سقوط قتيل على يد الأمن السوداني إثر تظاهرات تطالب بتنحي العسكر

06 ابريل 2022
يرجح أن تشهد الساعات المقبلة مواجهات أوسع بين الشرطة والمتظاهرين (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت "لجنة أطباء السودان" المركزية، فجر اليوم الخميس، سقوط قتيل على أيدي القوات الموالية للانقلاب العسكري في السودان، أثناء تعاملها مع مليونية الأربعاء، في منطقة شرق النيل بالخرطوم.

وذكرت اللجنة، في بيان لها، أنّ "روح الشهيد الطيب عبد الوهاب ارتقت بعد إصابته برصاص في الفخذ".

ورفعت الواقعة عدد القتلى إلى 94 منذ وقوع الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جهته، قال "المكتب الموحد لأطباء السودان"، إنّ "قوات السلطة الانقلابية حاصرت مستشفى الأربعين بأم درمان خلال قمعها لمواكب أم درمان المتراجعة من محيط البرلمان".

وأوضح المكتب، في بيان، أنّ "قوات الانقلاب أطلقت الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية التي شكّل صوت دويّها إزعاجاً ومضايقة للمراجعين والعاملين بالمستشفى، كما تسبب في إعاقة عملية علاج المصابين بسلاح هذه القوات".

ويعد الحصار الثاني من نوعه خلال الأربعاء، بعد اقتحام القوة الأمنية لمستشفى الجودة في حي الديوم الشرقية بالخرطوم.

وفي وقت سابق، أكدت لجنة أطباء السودان المركزية الرافضة للانقلاب، أنّ "قوات المجلس العسكري الانقلابي اقتحمت مستشفى الجودة وأطلقت الغاز المسيّل للدموع بداخله، ما تسبب في اختناق عدد منهم".

وخرج عشرات الآلاف من السودانيين، الأربعاء، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، للمطالبة بتنحي العسكر عن السلطة وتسليمها للمدنيين، فيما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وداخل مستشفى.

وسار موكب الخرطوم من عدة نقاط، وردد المشاركون فيه هتافات مثل "الشعب يريد إسقاط البرهان" و"العسكر للثكنات" و"يا برهان ثكناتك أولى"، و"ما في مليشيا بتحكم دولة". كما أحرق المتظاهرون إطارات السيارات القديمة، وأقاموا حواجز من الحجارة والحديد لمنع وصول قوات الأمن إليهم، فيما وزّع متطوعون المأكولات والمشروبات على الصائمين لتناولها عند الإفطار.

ووصل موكب إلى شارع المطار، الذي أغلقته قوات الشرطة بالأسلاك الشائكة، وأطلقت وابلاً من القنابل الصوتية وعبوات الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين عند ساعة الإفطار.

وتكررت تلك الأحداث في كل من مدينتي أم درمان والخرطوم بحري، إضافة إلى أعداد أخرى من المدن والبلدات خارج العاصمة، مثل مدني وبورتسودان وعطبرة والفاشر والأبيض وكسلا ونيالا.

وكانت السلطات الأمنية السودانية، قد أغلقت الأربعاء، منطقة وسط الخرطوم بالكامل، قبل ساعات من انطلاق تظاهرة 6 إبريل التي دعت لها "لجان المقاومة".

وطلبت السلطات من أصحاب المحلات التجارية والمؤسسات إغلاقها ومغادرة المنطقة، وقامت بتفتيش المارة وسؤالهم عن وجهتهم، كما أغلقت السلطات كل الكباري والجسور الرابطة بين وسط الخرطوم ومدن أم درمان والخرطوم بحري وشرق النيل، وأبقت على اثنين فقط من الكباري مفتوحين وهما الأبعد عن وسط العاصمة، كما شهدت العاصمة انتشاراً أمنياً غير مسبوق تحسباً لوصول المحتجين إلى محيط قيادة الجيش.

والثلاثاء، أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء الأربعاء عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد، دون تحديد مناسبة تلك العطلة. 

وكانت لجان المقاومة السودانية، وبدعم من القوى السياسية والتجمعات المهنية، قد دعت إلى مليونية إحياء ذكرى 6 إبريل/نيسان، يوم سقوط نظام الرئيس السابق الجنرال جعفر نميري في عام 1985 عبر ثورة شعبية، كما يصادف مرور 3 سنوات على اعتصام محيط قيادة الجيش الذي مهد الطريق لسقوط نظام الرئيس عمر البشير.

وقررت اللجان في الخرطوم التجمع في عدد من النقاط، أهمها شارع المطار والبرلمان بأم درمان، والمؤسسة بالخرطوم بحري، إضافة إلى مناطق أخرى.

وحددت اللجان هدف التظاهرة بإسقاط الحكم العسكري وعودة الحكم المدني للبلاد. واستبقت مدن، مثل القضارف، شرق، وعطبرة، شمال، والضعين، حراك الخرطوم، وخرج الآلاف فيها للمطالبة بتنحي العسكر.

وفي بيان لها، دعت "قوى إعلان الحرية والتغيير" الجميع للمشاركة في تظاهرة 6 إبريل، وأكدت أنّ "إغلاق الكباري الرابطة بين مدن العاصمة لن يعصم الانقلابيين والانتهازيين وفلول النظام البائد من مصيرهم المحتوم بالسقوط الكامل وفق إرادة شعبنا". 

وحذرت السلطة من معاودة قطع الإنترنت والاتصالات وانتهاك الحريات، "فهي جريمة تضاف لقائمة جرائم القتل والقمع والاعتقالات لن تسقط بالتقادم"، مستنكرة ما وصفتها بـ"الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المعتقلون والمعتقلات الشرفاء في زنازين السلطة الانقلابية". 

ودعت "الحرية والتغيير" من سمتهم بـ"شرفاء الأجهزة الأمنية للانحياز لشعبهم ورفض الولوج في الجرائم باستخدام العنف والقتل والتنكيل بالثائرات والثوار الشرفاء"، مؤكدة أنّ "عنف السلطة الانقلابية لن يزيد الثوار إلا صموداً، حتى تمام النصر بإسقاط الانقلاب واسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي".

المساهمون