ساركوزي يردّ على بوبكر: لا تمسّوا كنائسنا

11 يوليو 2015
جوفران:لماذا لا يكون إهداء الكنائس إلى المسلمين رمزاً للوئام(Getty)
+ الخط -

"هل لديكم النية لتحويل كنائس فرنسا إلى مساجد؟". السؤال الذي طرحه جان بيار الكباش، على دليل بوبكر، عميد مساجد باريس، في منتصف الشهر الفائت على قناة "Europe 1" فكان جوابه: "ولمَ لا؟ لدينا الرب نفسه وطقوسنا متشابهة تنهل من مبادئ سامية". عاد النقاش إلى الواجهة مجدداً في الصحف وعلى مواقع تواصل الاجتماعي بعد العريضة التي أطلقتها valeurs actuelles، بشخص الكاتب دينيس تيليناك، ووقّعت عليها شخصيات معروفة مثل نيكولا ساركوزي، اريك زيمور، اليزابيث ليفي، شارل بيغبيدير، وجانيت بوغراب.  

العريضة التي حملت عنوان "لا تمسّ كنيستي"، Touche pas à mon église، جاءت لتصبّ الزيت على النار، خاصة أنّ بوبكر نفى رغبته ودعوته إلى تحويل كنائس فرنسا إلى مساجد. وقال بوبكر لصحيفة الـ "Obs": "إنّ كلامي أخذ في غير سياقه العام، هذه ليست من شيمنا وكان على مطلقي نداء valeurs actuelles، أن يأخذوا بالحسبان أن ذلك النوع من الدعوات يزيد من حجم التوتر في البلاد". 

اقرأ أيضاً: انتقاد فرنسي واسع لاقتراح تحويل كنائس فارغة إلى مساجد

وكانت أسبوعية valeurs actuelles، قد خصصت افتتاحيتها للحديث عن سخرية بوبكر من الفرنسيين عبر دعوته تلك. واستندت الصحيفة إلى إحصاء قام به المركز الفرنسي للإحصاء Ifop يظهر معارضة 76 بالمائة من الفرنسيين لتحويل الكنائس الفارغة أو المهجورة إلى مساجد. ترتفع هذه الفئة المعارضة لتصل إلى 72 بالمائة عند الفرنسيين الكاثوليك. أما عند الأحزاب السياسية فنرى النسبة الأعلى عند الجمهوريين؛ 81 بالمائة، ومناصري الجبهة الوطنية؛ 83 بالمائة. وفي جانب آخر أجرت الصحيفة حواراً مع الفيلسوف آلان فينكلكروت، أحد موقعي العريضة التي أطلقها دنيس تيليناك، وفيه اعترض فينكلكروت على ما سماه "سعي مسلمي فرنسا إلى خلق تحول ثقافي"، مضيفاً: "تحويل كنيسة إلى مسجد يعني أسلمة فرنسا بشكل أو بآخر وهذا ما لن يحصل". 

بدوره قام غابريل ليون، في يومية "Midi Libre"، بتحليل نص العريضة التي وقعتها عشرات الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية. وأورد وجهة نظر فرنسية من اليسار للصحافي لوران جوفران، والذي كتب مقالاً حمل عنوان "مساجد داخل الكنائس، فكرة لا تعجب صائدي الكراهية". وفي المادة يقول جوفران: "إنّ دعوة تيليناك هي نداء رسمي لعدم التسامح والتعصب. إذا كان المسيحيون المؤمنون لا يرتادون تلك الكنائس، وهي مقفلة منذ عقود، لماذا لا يكون إهداؤها إلى الطائفة الإسلامية رمزاً للوئام والأخوة. كما ستتحول كنائس إلى مراكز تسوق وملاهٍ ليلية خلال فترة فليذهب قسم منها إلى مسلمي البلاد". 

أما صحيفة "Le point"، فقد نقلت ردود أفعال بعض الشخصيات السياسية حول بيان تيليناك. إذ عبّرت نتالي كوزيوسكو موريزي، الناطقة الرسمية سابقاً باسم الرئيس نيكولا ساركوزي، عن أسفها لتوقيع ساركوزي واريك زيمور، وقالت في حوار نشرته "France Info": "لم أوقع لأنه لا توجد أساساً دعوة إلى تحويل الكنائس إلى مساجد. لن يكون الأمر أفضل حين تتحول الكنيسة إلى مربع ليلي أو مطعم". في وجهة نظر نقيضة غرّد نائب الجبهة الوطنية جيلبير كولار، مرفقاً تغريدته بصورة "في مدينة نانت تم تشييد مسجد مكان كنيسة بحضور رسمي من دولة قطر! أغلقوا أفواهكم يا قطيع".

اقرأ أيضاً: أسبوعية le 1: نظام الجزائر عسكري خفي