شيّعت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الثلاثاء، عناصرها الذين قتلوا في هجوم "داعش" على سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة، شمال شرقي سورية، وبينما تستمر حملة ملاحقة عناصر التنظيم، شهدت خطوط التماس مع مناطق النفوذ التركي قصفاً متبادلاً على غرار قصف شهدته خطوط التماس بين المعارضة والنظام شمال غربي البلاد.
وذكرت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن "قسد" نقلت جثث 12 من مقاتليها إلى مدينة عين العرب بهدف تشييعهم، لافتة إلى أن هؤلاء من المقرر تشييعهم، اليوم الثلاثاء، في المدينة.
وأشارت المصادر إياها إلى أن هناك أكثر من 50 جثة مجهولة الهوية في المستشفى الوطني بمدينة الحسكة.
وكانت القيادة العامة لـ"قسد" قد أعلنت في بيان، أمس الإثنين، أن حصيلة الهجوم على سجن الصناعة بلغت 121 قتيلاً، منهم 40 مقاتلاً من عناصرها، و77 من العاملين في السجن جرت تصفيتهم من قبل عناصر "داعش".
ولفتت إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، وقالت أيضاً: "عدد قتلى عناصر تنظيم داعش الإرهابي 374".
وأوضحت المصادر أيضاً أن هناك عشرات الجرحى من عناصر "قسد" وعناصر التنظيم ومدنيين لم تذكرهم قيادة القوات الكردية في حصيلتها المعلنة بالبيان. وتقول المصادر إن هناك تشكيكاً في حقيقة الأرقام التي نشرتها "قسد"، وأن العدد الأكبر من قتلاها هم من الحسكة والقامشلي.
في غضون ذلك، واصلت مليشيات "قسد" حملات الاعتقال في ريف دير الزور بحجة البحث عن عناصر تنظيم "داعش"، واعتقلت ثلاثة أشخاص في مداهمة منزل وسط بلدة الجزرات بريف دير الزور الشمالي الغربي.
وقالت شبكة الخابور المحلية إن "قسد" اعتقلت، أمس، 50 شخصاً خلال حملة مداهمات طاولت عدداً من القرى شرق الرقة.
وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فقد شنت "قسد"، صباح اليوم، حملة تمشيط ومداهمات، اعتقلت خلالها مجموعة من الأشخاص في حي خشمان بمدينة الحسكة.
جرحى مدنيون
وفي شمال غربي البلاد، حصل قصف متبادل بين المعارضة وقوات النظام على محور الفوج 46 بريف حلب الغربي، تزامن أيضاً مع قصف متبادل على محور قرية الدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت قوات النظام بالمدفعية مناطق متفرقة في جبل الزاوية، جنوبي إدلب.
وذكر الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، أن القصف أدى لتدمير آلية لقوات النظام على محور الدار الكبيرة، فيما لم تسجل إصابات بشرية في مناطق المعارضة.
وأضاف الناشط أنه سجلت أربع إصابات بين المدنيين في المناطق الخاضعة لـ"هيئة تحرير الشام" بجبل الزاوية، جنوبي إدلب، حيث انفجر مقذوف من مخلفات قصف النظام بهم في محيط بلدة البارة.
وفي محور "عين عيسى" بريف الرقة الشمالي، قتل عنصران من "قسد" جراء قصف من "الجيش الوطني السوري" طاول منصة إطلاق صواريخ على جبهة الطريق الدولي، جنوب ناحية تل أبيض.
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً متبادلاً سجل صباح اليوم، الثلاثاء، بين الجيش التركي و"قسد"، حيث قصفت الأخيرة أطراف مدينة إعزاز، شمالي حلب، بينما قصف الجيش التركي مواقع لها في محوري مرعناز ومطار منغ العسكري. ولم يسجل وقوع خسائر بشرية جراء القصف من الطرفين.
استمرار التسوية
على صعيد منفصل، واصل النظام عملية التسوية في بلدة زاكية بريف دمشق الجنوبي. وقالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن "الجهات المختصة قامت، اليوم، بفتح المجال أمام أبناء قرى المقيليبة والطيبة وعين البيضة وعين السودا والزريقية وأركيس والقلعة والدير خبية للانضمام إلى عملية التسوية إلى جانب أبناء بلدة زاكية في المركز الذي فتحته ضمن البلدة".
وتجري التسوية، وفق الوكالة، لـ"المطلوبين المدنيين والعسكريين الفارين من الخدمة والمتخلفين عنها من أبناء البلدة إضافة لأبناء القرى المحيطة، وذلك في إطار استكمال اتفاقات التسوية التي طرحتها الدولة".
وباشرت لجان التسوية التابعة للنظام، أول من أمس الأحد، العمل في بلدة زاكية على إجراء "مصالحات" شبيهة بتلك التي جرت في عدة مناطق سورية مع المنشقين عن قوات النظام أو المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية والمطلوبين للأجهزة الأمنية على خلفية موقفهم من الثورة.
وجاء ذلك بعد فتح مركز للتسوية أيضاً في بلدة ببيلا، جنوب دمشق، وعمد النظام إلى استخدام مآذن الجوامع من أجل توجيه نداء للسكان مطالباً الشبان بالقدوم لإجراء التسوية.
وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن من يسلم نفسه من الشبان للنظام في مركز التسوية يتم منحه مهلة مدتها شهر كامل للالتحاق بالتجنيد الإجباري.
وكان رئيس النظام بشار الأسد قد أصدر، قبل أيام، مرسوم "عفو" عن الفارين والمتخلفين عن التجنيد، لكن سريان العفو مشروط بتسليم المعني نفسه سواء كان داخل سورية أم خارجها.