سجال أميركي روسي بشأن رئاسة موسكو لمجلس الأمن الشهر الحالي

04 ابريل 2023
السفير الروسي ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي فاسيلي نيبنزيا (Getty)
+ الخط -

قال السفير الروسي ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي فاسيلي نيبنزيا، "إن بعض الدول تتظاهر وكأنها تستطيع أن تقرّر من يمكنه أن يشغل كرسي رئاسة مجلس الأمن، ولكن طالما بقي النظام العالمي الحالي كما هو، فلن يكون هناك تغييرٌ في قواعد التداول لرئاسة مجلس الأمن المعمول بها والمتفق عليها".

جاءت تصريحات السفير الروسي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بمناسبة تولي بلاده رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي.

يشار هنا إلى أن رئاسة المجلس تتم بالتناوب بشكل دوري، بين الدول دائمة العضوية وغير الدائمة، ولا علاقة لها باعتبارات سياسية على الأرض. كما تبقى سلطة الرئاسة رمزية، إلى حد كبير، حيث يمكن للدول الأعضاء الاعتراض على ضيوف أو اجتماعات تطرحها الرئاسة أو غيرها من الدول.

كما أن أغلبية الاجتماعات وأجندتها للشهر تحدد بحسب الاجتماعات الدورية والإحاطات وبالاتفاق بين جميع الدول الأعضاء، حيث لا تقرر الدولة التي تترأس المجلس لوحدها جدول الاجتماعات، بل يتم الاتفاق عليه بشكل مسبق بداية الشهر ويمكن لأي دولة عضو أن تدعو لاجتماع طارئ بغض النظر عمن يشغل كرسي الرئاسة.

ولكن الرئاسة يمكنها أن تختار اجتماعاً أو أكثر للتركيز على موضوع معين وعقده على مستوى رفيع، وهو ما سيقوم به الجانب الروسي لهذا الشهر. ومن اللافت للانتباه قرار روسيا عقد الجلسة الدورية حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة على مستوى رفيع بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالإضافة إلى جلسة أخرى حول "التعاون الدولي متعدد الأطراف المؤثر بالدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

لكن تبقى لترؤس روسيا مجلس الأمن لهذا الشهر أهمية رمزية حاولت الدول الغربية وأوكرانيا التركيز عليها، والقول إنه لا يحق لروسيا ذلك في الوقت الذي تحتل فيه بلداً آخر وتخرق قرارات الأمم المتحدة وميثاقها. إلا أن منتقدي الموقف الغربي يلفتون الانتباه إلى الاحتلالين البريطاني والأميركي للعراق، وعدم وجود أصوات في الإعلام الغربي وخارجها اعترضت آنذاك على ترؤس البلدين لمجلس الأمن بشكل دوري كذلك، على الرغم من خرقهما لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

واشنطن عن تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن: كذبة نيسان

وفي سياق منفصل، كانت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، قد شبهت تولي روسيا لرئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي والذي صادف الأول من إبريل/نيسان بكذبة نيسان.

وشددت غرينفيلد في الوقت ذاته على أن ذلك يأتي ضمن تداول الدول الأعضاء في مجلس الأمن رئاسته بشكل دوري وتوقعت في الوقت ذاته أن تتصرف روسيا خلال رئاستها لمجلس الأمن في الشهر الحالي "بشكل مهني" على الرغم من أنها ستستخدم موقعها "لنشر معلومات مضللة ولتعزيز أجندتهم، خاصة في ما يتعلق بأوكرانيا وسنكون على استعداد لمواجهة ذلك".

وجاءت تصريحات السفيرة الأميركية لعدد من الصحافيين المعتمدين للأمم المتحدة في نيويورك قبل دخولها لحضور أحد اجتماعات الأمم المتحدة المغلقة. وقالت السفيرة الأميركية لمراسلة "العربي الجديد" إنه لا توجد لديها خطط، حتى اللحظة، للاجتماع بشكل ثنائي مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عند قدومه نهاية الشهر لمقر الأمم المتحدة في نيويورك لترؤس مجلس الأمن في الاجتماعين آنفي الذكر.

وحول المستوى الدبلوماسي الذي ستشارك فيه الولايات المتحدة خلال الجلسات التي سيترأسها لافروف قالت: "لم نقرر بعد ما هو مستوى تمثيلنا الدبلوماسي، لكننا سنستمر في جهودنا في المجلس وأكرر أننا نتوقع من روسيا أن تمارس عملها (كرئيسة للمجلس للشهر الحالي) بشكل مهني".

وعلى الرغم من عدم وجود أي اجتماعات مخططة ضمن برنامج مجلس الأمن حول أوكرانيا، إلا أن السفيرة الأميركية توقعت أن تكون هناك اجتماعات حول الموضوع، إن دعت الحاجة.

ولفت السفير الروسي الانتباه إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تولّتا بعد أشهر قليلة من الاجتياحين الأميركي والبريطاني للعراق، عام 2003، رئاسة مجلس الأمن ولم يتم التشكيك آنذاك بذلك أو طلب أن يقوم أي من البلدين بإعفاء نفسه من النقاشات حول العراق. 

ورداً على سؤال صحافي حول زيارات متوقعة لقادة أوروبيين للصين وما إذا كان يمكن للصين أن تلعب دوراً فعالاً في ما يخص الوضع في أوكرانيا، قال: "كنت أتمنى أن يحدث ذلك، ولكن لدي شكوك جدية بسبب مواقف الدول الأوروبية من الأزمة في أوكرانيا، نحن نعرف ما الذي سيطلبونه وماذا سيقولون. أعتقد أن الموقف الصيني الحالي واضح. ولا أعتقد أنه يسمح للقادة الأوروبيين بمغادرة الصين بموقف قد يعتبرونه لصالحهم (لصالح الدول الغربية)".

وحول اتفاقية الحبوب المتعلقة بتصدير الحبوب والأسمدة من الموانئ الأوكرانية والروسية وما إذا كانت بلاده ستقوم بتجديدها، بعد انتهائها بعد أقل من ستين يوما، لفت نيبنزيا الانتباه إلى أن "أطناناً من الأسمدة الروسية محتجزة في عدد من الموانئ الأوروبية على الرغم من أن روسيا أعلنت عن نيتها التبرع بتلك الأسمدة لدول نامية أو فقيرة، إلا أن احتجاز أو عدم السماح بتصدير الحبوب الروسية والأسمدة مستمر".

يشار في هذا السياق إلى أن الدول الغربية تفرض عقوبات على نظام المصارف الروسي وغيرها من العقوبات التي تؤثر بشكل غير مباشر على تصدير الأسمدة والحبوب الروسية، لكنها لا تفرض عقوبات أو منعاً مباشراً على تصديرها.

وكانت روسيا قد لوحت بعدم التجديد لاتفاقية الحبوب مرة أخرى إن لم تتمكن من تمرير الأسمدة. ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" حول الموضوع قال السفير الروسي، إنه يأمل اختراقاً في ما يخص تصدير الأسمدة الروسية وتنفيذ هذا الجزء كما يتم تنفيذ الجزء الأوكراني.

وأضاف: "الاختراق بالنسبة لنا هو أن يتم تنفيذ الجزء الثاني من اتفاقية الحبوب وليس فقط الجزء المتعلق بأوكرانيا. منذ بدء العمل بالاتفاقية في شهر يوليو، أي أكثر من ثمانية أشهر لم يحدث أي تقدم على الرغم من كل الجهود التي تقودها الأمم المتحدة".

ورداً على سؤال إضافي حول ملف المختفين قسرياً في سورية واقتراح الأمين العام للأمم المتحدة لآلية دولية وهو ما تطالب به عائلات الضحايا، قال السفير الروسي إن بلاده تعارض ذلك لأن آلية من هذا النوع ستكون مسيسة على عكس ما تقوله الأمم المتحدة، بحسب ادعائه.

المساهمون