احتج مئات السوريين وسط مدينة السويداء جنوبي البلاد، بعد ظهر اليوم الأحد، وسط حالة من السخط العام على قرارات النظام القاضية برفع الدعم عن المشتقات النفطية والخبز وبضع مواد تموينية، فيما دعا النشطاء إلى تجديد الاحتجاجات يوم غد الإثنين.
ورفع المحتجون من أمام مبنى قيادة الشرطة وسط مدينة السويداء لافتات حملت شعارات مثل "من أهدر المال العام هم الفاسدون وليس المواطنين"، و"كرامة مساواة عدالة"، في حين اعتبر آخرون قرارات النظام تستهدف لقمة عيشهم وتساوي بين الفقراء والوزراء وأصحاب الأموال.
وقطع عشرات المواطنين الطريق بين السويداء والعاصمة السورية دمشق منذ الساعة السادسة صباحاً، في نقاط حزم وإم حارتين، حيث أشعلت الإطارات المطاطية تعبيراً عن احتجاجهم، في حين سمح بمرور الحالات الإنسانية والطلاب وشاحنات الوقود والطحين فقط.
كما قطع عشرات المواطنين الطرقات الفرعية في كل من بلدات؛ القريّا، وشقّا، ومجادل، ونمرة شهبا، مطالبين بإلغاء القرارات التي تطاول لقمة عيش المواطن.
وأفادت مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، "العربي الجديد"، بأنّ "هناك دعوة لتجديد الاحتجاجات المطالبة بالعيش الكريم"، يوم غد الإثنين، حيث سيكون التجمع أمام دار طائفة الموحدين الدروز ثم التوجه إلى ساحة السير التي كانت تعرف باسم ساحة (الرئيس حافظ الأسد)، قبل إسقاط تمثاله الذي كان يتوسطها عام 2015 في ظل أحداث اغتيال مؤسس "حركة رجال الكرامة" الشيخ وحيد البلعوس.
"السويداء لينا وما هي لبيت الأسد"
— تلفزيون سوريا (@syr_television) February 6, 2022
"العالم هذي طالعة اليوم ضد سياسة الحكومة القذرة"#السويداء تغلي..
اتساع رقعة الاحتجاجات ضد سياسات النظام وانتشار أمني مكثف في المدينة
إليك التفاصيل #تلفزيون_سوريا @syriastream pic.twitter.com/y4KIyV6DwB
ويطل على ساحة السير حيث مكان تجمع الاحتجاجات المقررة، مبنى قيادة الشرطة من الجهة الشمالية، فيما يقع مبنى المحافظة على بعد أمتار شرقها.
وأضافت المصادر أنه إلى جانب الاعتصام في وسط المدينة، هناك دعوة إلى قطع الطرقات والاعتصام في مختلف المناطق احتجاجاً على قرارات الحكومة.
وفي مدينة السويداء، رصد "العربي الجديد" وجود تعزيزات وسط المدينة، حيت جلبت 4 سيارات مدرعة توزّعت ما بين قيادة الشرطة والمحافظة وبيت المحافظ، كما جلبت تعزيزات أخرى من قوات حفظ النظام والقوى الأمنية، في حين جرى تعزيز حراسة هذه الأبنية، إضافة إلى الانتشار على أسطح أبنية المحافظة وقيادة الشرطة والأبنية المحيطة، عدا عن تعزيز القوات الموجودة في المشفى.
بدوره، قال الناشط أبو جمال معروف (اسم مستعار لأسباب أمنية)، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ المجتمع يعاني من تدهور الوضع المعيشي والخدماتي والأمني يوماً بعد آخر، في وقت "لا يفكر النظام سوى بطرق جني المال من جيوب المواطنين، وجاء قرار رفع الدعم ليقصم ظهرهم، وبالتالي المجتمع ليس لديه الكثير ليخسره".
وأضاف "بالرغم من ذلك، من غير المتوقع أن تصل الأوضاع إلى مرحلة الصدام، فالنظام لا يبدو أنه يرغب حالياً بالصدام مع السويداء، ولا حتى أهل السويداء لديهم الرغبة بالصدام مع مؤسسات الدولة، لكن المسألة بحاجة إلى حلّ".
وتابع "على الأغلب النظام سيلتف على مطالب المواطنين وسيتخذ إجراءات للتخفيف من الاحتقان، ليكمل مشروعه في رفع الدعم وخصخصة القطاع العام بعد فترة".
وسبق أن شهدت السويداء خلال الأعوام الأخيرة مظاهرات مناهضة للنظام احتجاجاً على تدهور الوضع المعيشي، في ظل انتشار الفقر وضعف القيمة الشرائية لليرة السورية وارتفاع معدلات البطالة.