سورية: إنزال جوي للتحالف في دير الزور واحتجاجات السويداء مستمرة للأسبوع الرابع

02 يناير 2023
إنزال جوي في ريف دير الزور شرقي سورية (Getty)
+ الخط -

نفذ التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، قبيل منتصف ليل أمس الأحد، إنزالاً جوياً في ريف دير الزور، شرقي سورية، بعد تدريبات في حقل العمر النفطي وهجوم جديد من خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي على مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في الرقة، شمالي البلاد. بينما تتواصل الاحتجاجات في السويداء للأسبوع الرابع على التوالي.

وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن مروحيات وقوات من التحالف الدولي نفذت، بمساندة الاستخبارات العسكرية لـ"قسد"، عملية إنزال جوي في منطقة العتال شرقي دير الزور، مضيفة أن العملية تخللها اشتباك مع شخص يدعى حسين العلاوي العصمان، وتم اعتقاله إثر إصابته.

وحدثت العملية على أطراف بلدة الشحيل، وجرى بعدها نقل الشخص المذكور إلى قاعدة حقل العمر، كما جرى نقل مجموعة من عناصر "قسد" قُتلوا وأصيبوا أثناء العملية، ولم تؤكد المصادر وجود أشخاص آخرين في المكان سوى العصمان، ولم تتبين بعد صفة المعتقل، وما إذا كان قيادياً في تنظيم "داعش" أو متعاوناً معه.

ريف الحسكة  

وفي نفس السياق، أعلنت "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، الإثنين، إلقاء القبض على 50 عنصراً من خلايا تنظيم "داعش"، في إطار استمرار عملياتها الأمنية ضد خلايا التنظيم تحت مُسمى "صاعقة الجزيرة" في مدينة القامشلي بريف الحسكة الشمالي، ومخيم "الهول" الذي يضم عائلات من تنظيم "داعش"، وتل حميس ومحيطها بريف الحسكة الشرقي الجنوبي، شمال شرقي سورية.

وقالت "الأسايش" إن "قواتها تمكنت، اليوم الإثنين، من القبض على 36 مرتزقاً من خلايا داعش وعملائه في عدة أحياء سكنية من مدينة القامشلي بريف الحسكة الشمالي"، موضحةً أنه "تم ضبط عدد من الأسلحة والذخائر والأدوات التقنية التي تستخدمها في القيام بأعمالها وتنظيم نفسها"، وذلك بالتزامن مع استمرار حملة "صاعقة الجزيرة" ،التي أطلقتها "قسد" ضد خلايا "داعش" في نواحي تل حميس وتل براك والهول بريف الحسكة الشرقي الجنوبي، شمال شرقي البلاد.

إلى ذلك، أعلنت "قسد"، الإثنين، "إلقاء القبض على 14 مرتزقاً ومشتبهاً بانتمائهم إلى داعش في ناحيتي تل براك والهول، ضمن عملية صاعقة الجزيرة المستمرة بريف الحسكة الشرقي الجنوبي"، كما أعلنت اعتقال كلٍ من باسم حمود السويدين وقاسم محمد الذياب بُتهمة التعامل مع تنظيم "داعش"، وذلك إثر عملية أمنية نفذتها "قسد" بالاشتراك مع قوات "التحالف الدولي" في قرية غريبة جنوب بلدة مركدة بريف الحسكة الجنوبي.

في غضون ذلك، قتل هاد الزاجي، وأُصيب سلطان مضحي العشري، وهما مدنيان لا ينتميان لأي جهة عسكرية، إثر استهداف سيارتهما من قبل عناصر "قسد" بالقرب من قرية التروازية بريف الرقة الشمالي، كما اعتقلت "قسد" الشاب عبد الله ضحوي في نفس المنطقة، وهو أيضاً مدني، بعد إطلاق النار على سيارته ومصادرتها بحجة تهريب المحروقات (المازوت) إلى منطقة "نبع السلام"، التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" المعارض وحليفته تركيا، شمال شرقي البلاد.

دير الزور  

ومساء أمس الأحد، سمع دوي انفجارات في ريف دير الزور الشرقي، تبين أنها ناجمة عن تدريبات بالذخيرة الحية بين القوات الأميركية و"قسد" في قاعدة حقل العمر، في إطار التدريب على مواجهة خلايا تنظيم "داعش".

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن التدريبات ترافقت مع تحليق منخفض لطائرات مروحية فوق البلدات المحيطة بقاعدة حقل العمر، قرب نهر الفرات. كما حلقت فوق ضفاف نهر الفرات الفاصل بين مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة مليشيات "قسد" والتحالف.

وتحدثت المصادر أيضاً عن إصابة عنصرين من "قسد" بجروح خطيرة، جراء تفجير عبوة ناسفة خلال مرورهما على طريق عين عيسى شمال غربي محافظة الرقة. وتشير المصادر بأصابع الاتهام إلى خلايا تنظيم "داعش"، حيث شن الأخير، بحسب المصادر، هجومين أيضاً في الساعات الماضية، الأول طاول نقطة تفتيش لمليشيات "قسد" بالقرب من مدخل بلدة الحريجي شمال دير الزور، وأسفر عن جرحى، بينما طاول الهجوم الآخر دورية لـ"قسد" بعبوة ناسفة على الطريق الخرافي الواصل بين محافظة دير الزور والحسكة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عناصر من الدورية.

وتشهد مناطق سيطرة "قسد" بشكل مستمر هجمات من خلايا تنظيم "داعش"، يقابلها التحالف و"قسد" بعمليات إنزال جوي وعمليات أمنية في مناطق متفرقة، وأعلنت "قسد" والتحالف سابقاً عن اعتقال وقتل قياديين وعناصر من التنظيم في عمليات متفرقة بمناطق سيطرة "قسد".

درعا  

من جانب آخر، قتل وجرح عناصر من قوات النظام السوري بعبوة ناسفة، طاولت سيارة لهم على طريق صيدا الجولان في محافظة القنيطرة. وقال "تجمع أحرار حوران" إن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام سقطوا إثر استهداف سيارة عسكرية بعبوة ناسفة على طريق صيدا الجولان في ريف القنيطرة.

وفي شأن متصل، تحدث مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، عن مقتل شاب في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي، جرّاء إطلاق نار عليه من قبل مجهولين.

وتشهد درعا والقنيطرة، بشكل شبه يومي، هجمات من مجهولين أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام والعاملين المدنيين لديه، إضافة إلى مقتل مدنيين وعناصر سابقين من فصائل المعارضة المسلحة.

وكان مكتب توثيق الانتهاكات في درعا قد أحصى في هجمات مقتل ما لا يقل عن 32 شخصاً، بينهم 13 مدنياً، كما سجل إصابة ما لا يقل عن 28 شخصاً، بينهم 20 مدنياً، خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

احتجاجات السويداء مستمرة

وللأسبوع الرابع على التوالي، تابع عشرات المحتجين في محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم الإثنين، وقفاتهم الاحتجاجية في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، ووجهوا كلمة للشعب السوري في الداخل والخارج، طالبوا من خلالها بطرد القوى الأجنبية التي استقوى فيها النظام على شعبه، وتمسكوا بوحدة سورية، وتطبيق القرارات الأممية.

فقد قرر المحتجون القدوم إلى الساحة كيفما كانت الأجواء، وسط حضور نسائي وشبابي، كما قدمت شابة أغصان زيتون ألصقت عليها عبارات شكر للمحتجين الذي يضحون بحياتهم، ووقتهم، من أجل حماية السوريين من الجوع والبرد والذل.

وتحدثت الناشطة إيمان أبو عساف باسم المحتجين، حيث تمنت أن تكون 2023 سنة الخلاص للسوريين، مؤكدة عدة لاءات أهمها (لا للفوضى، لا للعنف، لا للتخوين، لا للتجويع والإذلال وتهجير الشباب، لا لانتشار السلاح العشوائي والمال السياسي، لا للتعامل مع الخارج، لا للتقسيم، لا للاحتلالات الأجنبية التي استقوى بها النظام، نعم للوحدة الوطنية، نعم للحل السياسي الذي توافق عليه المجتمع الدولي).

الناشط المدني أحمد الرافع قال، لـ"العربي الجديد"، إن وقفة اليوم الاحتجاجية مهمة للغاية، خاصة لجهة المطالب المحددة التي أذيعت وسط الساحة، مؤكداً أن المحتجين أرسلوا تحياتهم إلى السوريين في كل مكان للمساندة، كي يصل الصوت إلى المجتمع الدولي، حيث يرفض أهالي المحافظة المشاريع التي تحاك لإطالة عمر النظام السوري وتعويمه من جديد. كما يرفض بشكل قاطع المشاريع التي تتحدث عن التقسيم. 

وأشار الرافع لـ"العربي الجديد" إلى أن الاحتجاجات مستمرة بسلميتها، على الرغم من كل المضايقات التي يحاول النظام السوري وأجهزته وعناصر حزب البعث افتعالها، لكنهم فشلوا حتى الآن بكل ذلك.

من جهة أخرى، صعّدت الحركة الشبابية السياسية، الناشئ السياسي الجديد، من تحركاتها على مستوى عدة مدن في سورية، حيث برز اسمها في دمشق وريفها ودرعا وإدلب، من خلال نشطائها الشبان والشابات الذين رفعوا لافتات عديدة حيوا من خلالها الحراك الشعبي في محافظة درعا.