أعلن مسؤولون أميركيون وسعوديون، اليوم الخميس، أن إيران وافقت على وقف شحنات الأسلحة السرية إلى حلفائها الحوثيين في اليمن، كجزء من الاتفاق السعودي الإيراني بوساطة الصين الأسبوع الماضي، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وأكد المسؤولون أنه إذا أوقفت إيران تسليح الحوثيين، فقد يدفع هذا الأمر الجماعة المسلّحة إلى الوصول إلى اتفاق يؤدي لإنهاء الحرب في اليمن.
ورفض متحدث باسم البعثة الإيرانية إلى الأمم المتحدة التعليق عند سؤاله عما إذا كانت إيران ستعلّق شحنات الأسلحة، فيما تنفي طهران علانية تزويد الحوثيين بالأسلحة، رغم تعقّب مفتشي الأمم المتحدة مراراً شحنات أسلحة مصادرة تعود لإيران، وفق الصحيفة.
Iran has agreed to halt covert weapons shipments to its Houthi allies in Yemen as part of a China-brokered deal to re-establish diplomatic relations with Saudi Arabia https://t.co/1i1uYh4srP
— The Wall Street Journal (@WSJ) March 16, 2023
وفي تطور مفاجئ، أعلنت إيران والسعودية، يوم الجمعة الماضي، استئناف العلاقات في بيان ثلاثي مع الصين، التي استضافت مباحثات سرية بين الطرفين اعتباراً من السادس من الشهر الحالي حتى العاشر منه.
وقال مسؤول سعودي لـ"وول ستريت جورنال"، إنّ المملكة تتوقع أن تحترم إيران حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين. وأشارت الصحيفة إلى أن قطع إمدادات الأسلحة قد يؤدي إلى صعوبة مهاجمة الحوثيين للمملكة، والاستيلاء على المزيد من الأراضي في اليمن.
ولفت المسؤولون الأميركيون والسعوديون إلى أنهم يريدون معرفة ما إذا كانت إيران ستلتزم بالجزء المتعلق بها في الاتفاق، بينما تمضي طهران والرياض في خططهما بموجب الاتفاق لإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين.
وفي هذا السياق، يعتبر مسؤول أميركي أنّ الاتفاق لإعادة استئناف العلاقات بين الجانبين، يعطي دفعة لاحتمال إبرام صفقة يمنية في المستقبل القريب، في حين أنّ نهج إيران تجاه الصراع سيكون "نوعاً من الاختبار الحقيقي" لنجاح هذا الاتفاق الدبلوماسي.
ويسعى الدبلوماسيون للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن تمديد وقف إطلاق النار قبل بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل، رغم أن مسؤولين أميركيين يعتبرون أن الوفاء بمثل هذا الموعد النهائي يشكّل مهمة شاقة.
وفي وقت رحّب الحوثيون علانية بالاتفاق بين السعودية وإيران، إلا أن بعض المسؤولين عبّروا في جلسات مغلقة عن قلقهم من أن يؤدي إلى تراجع كبير في الدعم الإيراني.
وفي هذا السياق، تقول الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط ندوى الدوسري، للصحيفة، إنّ الاتفاق السياسي قد يترك البلاد رغم ذلك، في قبضة حرب أهلية، مشيرة إلى أنّ الجميع في أمسّ الحاجة لخروج السعوديين من اليمن، وهم يميلون بذلك للخلط بين انسحابها من حرب اليمن، والسلام.
ولم يعلّق الحرس الثوري الإيراني بعد على الصفقة، وهو صمت أثار مخاوف في صفوف المسؤولين الأميركيين والسعوديين، الذين يتساءلون عما إذا كان الجيش الإيراني سيحترم تعهدات القادة السياسيين الإيرانيين، إذ غالباً ما اتبع الحرس الثوري مساراً خاصاً مستقلاً عن الموقف العام للحكومة.
وأكد البلدان بموجب الاتفاق، احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، والعمل على تنفيذ اتفاق التعاون الأمني السابق المبرم خلال عام 2001، فضلاً عن الاتفاق العام للتعاون الاقتصادي التجاري الثقافي المبرم عام 1998.
كما أكد البيان أن إيران والسعودية والصين تعلن إرادتها الحازمة لبذل كل الجهود لتعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل/ نيسان 2017.
وكان الطرفان قد عقدا خمس جولات حوار في بغداد، لكنها لم تؤد إلى استئناف العلاقات. وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/ نيسان 2021 في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى بالنجاح في جمع الطرفين إلى طاولة واحدة.