استمع إلى الملخص
- يوآف غالانت وقف إلى جانب هليفي محذرًا من خطورة مهاجمة الجيش والشاباك من قبل وزراء، بينما انتقد ياريف ليفين الجيش لـ"التطبيق الانتقائي" للقانون، مما يعكس توترات داخلية حول السياسات الأمنية.
- رغم الاعتذار عن الأسلوب، أصر سموتريتش على انتقاداته لهليفي، معتبرًا التسريبات الإعلامية ضارة بأمن إسرائيل، ما يلقي الضوء على التحديات والخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية وبين القيادات السياسية والعسكرية.
في تسريب جديد، كشف موقع "والاه" العبري، اليوم الجمعة، عن أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش هاجم خلال اجتماع "الكابنيت"، الذي عُقد أمس الخميس، رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، بالقول إنّ وزير المالية لم يكن هو "من نام ليلة السادس من أكتوبر"، وهي الليلة التي شنت فيها حركة حماس عمليتها التي باتت تعرف بـ"طوفان الأقصى"، في إشارة إلى أن هليفي مسؤول عن فشل إسرائيل في توقع حدوث العملية ورصدها.
وأثارت العبارة غضب هليفي وطالبه بالتراجع عن أقواله. وهنا جاء دور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي طالب الجانبين بتجنّب مثل هذا الكلام، وحث سموتريتش على الاعتذار ففعل، لكنه شدد على أنه "لا رئيس هيئة الأركان ولا أي شخص آخر يمكنه مهاجمة وزراء بهذا الشكل".
ووقف وزير الأمن يوآف غالانت إلى جانب هليفي، وقال موجهاً حديثه إلى نتنياهو خلال الجلسة: "لا يمكنك السماح بأن يعكف وزراء الكابنيت على مهاجمة الجيش الإسرائيلي والشاباك. هذه ظاهرة خطيرة لم تكن موجودة من قبل، وتعرّض إسرائيل للخطر في الحرب". وتناولت نقاشات الجلسة صلاحيات إنفاذ القانون في المناطق (ب) في الضفة الغربية المحتلة، وهي مناطق تخضع لسيطرة مدنية فلسطينية، وسيطرة أمنية فلسطينية إسرائيلية مشتركة، بموجب اتفاقية أوسلو.
وانتقد وزير القضاء ياريف ليفين الجيش الإسرائيلي، بسبب ما قال إنّه "تطبيق انتقائي بين اليهود والعرب"، في محاولة للادعاء بأن الجيش يميز لمصلحة الفلسطينيين على حساب المستوطنين، رغم أن ما يحدث على أرض الواقع هو العكس تماماً، حتى لو حاول ليفين الادعاء غير ذلك، إذ تتواصل انتهاكات المستوطنين بحق الفلسطينيين يومياً في الضفة الغربية من دون أي رقابة من جيش الاحتلال، وحتى بحمايتهم في مرات كثيرة.
وأثارت هذه العبارة غضب رئيس الأركان الذي قال إن الجيش الإسرائيلي "يقوم بعمله كما يجب"، مضيفاً أن الجنود في تلك المناطق "يعرّضون حياتهم للخطر". ودخل سموتريتش على خط المواجهة الكلامية، محتجاً على ما وصفه بأنه "ازدراء" من هليفي لوزير في الحكومة، وهاجمه: "خفف من لهجتك، نحن لسنا أقل التزاماً بالأمن منك". ومضى ليضيف عبارته التي استفزت هليفي: "لسنا نحن من توجّه إلى النوم في 6 أكتوبر". وسعى نتنياهو إلى وقف الحوار بين الجانبين والحفاظ على الاحترام المتبادل. وعلى الرغم من اعتذار سموتريتش عن أقواله، لكنه أصرّ على أن يحترم رئيس الأركان وزراء الحكومة.
مكتب سموتريتش يرد
وعلّق مكتب سموتريتش رداً على ما نشره موقع "والاه"، بالقول إنّ "التسريبات المغرضة والجزئية من مجلس الوزراء هي مرض يضر بأمن إسرائيل (...) انتقد وزير المالية بالفعل موقف رئيس الأركان الذي يزدري القيادة السياسية، مع التركيز على أقواله المسيئة وغير المناسبة التي أدلى بها في جلسة الكابنيت السابقة ضد المستوى السياسي، وهي أقوال غير صحيحة في جوهرها، ولكن أيضاً لا مكان لها في علاقة رئيس الأركان بالمستوى السياسي في بلد ديمقراطي".
وأضاف: "لسوء الحظ، بدلاً من تحمّل المسؤولية والاعتذار عن التصريحات، تمسّك رئيس الأركان بموقفه، وهاجم الوزير سموتريتش، مما أدى إلى تبادل أقوال صعبة. يقف الوزير سموتريتش وراء انتقاده تصريحات رئيس الأركان، فضلاً عن استمرار التعيينات التي يقوم بها (في الجيش)، بينما يتجاهل تماماً انتقادات العديد من الوزراء، لكنه (سموتريتش) اعتذر عن الأسلوب الذي كان يمكن أن يؤذي رئيس الأركان على المستوى الشخصي، وهو بالطبع لم يكن يقصد".
وكثيراً ما يتبادل المسؤولون الإسرائيليون اتهامات شرسة تقود أحياناً إلى إهانات وتحقير، خاصة في اجتماعات المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، وكذلك في مجلس إدارة الحرب (كابنيت الحرب) قبل حلّه، ويتم تسريبها عبر وسائل إعلام مختلفة، وهو ما يشير إلى حجم التوتر الناجم عن عدة عوامل، منها ما يتعلق بالجهة التي تتحمل المسؤولية إزاء إخفاق السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يوم تنفيذ حركة حماس عملية "طوفان الأقصى"، وأخرى تعود لمناكفات سياسية.
وتحاول شخصيات كثيرة في حكومة الاحتلال، منها رئيسها بنيامين نتنياهو، النأي بنفسها عن تحمل المسؤولية وتحميلها للمؤسستين الأمنية والعسكرية، وحتى الترويج لذلك. كما قد تكون الخلافات حول قضايا وإجراءات أو قرارات عينية أحياناً.