- منذ فبراير 2020، قاد البرهان التوجه نحو التطبيع مع إسرائيل، مما أثار اعتراضات شعبية واسعة، مع تأكيد التجمع على أن التطبيع لم يجلب فوائد ملموسة للسودان.
- السودان يشهد تصاعدًا في القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع تأكيد الفريق إبراهيم جابر على أن البلاد ستقودها حكومة تكنوقراط في فترة انتقالية، مما يعكس تعقيدات الوضع الأمني والسياسي.
هدد تجمع "سودانيون ضد التطبيع"، الثلاثاء، بالتصعيد بمختلف السُّبل ضد توجهات حكومة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالتطبيع مع إسرائيل إلى حين التراجع عن ذلك.
وجاءت التهديدات، رداً على تصريحات منسوبة لعضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر، جاء فيها، إن العلاقة مع إيران لا يمكن أن تؤثر في قطار التطبيع مع إسرائيل الذي كان السودان أول المنضمين له، وأن السودان يدير شؤون السياسة الخارجية وعلاقاته الدولية وفق المصلحة العليا لشعب السودان، وإذا رأى مصلحة في التطبيع سيستمر وحال لم يجد لن يفعل.
وأكد التجمع، في بيان، أن مقاومتهم التطبيع مع إسرائيل تأتي انتصاراً للسودان الذي ساهم الكيان الصهيوني في محاولات تفكيكه، وانتصاراً للشعب الفلسطيني المكلوم الذي تمارس عليه الإبادة، في ظل الصمت والتواطؤ العربي والعالمي.
ومنذ فبراير/شباط 2020، قاد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان التوجهات التطبيعية بلقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط اعتراضات من أحزاب ومكونات شعبية عدته خيانة للقضية الفلسطينية ومواقف الخرطوم حيالها.
وأضاف تجمع "سودانيون ضد التطبيع" أن القضية الفلسطينية قضية مبدئية لا تخضع لمعيار المصلحة "فنحنُ لا نساوم في مقدسات الأمة، ولا نرتضي أن تكون لنا مصلحة مع كيان محتل مغتصب لأراضي الفلسطينيين".
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني أحد أركان المشروع الاستعماري الذي يستهدف الدولة ويدعم تناقضاتها ويمول مخربيها ويدعم بشكل مباشر أو عبر حلفائه الإقليميين مليشيا الدعم السريع بالتسليح والإمكانيات المادية والتكنولوجية.
وأوضح أن التجربة العملية "أثبتت ألا فائدة من التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأن الدعاية السمجة حول الإمكانيات الاقتصادية والزراعية والتكنولوجية التي ستتوفر للسودان كانت محض ادعاءات، وأن المستفيد الأول من مشروع التطبيع كانت مليشيا الدعم السريع، باعتبارها مشروعاً لتفكيك السودان مما يتطابق مع الأهداف الصهيونية".
وأكد التجمع أن قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني لم يكن قراراً للشعب السوداني، وإنما كان قراراً خاطئاً من حكومة انتقالية غير منتخبة وغير مفوضة باتخاذ قرارات مصيرية كالتطبيع، وأن رأي الشعب السوداني هو الرأي ذاته الذي عبرت عنه مؤسساته المنتخبة بقانون مقاطعة الكيان الصهيوني.
وأوضح أن "مواصلة التطبيع مع الكيان الصهيوني قرار ضد المشروع الوطني في السودان، وستقوم هذه الخطوة المعزولة مجتمعياً بضرب التماسك الداخلي للجبهة الوطنية الداعمة للجيش في معركة الكرامة ضد المليشيات المدعومة من الصهاينة".
من جهة أخرى، قال الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة، في خطاب له أمام ضباط وجنود من الجيش في مدينة القضارف، شرق البلاد، الثلاثاء، إن قوات الجيش لن تكون طرفاً في أي اتفاق مع السياسيين، وإن القوات المسلحة هي الجيش الوطني الوحيد ولن تقبل بأي رديف.
وأعلن أن البلاد ستقودها فترة انتقالية بحكومة تكنوقراط تضطلع بترتيب شؤون الشعب السوداني وتهيئته لانتخابات حرة ونزيهة يحدد فيها الشعب السوداني من يحكمه، مشيراً إلى أن الحرب الحالية هي مخطط أكبر من الذين خططوا له، ومؤكداً وجود تدخلات خارجية وأحزاب تسببت فيها.
وبالتزامن مع ذلك، يتصاعد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من المحاور بالعاصمة الخرطوم، وتتركز أكثر في مناطق غرب أم درمان، وشمال مدينة الخرطوم، وبث مناصرون للجيش السوداني مقاطع فيديو قالوا إنها لحصار محكم يفرضه الجيش على قوات الدعم السريع التي تسيطر على مصفاة الجيلي للنفط.
وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد" تعرض قرى بولاية الجزيرة، وسط السودان، لانتهاكات جديدة من قبل قوات الدعم السريع رغم تسليمها العديد من السلطات لإدارة مدنية شكلتها أمس الاثنين.
وأفاد الشهود بأن قوات الدعم هاجمت قرية مناقزا، القريبة من مدينة الحصاحيصا، وقتلت 3 من أبناء القرية حاولوا الدفاع عن قريتهم، ولم يصدر بيان من "الدعم السريع" حول الحادثة.