أكد المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات سرت– الجفرة، اليوم الأربعاء، سقوط مروحية عسكرية تقل مرتزقة روسيين جنوبي ليبيا، فيما لاتزال المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر تعيش احتقاناً كبيراً بين المواطنين، مقابل حملات اعتقال واسعة تستهدف نشطاء نظموا احتجاجات على الأوضاع المعيشية المتردية وللمطالبة بالتحقيق في الفساد المستشري في مفاصل الدولة.
وقال المتحدث باسم الغرفة التابعة لقوات حكومة الوفاق عبد الهادي دراه، لـ"العربي الجديد"، إن مروحية عسكرية سقطت بعد مغادرتها موقعا عسكريا بمنطقة سوكنة (640 كلم جنوبي طرابلس) بقليل، وكانت باتجاهها إلى قاعدة الجفرة.
وفيما أكد دراه أن المروحية كانت تقل أربعة من مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية، أشار إلى أن المعلومات لم تؤكد عدد قتلى الحادث.
بدورها، قالت مصادر عسكرية مقربة من قوات حكومة الوفاق إن المروحية التي سقطت اليوم قرب سوكنة كانت تقل عدداً من المقاتلين في إطار إعادة "فاغنر" توزيع مواقع مرتزقتها.
وكشفت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن التفاهمات الجارية بين موسكو وأطراف إقليمية أخرى معنية بليبيا انتهت إلى ضرورة إخلاء مرتزقة فاغنر لعدد من مواقعها التي تتواجد فيها، سيما في مواقع النفط، وآخرها ميناء الزويتية النفطي الواقع في منطقة الهلال النفطي.
قالت مصادر عسكرية مقربة من قوات حكومة الوفاق إن المروحية التي سقطت اليوم قرب سوكنة كانت تقل عددا من المقاتلين في إطار إعادة الفاغنر توزيع مواقع مرتزقتها
وأكدت المصادر أن مرتزقة فاغنر يعيدون التموضع في مناطق جديدة جنوبي ليبيا، بينما سحبوا عدداً من مسلحيهم المتواجدين في قاعدتي القرضابية في سرت وبراك الشاطئ في سبها إلى قاعدة الجفرة.
وتواجد مرتزقة فاغنر في ليبيا منذ عام 2018 بواسطة عقود وقعها حفتر مع الشركة الروسية لتأمين عدد من مواقعه العسكرية، ولاحقا شاركوا في عدوانه على العاصمة طرابلس، الذي انتهى بانكسار قواته وانسحابها، بمن فيهم عناصر فاغنر، إلى منطقتي سرت والجفرة.
وفي بنغازي، تقدم عدد من منظمي مظاهرة "إنقاذ ليبيا من الفساد" ببلاغ إلى وزارة داخلية الحكومة الموازية، شرق البلاد، بشأن اختفاء أحد منظمي المظاهرة.
وبحسب البلاغ، الذي تداولته وسائل إعلام ليبية، فإن الناشط ربيع العربي اختفى بعد تفريق المظاهرة في بنغازي، مساء الاثنين الماضي، حيث شوهدت سيارة معتمة ودون لوحات أوقفته بعد مغادرته لساحة المظاهرة واقتادته إلى جهة مجهولة.
وحمل البلاغ وزارة داخلية الحكومة الموازية مسؤولية سلامة العربي، كون الوزارة هي من منحت إذناً للمتظاهرين، وكانت تنشر وحداتها الأمنية بشكل كثيف عند منافذ الساحة، مؤكدة أن السيارة المعتمة التي خطفت الناشط المدني ربيع العربي كانت تقف إلى جانب سيارات الأمن التابعة لوزارة الداخلية.
وأكد البلاغ اختراق المظاهرة من قبل "مجموعة فوجئنا بها قامت بالتشويش علينا والتعدي اللفظي والتضييق"، قبل أن يغادر بعض المتظاهرين الساحة بـ"طلب من فرق وزارة الداخلية، تحسبا لحدوث احتكاك مع المجموعة المشوشة التي لم تطلب منها المغادرة"، بحسب البلاغ.
وعبر منظمو المظاهرة في بلاغهم عن استغرابهم من وجود سيارات عسكرية دون لوحات وأشخاص مدنيين برفقة هذه السيارات، "حاولوا استفزاز المتظاهرين، هاتفين بحياة القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر".
وبمزيد من المعلومات، قال الناشط المدني عبد السلام البرغثي، أحد منظمي المظاهرة وأحد الموقعين على البلاغ الموجه لوزارة الداخلية، إن زميله العربي اقتادته "فرقة تابعة لجهاز الظواهر السلبية الأمني التابع للقيادة العامة (قيادة مليشيات حفتر)"، مشيرا إلى أن عدد المعتقلين منذ بدء المظاهرات، الأسبوع الماضي، بلغ أربعة لا يعرف مصيرهم حتى الآن، فيما أطلق سراح ثلاثة آخرين بعد أن تعهدوا بعدم المشاركة في تنظيم المظاهرات.
ولفت البرغثي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى وجود مطالب من زعامات قبلية حثت منظمي المظاهرة على التراجع عن نشاطهم تلافيا للحد من المزيد من الاعتقالات والتصعيد، حيث تعهدت تلك الزعامات بمواصلة الاتصالات بالحكومة الموازية من أجل حلحلة أزمة الأوضاع المعيشية.
البرغثي: مطالب من زعامات قبلية حثت منظمي المظاهرة على التراجع عن نشاطهم تلافيا للحد من المزيد من الاعتقالات والتصعيد
وكان عدد من شيوخ القبائل في شرق ليبيا قد اتهموا الحكومة الموازية بـ"منتجة" فيديو نشره المكتب الإعلامي التابع لها، يظهر لقاءهم برئيس الحكومة عبد الله الثني، وقد اقتطع عددا من كلماتهم التي أظهروا فيها احتجاجهم على الفساد المستشري في مفاصل الحكومة، وطالبوا بضرورة التحقيق فيه.
وبينما لم يؤكد البرغثي إمكانية استمرار تنظيم المظاهرات، رجح الناشط السياسي الليبي عقيلة الأطرش توسع دائرة الاحتجاجات دون تنظيم، بسبب سوء تعامل مليشيات حفتر مع المتظاهرين ومطالبهم، معتبرا أن إعلان المنظمين عن أنفسهم في بلاغ رسمي موجه لوزارة الداخلية تغير في أوضاع سيطرة مليشيات حفتر، وهو وضع لم يكن متاحا في الفترات السابقة.
ولفت الأطرش، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن الأوضاع في بنغازي وعدد من مدن شرق ليبيا انحدرت إلى مستوى معيشي وأمني ينذر بتفجر احتجاجات قد تخرج عن سيطرة حفتر ومليشياته في أي وقت.