سفينتان حربيّتان أميركيّتان تعبران مضيق تايوان

28 اغسطس 2022
العبور الأول منذ زيارة بيلوسي (Getty)
+ الخط -

نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مسؤولين أميركيين أن سفينتين حربيتين أميركيتين أبحرتا عبر المياه الدولية بمضيق تايوان في عبور هو الأول من نوعه منذ تصاعد التوتر مع الصين بشأن الجزيرة التي تتمتّع بالحكم الذاتي.

وفي السنوات الأخيرة، دأبت السفن الحربية الأميركية، وفي بعض الأحيان تلك التابعة لدول حليفة مثل بريطانيا وكندا، على الإبحار عبر المضيق، وهو ما كان يثير غضب بكين على الدوام، لكن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها منذ التصعيد الأخير الذي بدأ مع زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان مطلع أغسطس/آب الجاري.

ودفعت تلك الزيارة الصين إلى إجراء أكبر مناورات عسكرية منذ تسعينيّات القرن الماضي على مقربة من تايوان، ولا تزال مستمرة إلى الآن.

وقال المسؤولون الأميركيون الثلاثة، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن طرادي البحرية الأميركية "تشانسلورزفيل" و"أنتيتام" ينفذان عملية العبور التي لا تزال جارية.

وعادة ما تستغرق هذه العمليات ما بين ثماني و12 ساعة حتى تكتمل وتخضع للمراقبة من كثب من الجيش الصيني.

من جهته، قال الجيش الصيني اليوم الأحد إنه يراقب سفن البحرية الأميركية التي تبحر عبر مضيق تايوان، موكدًا أنه سيظل في حالة تأهب قصوى استعدادا لدحر أي استفزازات.

وأمس السبت، أحصت وزارة الدفاع التايوانية 21 طائرة وخمس سفن صينية تعمل حول تايوان، لكنها أكدت أنه لم تعبر أي طائرة صينية خط الوسط لمضيق تايوان، وهو خط فاصل غير رسمي بين الجانبين.

ويُعَدّ مضيق تايوان مصدراً دائماً للتوتر العسكري منذ فرار حكومة جمهورية الصين المهزومة وقتها إلى تايوان في عام 1949، بعد أن خسرت حرباً أهلية مع الشيوعيين، الذين أسسوا جمهورية الصين الشعبية.

وبعد حوالى أسبوع من زيارة بيلوسي، قامت مجموعة من خمسة مشرعين أميركيين آخرين بزيارة تايوان أيضاً، وردّ الجيش الصيني بإجراء المزيد من التدريبات بالقرب من الجزيرة.

ووصلت السيناتور مارشا بلاكبيرن، العضو في لجنتي التجارة والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ إلى تايوان يوم الخميس، في ثالث زيارة أميركية رفيعة المستوى هذا الشهر، في تحدٍّ لضغوط بكين لوقف مثل هذه الزيارات.

وتسعى إدارة بايدن للحيلولة دون تفاقم حدة التوتر مع بكين التي أثارت الزيارات غضبها. ووصفت الإدارة الأميركية زيارات أعضاء الكونغرس بالروتينية.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها. ولم تستبعد الصين مطلقاً استخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها.

وتقول حكومة تايوان إن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة قط، وبالتالي ليس لها الحق في المطالبة بها، وإن سكانها البالغ عددهم 23 مليوناً هم وحدهم الذين يمكنهم تقرير مستقبلهم.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون