الداعية سارية الرفاعي.. مسيرة دعوية ومواقف جريئة حتى الرحيل

07 يناير 2025
الداعية السوري الراحل سارية الرفاعي (منصة إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توفي الداعية السوري سارية الرفاعي بعد معاناة مع المرض، وسيُصلى عليه في جامع الفاتح بإسطنبول قبل نقل جثمانه لدفنه في دمشق. الرفاعي وُلد في دمشق عام 1948، ودرس في الأزهر الشريف، وتلقى العلم على يد كبار العلماء في سوريا ومصر.

- أسس الرفاعي جمعية حفظ النعمة الخيرية ومركز زيد بن ثابت لخدمة الأنشطة القرآنية، وشارك في مؤتمرات إسلامية عالمية. عُرف بمواقفه المعارضة لنظام الأسد، ودعا لإضراب تجاري احتجاجاً على مجزرة الحولة.

- نعى العديد من الشخصيات الرفاعي، مشيدين بدوره في العمل الاجتماعي ومساعدة الفقراء، واعتبره البعض من أبرز علماء دمشق وسوريا.

تُقام، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، صلاة الجنازة على الداعية السوري الراحل سارية الرفاعي في جامع الفاتح بمدينة إسطنبول في تركيا التي استقر فيها بعد خروجه من دمشق إلى مصر، عقب ملاحقته أمنياً من قبل نظام الأسد. وتوفي الرفاعي أمس الاثنين بعد معاناة استمرت شهرين مع المرض في المستشفى إثر تعرضه لجلطة دماغية أُدخل على إثرها العناية المشددة، ودخل في غيبوبة في الأيام الأخيرة قبل وفاته. وسيُنقل جثمانه للدفن في سورية حيث يوارى الثرى في مدينة دمشق التي غادرها مُجبراً.

وُلد الرفاعي في دمشق عام 1948، ونشأ في كنف والده الداعية عبد الكريم الرفاعي مع شقيقه أسامة الذي عاد إلى دمشق مؤخراً. وبعد نيله الشهادة الثانوية من معهد الجمعية الغراء عام 1966 توجه إلى مصر حيث التحق بالأزهر الشريف وتخرج في كلية أصول الدين سنة 1977، ومن ثم حصل على ماجستير في التفسير سنة 1974، ومع الدراسة الأكاديمية حرص على متابعة كبار العلماء في دمشق، ومنهم والده، والشيخ أحمد البصروي والشيخ نايف العباس والشيخ خالد جباوي وعبد الرحمن الزعبي. كما تتلمذ على يد الشيخ محمد أبي اليسر عابدين، مفتي الجمهورية العربية السورية الذي توفي عام 1981، وأخذ عنه الفقه الحنفي. وفي مصر تتلمذ على يد الشيخ عبد الحليم محمود والشيخ محمد محمود حجازي والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف.

تنقّل الداعية في عدد من البلدات خلال مسيرته العملية والدعوية، كما حضر العديد من المؤتمرات الإسلامية حول العالم، وأسس جمعية حفظ النعمة الخيرية التي عملت في سورية بمشاريع مختلفة، وكان الهدف منها جمع كل ما يزيد عن الحاجة من طعام ودواء وملابس ومفروشات وكتب بشكل يومي لتوزيعها على الفقراء. كما أسس مركز زيد بن ثابت لخدمة الأنشطة القرآنية حرصاً منه على متابعة النهضة القرآنية في دمشق، وافتتح مع شقيقه أسامة قناة تلفزيونية، لكنها لم تستمر طويلاً بسبب التضييق الذي اتبعه النظام.

ومن المواقف العلنية التي اتخذها سارية ضد نظام الأسد الدعوة إلى إضراب المحال التجارية لعدة أيام، وذلك احتجاجاً على مجزرة الحولة التي قُتل فيها أكثر من 116 شخصاً عام 2012، ليبرز معارضاً علنياً للنظام منذ ذلك الوقت. ونعى عمار سارية الرفاعي والده وكتب على فيسبوك "يومٌ كنتُ أخشاه الوالد في ذمة الله صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر يوم الثلاثاء في جامع الفاتح".

ومن جهته كتب حمزة مصطفى، مدير تلفزيون سوريا، في حسابه على فيسبوك: "رحم الله الشيخ الجليل سارية الرفاعي أبرز علماء دمشق وسوريا، له يد ناصعة بيضاء في العمل الاجتماعي ومساعدة الفقراء. ربما كان  برنامجه 'لك وعليك' على تلفزيون سوريا آخر إطلالته على الجمهور السوري في الوطن والمنفى. عزاؤنا لعائلته وللصديق عمار سارية الرفاعي وجميع السوريين. تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح الجنات".

وقال أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السابق عام 2012، عن الداعية الرفاعي: "لاتعرفونهم إلا عندما يرحلون.. علم هوى وقامة شامخة حنّت على كل السوريين. رحمك الله.. يا أنبل الرجال".