سورية: "تحرير الشام" تُبقي جزءاً من قواتها الأمنية شمالي حلب

20 أكتوبر 2022
باحث: "تحرير الشام" ستعمل على استثمار ما حصل للحفاظ على نشاط أمني شمال حلب (Getty)
+ الخط -

تواصل "هيئة تحرير الشام" سحب أرتالها العسكرية من منطقة "غصن الزيتون"، شمالي محافظة حلب، في ظل الإبقاء على بعض المجموعات الأمنية والعسكرية ضمن الفصائل التي ساندتها في القتال ضد "الفيلق الثالث"، مثل "فرقة سليمان شاه" و"فرقة الحمزة" و"حركة أحرار الشام".

يأتي ذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة التي أعطاها الجيش التركي للهيئة للانسحاب من مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" بشكلٍ كامل، دون أي شروط، في ظل السعي لمشروع جديد يجمع فصائل المعارضة السورية في ريف حلب تحت قيادة عسكرية واحدة.

وقال فراس فحام، وهو باحث في مركز "جسور للدراسات"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هيئة تحرير الشام لا تزال تحتفظ بجزء من قواتها الأمنية في عفرين، لكنها تحاول إخفاءها ضمن فصائل أخرى أو ضمن جهاز الشرطة العسكرية"، موضحاً أن "تحرير الشام تتحدث عبر وسائل الإعلام عن الانسحاب لتجنب استفزاز الجانب التركي، الذي طالبها بالانسحاب من المنطقة".

ويرى فحام أن "هيئة تحرير الشام ستعمل على استثمار ما حصل للحفاظ على نشاط أمني في شمال حلب، تحت غطاء الفصائل المتحالفة معها، وبشكل غير معلن".

بدوره، قال هشام اسكيف، مسؤول العلاقات لدى فصائل "الفيلق الثالث"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "لا توجد تأكيدات حتى اللحظة يمكن الركون إليها للانسحاب الكامل لهيئة تحرير الشام من المنطقة"، مؤكداً أن "هناك وجودا أمنيا مستترا للهيئة، وهي تحاول المراوغة من خلال إلباس عناصرها شارات ورايات فصائل أخرى".

وأشار اسكيف إلى أنه "يجب العمل حالياً بشكل جدي على الاستجابة لصوت الشارع، وتمكين المؤسسات وخاصة العسكرية".

وشدد على أن "الاتفاق القديم بين الفيلق الثالث وهيئة تحرير الشام في المنطقة تم إلغاؤه بعد تدخل الجيش التركي، الذي أعطى لتحرير الشام مهلة حتى صباح اليوم الخميس للانسحاب من المنطقة بشكل كامل دون أي شروط"، مرجحاً أنه "لن يكون هناك وجود لهيئة تحرير الشام في المنطقة، في ظل قرار الشارع الثوري الرافض لوجودها في الوقت الحالي والمستقبلي".

ولفت مسؤول العلاقات لدى فصائل "الفيلق الثالث" إلى أن "فصائل الفيلق سوف تعود إلى جميع مقراتها السابقة"، مشيراً إلى أن "هناك مشروعا جديدا في المنطقة يتم العمل عليه لجمع كافة الفصائل العسكرية العاملة في مناطق درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام".

وأكد عدة نشطاء في مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون"، شمالي محافظة حلب، اعتقال "جهاز الأمن العام"، الذراع الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام"، عدة أشخاص، بينهم مدنيون مقربون من "الفيلق الثالث"، وتحديداً مقربين من "جيش الإسلام" المنضوي ضمن تكتل "الفيلق الثالث"، خلال الأيام الماضية، في مدينة عفرين، وذلك إثر عمليات دهم واعتقال نفذها جهاز الأمن خلال ساعات الليل على مدار الأيام الأربعة الماضية.

وكان "لواء طلحة" العامل ضمن الجناح العسكري في "هيئة تحرير الشام" قد سحب، أمس الأربعاء، رتلاً عسكرياً "هجومياً" من منطقة "غصن الزيتون" إلى مناطق سيطرته في إدلب، بالتزامن مع إبقاء الهيئة على جزء من قواتها الأمنية في مدينة عفرين وباقي المناطق التي تُسيطر عليها الفصائل، التي ساندت "تحرير الشام" في معاركها ضد "الفيلق الثالث".

وبحسب آخر إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية"، الثلاثاء الفائت، فإن الاشتباكات الأخيرة بين الفصائل في ريفي حلب الشمالي والشرقي أدت إلى مقتل 8 مدنيين، بينهم امرأتان وطفلان، وإصابة 47 آخرين، بينهم 11 طفلا و7 نساء، بالإضافة إلى استهداف خمسة مخيمات منتشرة في ريف حلب من جهات مختلفة، تقطن تلك المخيمات 875 عائلة، ليرتفع عدد المخيمات المستهدفة إلى 12 مخيما، ونزوح 7284 نسمة منذ بداية الأحداث في المنطقة.

المساهمون