شنّت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، فجر اليوم الجمعة، حملة اعتقالات في ريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، بمساندة من طيران التحالف الدولي، بحثاً عن "مطلوبين" تقول إنهم من تنظيم "داعش"، وسط أنباء عن إعدام "قسد" العديد من الأشخاص بتهم التخابر مع المخابرات التركية.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن دوريات من "قسد" داهمت منزل عبد الله الملحم من عشيرة البوشلهوم قرب معهد قرقيسيا بمدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت اثنين من أطفاله (14 و17 عاماً) دون معرفة الأسباب.
كذلك طاولت المداهمات منازل أخرى، وذلك بحثاً عن شقيق الطفلين، الذي تمكن من الفرار قبل عملية المداهمة. وتعتقد "قسد" أنه مسؤول "الزكاة" لدى تنظيم "داعش".
وكانت قوات من "قسد" داهمت، أمس الأربعاء، منزلاً يسكنه عنصر سابق من "داعش" في حي الصناعة بمدينة الرقة، في محاولة لاعتقاله، لكنه قاوم القوات المداهمة، وجرت اشتباكات بين الطرفين، مما أدى إلى إصابة عنصرين، قبل أن يقوم العنصر بتفجير نفسه بقنبلة يدوية بعد محاصرته، ما تسبب أيضاً بإصابة طفلة.
"إعدامات" بتهمة العمالة لتركيا
إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة الرقة الخاضعة لسلطة "الإدارة الذاتية" شهدت الأحد الماضي محاكمة 15 شخصاً بتهمة "العمالة للمخابرات التركية".
وتمت المحاكمة بشكل سري وبحضور كبير لعوائل قتلى "قسد" من المدنيين والعسكريين، ممن قضوا على يد القوات التركية، حيث اعترف المتهمون بإعطاء إحداثيات للمخابرات التركية لاستهداف شخصيات عسكرية وقيادية من "قسد"، وشرحوا تفاصيل تعاملهم مع المخابرات التركية، وفق المرصد.
وأوضح أن المحكمة أصدرت أحكاماً بالإعدام بحق 13 من المتهمين الذين اعترفوا بالتخابر مع المخابرات التركية، بينما لم تصدر حكماً بشأن اثنين آخرين لعدم اكتمال الأدلة، فيما حاول ذوو القتلى التهجم على المتهمين خلال المحاكمة. ووفق المرصد، كان من المفترض أن يكون جرى إعدام المذكورين يوم أمس الأربعاء، لكن لم يتنس له التأكد من ذلك.
غير أن مصدراً مقرباً من "قسد" نفى لـ"العربي الجديد" صحة هذه الرواية، وقال إن حكم الإعدام غير مطبق في مناطق "الإدارة الذاتية"، لكنه أقر بوجود محاكمات لمتهمين بالتعامل مع المخابرات التركية.
وتشير معلومات إلى أن السلطات الأمنية في مناطق "الإدارة الذاتية" ما زالت تعتقل عشرات الأشخاص على خلفية الهجمات التركية في الأشهر الأخيرة، بينهم إداريون في المجالس المدني بتهمة التعامل مع القوات التركية و"الجيش الوطني". ويتهم أهالي المعتقلين أجهزة "قسد" الأمنية بانتزاع اعترافات من المعتقلين بوسائل التعذيب.
اشتباكات في شمالي وغربي سورية
من جهة أخرى، اندلعت فجر اليوم اشتباكات بين "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا وقوات "قسد" على محور الغندورة في ريف حلب الشرقي، استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة والمتوسطة، الأمر الذي أدى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
كما شهدت محاور القتال في جبل الأكراد شمالي اللاذقية صباح اليوم قصفاً متبادلاً بقذائف الهاون، بين فصائل المعارضة وقوات النظام، فيما قصفت قوات النظام محيط بلدات سفوهن وفليفل بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وقتل أمس ضابط برتبة نقيب في قوات النظام، نتيجة قصف للفصائل على محور الطلحية شرقي مطار تفتناز العسكري الذي تتمركز داخله قوات تركية.
اغتيالات في درعا
وفي جنوبي البلاد، قتل ثلاثة أشخاص رمياً بالرصاص في إطار عملية الاغتيالات اليومية التي تشهدها محافظة درعا.
وقال أيمن أبو محمود، الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، لـ"العربي الجديد"، إن أحمد العباس الفلاح الملقب (أحمد عزيزة) وابنه زين الفلاح، والشاب عمر بشار ذياب الفلاح، قتلوا فجر اليوم الجمعة إثر استهدافهم بالرصاص في شارع الأطباء بمدينة الصنمين شمالي درعا.
وأوضح أن كلاً من أحمد وعمر يعملان لصالح فرع الأمن العسكري.
كذلك أشارت شبكة "درعا 24" المحلية إلى أن مسلحين أطلقوا النار قرب جامع الصحابة في مدينة الصنمين، باتجاه أسرة تتكون من الأب وزوجته وأطفاله، ما خلف إصابات بعضها حرجة بين أبناء الأسرة. ويحمل المستَهدَف بطاقة "تسوية أمنية"، وهو من المقاتلين السابقين في فصائل المعارضة في الجنوب السوري قبل عام 2018.
ويوم أمس الخميس، عثر مزارعون من أبناء محافظة درعا، خلال 24 ساعة، على جثث ثلاثة أشخاص في مناطق متفرقة، قتلوا إثر تعرضهم لإطلاق الرصاص المباشر، ثم جرى رمي جثثهم في مناطق زراعية.