 حالة اختطاف أدت اثنتان منها للقتل وبعضها ما زال مجهول المصير، وحادثتا اعتقال، وعدد من حالات الطعن بآلة حادة.

وجاءت هذه النسب المرتفعة بالمقارنة مع الأشهر العشرة الماضية، التي شهدت بداية الحراك السلمي المستمر. ويربط الرأي العام في المحافظة بين ارتفاع نسب أعمال العنف خلال هذه الفترة، والتعزيزات العسكرية الكبيرة التي أرسلها النظام السوري من العاصمة دمشق، بالإضافة إلى التغيرات التي شملت المحافظ واستبداله بضابط ينحدر من الأجهزة الأمنية.

 وبات الأهالي يظهرون التململ من التمادي الذي بدا واضحا في شوارع المدينة من قبل بعض الجماعات المسلحة المرتبطة بشكل واضح وعلني بالقوى الأمنية التابعة للنظام السوري، حيث بدأت هذه الجماعات بنصب حواجز مؤقتة على بعض الطرقات والقيام بدور الشرطي بردع بعض الأعمال المخلة بالآداب العامة لبعض الفتية راكبي الدراجات النارية، والقيام بتسيير دوريات بالأسلحة الخفيفة والرشاشة المحمولة على سيارات الدفع الرباعي بشكل يوحي للأهالي (بأننا عُدنا بعد انقطاع طويل).

ويوم أمس، شيّعت السويداء؛ ضحيتين جديدتين لأعمال العنف إحداهما، جلال مقلد (47 عاماً)، والذي قضى جزءاً من عمره في الاغتراب وعاد منذ شهر ليعمل بالتجارة، وكانت عائلته قد فقدته قبل يوم لتجده مقتولاً في منطقة ظهر الجبل بين كروم التفاح. أما الضحية الثانية فهي الشابة "س. ش." (37 عاماً) فقدها ذووها وأعلنوا عن اختفائها في حادثة ليست معهودة ونادراً ما تحصل في محافظة السويداء، ليجدوها مقتولة في نفس منطقة ظهر الجبل. ورصد "العربي الجديد" خلال ساعات التشييع وبعدها من نفس اليوم، حصول أربع عمليات خطف طاولت رجلين وطفلين، باءت واحدة بالفشل وأعادت العصابة أحد المخطوفين فيما بقي اثنان في عداد مجهولي المصير حتى الآن.

وذكرت شبكة الراصد المحلية يوم أمس خطف سبعيني من "آل نصر" وآخر من "آل الجوهري" (16 عاماً) ومحاولة خطف طفل باءت بالفشل وآخر مجهول الهوية حتى الآن، في حين بقيت عمليتا الخطف ومقتل الشخصين الآخرين "قيد التحقيق"، على الرغم من غياب كامل لدور الضابطة العدلية والتحقيق القضائي المستقل، ما يجعل التمادي يوماً بعد يوم لعصابات الخطف والقتل، يمهد لعمل أمني كبير في المحافظة.

الناشط المدني عماد العشعوش قال لـ"العربي الجديد" إن أهالي المحافظة يقفون بين نارين، إحداهما نار العصابات وأعمال الخطف والسطو وانتشار السلاح والفلتان الأمني عموما، والآخر هو الأجهزة الأمنية التي شجعت وشاركت في أعمال العنف منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، ثم التعزيزات العسكرية ومحافظ من خلفية أمنية وتحضيرات لعمل عسكري ما. وأردف: "النتيجة نحن المدنيين وخاصة المشاركين بالحراك السلمي، مُستهدفون من الجهتين لأننا خرجنا بانتفاضتنا ضد العصابات وأعمال العنف من جهة، وإسقاط النظام الداعم لهذه العصابات من جهة أخرى".

النظام السوري: ضبط مواد مخدرة

وفي سياق آخر، زعم النظام السوري، عبر وسائل إعلامه، أنه تمكن، اليوم الثلاثاء، من ضبط مواد مخدرة وحشيش على الحدود السورية - الأردنية، مدعياً إلقاء القبض على مهربين، بينهم شخص أردني الجنسية. وقال التلفزيون السوري الرسمي إن "قوات حرس الحدود والجهات الأمنية المختصة ضبطت كمية من الحبوب المخدرة والحشيش على الحدود السورية - الأردنية". كما نشر التلفزيون عبر صفحته الرسمية في موقع فيسبوك صوراً ومقاطع فيديو مصورة قال إنها لـ"كميات المخدرات التي جرى ضبطها خلال مكافحة عمليات التهريب على الحدود السورية - الأردنية".

وكان الأردن قد أعلن عن ضبط أكبر كمية من المخدرات، منذ سنوات، في الخامس من يونيو/ حزيران الحالي عند معبر حدودي مع السعودية مصدرها شبكات تهريب مرتبطة بإيران في سورية، حينها لفت الأمن العام الأردني إلى أنه "أحبط عمليتي تهريب نحو 9.5 ملايين حبة مخدرة و143 كغ من مادة الحشيش كانت متجهة لإحدى دول الجوار، وألقت القبض على أفراد عصابتين مرتبطتين بشبكات إقليمية لتهريب المخدرات".

المساهمون