سلطات الاحتلال تنكّل بالأسرى والأسيرات في الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى"

20 أكتوبر 2024
وقفة في رام الله لأهالي الأسرى الفلسطينيين، 24 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نفّذت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات واسعة في عدة سجون، منها جلبوع وعوفر والدامون، حيث تعرض الأسرى لاعتداءات جسدية وإذلال ممنهج، مما أدى إلى إصابات بينهم.
- في سجن الدامون، تعرضت الأسيرات لعمليات قمع شديدة، بما في ذلك التقييد والنقل في ظروف مذلة، مع استخدام الكلاب البوليسية والشتائم، مما يعكس سياسة الانتقام الجماعي.
- أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن هذه الاقتحامات تأتي في إطار سياسة ممنهجة، داعية الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات لوقف الانتهاكات وفرض عقوبات على دولة الاحتلال.

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد، أنّ إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي نفّذت اقتحامات واسعة وتنكيلاً بحق الأسرى والأسيرات بعدة سجون في الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى. يأتي ذلك في إطار سياسة الانتقام الجماعي التي تشكّل أبرز السّياسات الممنهجة التي تتبعها منظومة سجون الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين.

وأوضحت الهيئة والنادي، في بيان صحافي، أنّه واستناداً إلى مجموعة من الزيارات التي جرت مؤخراً ولعدد من السّجون، نقلت الطواقم القانونية إفادات لمجموعة من الأسرى عن عمليات الاقتحام التي نفّذتها قوات القمع لأقسام الأسرى، وخلالها جرى الاعتداء عليهم والتّنكيل بهم، وإذلالهم. وكان من بين تلك السّجون المخصصة لاحتجاز الأسرى (جلبوع، وعوفر، والدامون، وعزل ريمونيم، وريمون)، وهي السّجون التي تمكنت الطواقم القانونية من زيارة الأسرى فيها مؤخراً.

وبحسب البيان، فإنه في سجن (عوفر)، ذكر المعتقل الطفل (ل.ة): "أن قوات القمع اقتحمت جميع الأقسام، وقامت برش الغاز على الأسرى، وجرى الاعتداء على غالبية الأسرى، بمن فيهم قسم (الأسرى الأطفال – الأشبال)". كما ذكر أسير آخر (ي.خ) في سجن (عوفر)، أنّ "قوات القمع اعتدت على الأسرى في القسم المحتجز به، ونتج عن ذلك إصابات طفيفة". وأفاد أسير ثالث: "أن عدداً من الأسرى ونتيجة لعملية القمع يوم 7 أكتوبر، ما زالوا يعانون من آثار الضرب، وأنّ عمليات القمع والتفتيش والإذلال مؤخراً آخذة بالتصاعد، على الرغم من أنها فعلياً لم تتوقف منذ بداية الحرب حتى اليوم".

وفي سجن (ريمون)، أفادت مجموعة من الأسرى، بأن قوات القمع اقتحمت أقسامهم، وقيدتهم جميعهم، ونقلتهم إلى ساحة السّجن ما تسمى (بالفورة)، بظروف مذلّة، ومهينة، واعتدوا عليهم بالضرب، وأبرز الوحدات التي شاركت في عملية القمع هي (المتسادة، واليمّاز)، التي قامت بضرب قنابل الصوت، وتنفيذ عمليات اعتداء واسعة، وتعمدت إدارة السّجن تصوير عملية القمع، وقد أصيب غالبية الأسرى بكدمات في الصدر والظهر.

كما تعرض مجموعة من الأسرى المحتجزين في عزل سجن (ريمونيم)، لعملية اقتحام، حيث أقدمت قوات القمع على تقييدهم، وإلقائهم على الأرض بشكل مذّل، وإجراء تفتيش دقيق لزنازينهم المجردة.

كما طاولت عمليات القمع في السابع من أكتوبر، سجن (جلبوع)، فوفقاً لإفادات مجموعة من الأسرى، "فإنه وفي السابع من أكتوبر، جرى اقتحام جميع الأقسام، ورش الأسرى بالغاز، والاعتداء عليهم، وتلا ذلك عملية اقتحام أخرى في الـ11 من أكتوبر، بالوتيرة نفسها".

وأكد الأسرى في سجن (جلبوع)، أنّ وتيرة الاقتحامات عادت بمستوى الاقتحامات التي تلت الحرب مباشرة، وقد سبق السابع من أكتوبر الجاري، سلسلة عمليات اقتحام لبعض الأقسام في سجن (جلبوع) خلال شهر سبتمبر/أيلول المنصرم.

وبحسب إفادة أحد الأسرى، فإن "قوات القمع اقتحمت الزنزانة المحتجز فيها هو ومجموعة من الأسرى، واعتدت عليهم بالضرب، مما تسبب لغالبيتهم بأوجاع شديدة في الصدر والظهر، وبعضهم وجد صعوبة بالمشي بعد الاعتداء، وتلا ذلك عمليات اقتحام واعتداءات أخرى في 10 و11 أكتوبر".

عمليات التنكيل والإذلال طاولت الأسيرات أيضاً

ولم تستثنِ إدارة السّجون الأسيرات في سجن (الدامون)، من عمليات القمع والتّنكيل والإذلال في السابع من أكتوبر، حيث اقتحمت قوات القمع قسم الأسيرات، وجرى نقل نصفهن إلى ساحة السّجن (الفورة)، بعد تقييدهن، وإجبارهن على الجلوس على ركبهنّ من الساعة الخامسة صباحاً حتى الساعة السابعة صباحاً. ورافق ذلك تشغيل النشيد الخاصّ بدولة الاحتلال، كما رافق عمليات القمع استخدام الكلاب البوليسية، وتعمد السّجانون شتم الأسيرات وتهديدهن، وتصويرهن وهن جالسات على ركبهن في السّاحة، ثم أقدموا على عزل أسيرتين لمدة يومين.

وسبق هذا الاقتحام، عملية قمع للأسيرات في أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وخلالها، جرى التّنكيل بالأسيرات، وتفتيشهن تفتيشاً عارياً وبشكل قسري، وجرى سحب ملابس منهن، واحتياجات خاصّة بهن، ومنها فرش الأسنان، والبشاكير، والوسائد، والأحذية، وحتّى العلب التي تحتفظ بها الأسيرات لوضع ما تبقى من لقيمات من الطعام فيها. كما جرى مصادرة الملاعق منهنّ، حتى أصبحت الأسيرات ينتظرن بعضهنّ للخروج إلى الفورة والعودة لاستخدام أحذيتهن بعد أن صادرت الإدارة الأحذية منهنّ.

وفي هذا الإطار، أكدت الهيئة والنادي أنّ سلسلة الاقتحامات هذه التي نفّذتها منظومة السّجون، تعكس فقط رغبة الانتقام من الأسرى، والتي تشكّل جزءاً من سياساتها الممنهجة، التي وصلت ذروتها منذ بدء حرب الإبادة، كما أنها تشكّل امتداداً لسياسة الاقتحامات التي لم تتوقف يوماً بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، بوصفها جزءاً من أدوات السّيطرة والرّقابة على الأسرى.

عمليات الاقتحام منذ بدء حرب الإبادة

ومنذ بدء حرب الإبادة سُجلت المئات من عمليات الاقتحام من قبل قوات القمع التابعة لإدارة السّجون، وكذلك الوحدات التابعة لجيش الاحتلال، والتي تسببت باستشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين منذ بدء حرب الإبادة جرّاء ممارسات جرائم التّعذيب، إضافة إلى جرائم أخرى فرضتها منظومة السّجون بأوامر سياسية منها جريمة التجويع، والجرائم الطبيّة التي شكّلت أسباباً مركزية لاستشهاد العديد من الأسرى والمعتقلين.

يذكر أنّ جميع السّياسات والجرائم التي توثقها المؤسسات المختصة، هي جرائم ثابتة وممنهجة، مارسها الاحتلال منذ عقود طويلة، إلا أنّ المتغير اليوم هو مستوى هذه الجرائم وكثافتها، حيث تشكّل الجرائم بحقّ الأسرى والمعتقلين وجهاً آخر للإبادة المستمرة منذ عام.

وحمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيّ، الاحتلال كامل المسؤولية عن مصير وحياة أكثر من عشرة آلاف أسير ومعتقل في سجونه ومعسكراته، إلى جانب المئات من معتقلي غزة الذين ما زالوا رهن الاختفاء القسري.

وطالبت الهيئة ونادي الأسير، الأمم المتحدة باتخاذ دور يتجاوز إصدار التقارير والمواقف، ويصل إلى الدور المطلوب واللازم منها، بإنهاء حالة الاستثناء التي تتمتع بها دولة الاحتلال من المنظومة الدّولية، والتي أعطتها الضوء الأخضر لارتكاب جرائم حرب، والاستمرار بذلك دون أدنى عقاب أو حساب، وكان منها جرائم حرب بحقّ الأسرى والمعتقلين.

المساهمون