ستولتنبرغ يرفض طلب روسيا سحب الدعوة الموجهة لأوكرانيا للانضمام إلى "الناتو"

11 ديسمبر 2021
ستولتنبرغ وشولتز في مؤتمرهما المشترك (جون تيس/فرانس برس)
+ الخط -

رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم الجمعة، طلب روسيا من الغرب سحب الدعوة التي وجّهها إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف.

وقال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز، إنّ "علاقة حلف شمال الأطلسي بأوكرانيا ستقرّرها الدول الثلاثون الأعضاء في الحلف وأوكرانيا - ولا أحد سواها". وأضاف "لا يمكننا أن نقبل أن تحاول روسيا إعادة إرساء نظام تكون للقوى الكبرى فيه، مثل روسيا، مناطق نفوذ، ويمكنها فيه أن تتحكّم أو تقرّر ما يمكن أن يفعله أعضاء آخرون (...) لن نقوم بأي تسوية على حقّ كلّ دولة في أوروبا في اختيار مصيرها".

وطالبت الخارجية الروسية، مساء اليوم الجمعة، بأن يسحب الحلف الأطلسي "رسمياً" قراراً اتّخذه عام 2008، يفتح الباب أمام انضمام أوكرانيا وجورجيا، الأمر الذي ترفضه موسكو جذرياً. وخلال اجتماع عبر الفيديو الثلاثاء مع نظيره الأميركي جو بايدن، طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"ضمانات قانونية" تسقط إمكان انضمام أوكرانيا إلى الحلف.

إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع التلفزيون العام اليوم، "أبلغني الرئيس بايدن، وقال علناً إنه لا يعود إلى الأميركيين وروسيا أو إلى أعضاء الحلف، بل إلى مواطني أوكرانيا وحدهم أن يقرّروا الانضمام إلى الأطلسي". وأضاف "لكنه لم يضف، ويا للأسف، أنّ قرار (انضمام كييف) لا يعود فعلياً إلى المواطنين الأوكرانيين، بل إلى كل هذه الدول التي سمّيتها للتوّ. نريد مواصلة طريقنا نحو حلف شمال الأطلسي، لكنّ جداراً غير مرئي يمنعنا".

اتصال بين بايدن وشولتز

إلى ذلك، أعلن بايدن، اليوم الجمعة، أنه تحدث مع المستشار الألماني أولاف شولتز وهنأه على تعيينه، مشيراً، في تغريدة على "تويتر"، إلى أنه يتطلع إلى العمل مع ألمانيا "في الجهود المبذولة لمعالجة زعزعة روسيا للاستقرار عبر الحشد العسكري على طول حدود أوكرانيا".

الاتحاد الأوروبي: "ثمن" للعدوان الروسي على أوكرانيا

من جهته، أعرب شولتز اليوم في بروكسل، عن "قلق بالغ" لدى ألمانيا إزاء الحشود العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى "أن يبقى حازماً" حيال موسكو. ورفض المسؤول الألماني الإفصاح عن العواقب المحددة لغزو روسي لأوكرانيا.

بدورها، توعّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، في مؤتمر صحافي مشترك مع شولتز، بأنّ العدوان الروسي على أوكرانيا "سيكون له ثمن"، لكنها رفضت أن تقول صراحة إن كانت تلك الخطوة ستجعل التكتل الأوروبي يفرض عقوبات على خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2".

وقالت "باعتبارنا المفوضية الأوروبية، تلقينا تكليفاً من المجلس الأوروبي في يونيو/حزيران بإعداد اختيارات بشأن روسيا وقد أنجزنا ذلك الآن". ومضت تقول "أي عدوان يجب أن يكون له ثمن، ولهذا سنبلغ روسيا بهذه النقاط، لكننا لن نعلنها".

وقالت "بشكل عام، من المهم القول إنّ الطاقة لا يمكن أن تكون وسيلة لممارسة الضغط، ولا بد من ضمان أمن الطاقة الأوروبي".

تبادل اتهامات بين روسيا وأوكرانيا

في غضون ذلك، تبادلت روسيا وأوكرانيا اللوم، بعد انهيار مسعى للاتفاق على وقف إطلاق نار جديد في شرق أوكرانيا، مساء أمس الخميس، مع تصاعد التوتر بفعل استمرار تعزيزات القوات الروسية قرب الحدود.

وقالت أوكرانيا إنّ موسكو رفضت سلسلة من الاقتراحات، تشمل تبادلاً للسجناء، وإعادة فتح نقاط تفتيش، وتوسيع نطاق مراكز اتصالات مشتركة.

وذكر بيان للوفد الأوكراني في مجموعة الاتصال الثلاثية التي تشمل كذلك روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا "للأسف، رفضت روسيا الاتحادية مبادرات الجانب الأوكراني استناداً إلى ذرائع مفتعلة".

وقالت روسيا، في وقت متأخر مساء أمس الخميس، إنّ كييف قدّمت اقتراحات "غير معقولة بالمرة". وأشارت موسكو إلى اقتراح بضم ألمانيا وفرنسا إلى المركز المشترك للتحكم والتنسيق، وهي مجموعة مكلفة بتطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار.

ولم تصدر منظمة الأمن والتعاون تعليقاً حتى الآن. ولم يتضح بعد إن كان سيجري عقد محادثات جديدة بشأن وقف إطلاق النار.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون