استمع إلى الملخص
- اندلعت حرائق في مستودعي نفط في روسيا، أحدهما بسبب طائرة مسيرة في فورونيج والآخر لأسباب تقنية في بيرم، دون إصابات.
- شهدت روسيا حوادث اشتعال في منشآت نفطية نتيجة هجمات أوكرانية بالطائرات المسيرة، مثل حادثة روستوف في أغسطس، لزيادة الأعباء اللوجستية على القوات الروسية.
بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، عن سيطرة العسكريين الروس على مدينة أوغليدار الواقعة في مقاطعة دونيتسك التي ضمتها روسيا تحت مسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية"، نتيجة لما قالت إنه "أعمال حاسمة لمجموعة قوات فوستوك (الشرق)"، تواجه القوات الأوكرانية صعوبات لوجستية جديدة نظراً للموقع الجغرافي المتميز للمدينة الواقعة على تقاطع الطرق المؤدية إلى مختلف المدن.
وتقع أوغليدار على بعد 60 كيلومتراً جنوب غربي دونيتسك على الحدود بين مقاطعتي دونيتسك وزاباروجيا التي ضمتها روسيا أيضاً في سبتمبر/ أيلول 2022. وتقع المدينة على مرتفع بالقرب من نهر كاشلاغاتش وتقاطع الطرق الرابطة بين بلدات ومدن فيليكايا نوفوسيولكا، وكراسنايا بوليانا، وفولنوفاخا، ودوكوتشايفسك، مما يجعلها نقطة مهمة للإمداد اللوجيستي للقوات.
ورغم أن أوغليدار تعد أقل أهمية من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، إلا أنها كانت تعتبر حصناً مهماً على تقاطع الجبهتين الشرقية والجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية نظراً لاحتضانها مواقع دفاعية قوية، وسط توقعات بأن ينسف سقوطها الدفاعات الأوكرانية بشكل كبير، بعد أن كانت مدينة محصنة في قمة تل محاط بحقول مكشوفة. وقبل احتدام المواجهات العسكرية، كان عدد سكان المدينة يبلغ نحو 14 ألفاً، ولكن الآن لم يبق فيها سوى عدد قليل من السكان المدنيين، وفق تقديرات أوكرانية وروسية متباينة.
وأثار تراجع القوات المسلحة الأوكرانية عن أوغليدار انتقادات لاذعة داخل أوكرانيا، إذ كتب النائب عن حزب "التضامن الأوروبي"، أليكسي غونتشارينكو، على قناته على "تيليغرام": "هذا أمر مرعب. خسرنا مدينة حافظنا عليها لأكثر من عامين. ماذا يفعل وزير دفاعنا (رستم أوميروف) في هذا اليوم؟ هذا عار". إلا أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، دافع عن انسحاب القوات الأوكرانية من أوغليدار. واعتبر أنه كان قراراً صائباً أتاح الحفاظ على أرواح العسكريين الأوكرانيين في ظل تعذر إيقاف القوات الروسية من دون توفر الأسلحة اللازمة.
وكان رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية"، دينيس بوشيلين، قد أفاد في سبتمبر/ أيلول الماضي باندلاع أعمال القتال في محيط المدينة، موضحاً حينها أن المعارك تدور بداخلها، بينما علق الكرملين على تلك الأنباء قائلاً إنه "ديناميكية إيجابية". وفرضت القوات الروسية طوقاً حول المدينة، مما زاد من صعوبة تناوب أفراد القوات المسلحة الأوكرانية وتزويدها بالمؤن، وأدى إلى سقوط المدينة بشكل كامل في نهاية الأمر.
حريقان بمستودعي نفط في روسيا
اندلع ليلة الخميس الجمعة حريقان في روسيا بمستودعي نفط، أحدهما في مقاطعة فورونيج الواقعة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا جراء سقوط طائرة مسيّرة، والآخر بإقليم بيرم نتيجة لأسباب تقنية، وفق وزارة الطوارئ الروسية. وأسفر تشويش وسائل الحرب الإلكترونية الروسية على طائرات مسيّرة أوكرانية عن سقوط إحداها على مستودع نفط في منطقة أنينسكي، وفق ما كشف عنه حاكم المقاطعة، ألكسندر غوسيف، كاتبا على حسابه بمنصة "تيليغرام": "اندلع صهريج فارغ، ولا مصابين، وفق البيانات الأولية، وتعمل أطقم الإطفاء بموقع الحادث".
وعند الساعة 22:20 من مساء أمس الخميس بالتوقيت المحلي، تم تفعيل نظام خطر وقوع هجمات بطائرات مسيّرة في مقاطعة فورونيج، ولا يزال ساريا حتى الآن. في الأثناء، يتحقق خبراء وزارة الطوارئ في روسيا من أسباب اشتعال النيران في مستودع نفط خاص في قرية أوسينتسي في إقليم بيرم الواقع بعيدا عن الحدود مع أوكرانيا. وفي الوقت الحالي، يجري النظر في روايتين، أولاهما التقصير عند التعامل مع النار، والثانية التشغيل العرضي للمعدات الكهربائية. وتم إخماد الحريق على مساحة 10 آلاف متر مربع، كما أفاد المكتب الإعلامي لوزارة الطوارئ.
وتلقت الوزارة بلاغا بوقوع الاشتعال عند الساعة 3:40 بالتوقيت المحلي (5:30 بتوقيت موسكو) من صباح اليوم، فيما استغرقت عملية إخماد الحريق الهائل نحو ثلاث ساعات من دون وقوع إصابات. ولم يرصد خبراء الهيئة الفيدرالية الروسية لحماية المستهلك "روس بوتريب نادزور" في مقاطعة بيرم مواد ملوثة عند الفحوصات ما بعد الحريق، وفق ما كشفت عنه الهيئة، مؤكدة مواصلة عملها في رصد الوضع لحين إخماد الحريق بشكل كامل.
يذكر أن بضعة أقاليم روسية شهدت في الصيف المنتهي حوادث اشتعال مصاف وغيرها من المنشآت النفطية جراء هجمات بالمسيرات الأوكرانية، وسط سعي كييف لزيادة الأعباء اللوجستية على القوات الروسية المقاتلة على الجبهة. ومن بين هذه الحوادث، اشتعال منشأة نفطية في مدينة بروليتارسك في مقاطعة روستوف جنوب روسيا في أغسطس/آب الماضي، حين استمرت عملية إخماد الحريق لنحو أسبوع كامل.