زيلينسكي يشدد على أهمية النصر في باخموت لتجنب تقديم تنازلات لروسيا

29 مارس 2023
خلال مقابلة زيلينسكي على متن قطار نقله من منطقة سومي إلى كييف (أسوشييتد برس)
+ الخط -

حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الثلاثاء، من أنه ما لم تحقق بلاده النصر في باخموت، ستبدأ روسيا بحشد دعم دولي لتوقيع اتفاق يجبر أوكرانيا على تقديم تنازلات غير مقبولة. كذلك وجه دعوة للرئيس الصيني لزيارة كييف.

وأوضح زيلينسكي في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، أن سقوط باخموت في أيدي القوات الروسية سيمكّن الرئيس فلاديمير بوتين "من الترويج لهذا النصر أمام الغرب والداخل الروسي والصين وإيران".

وقال زيلينسكي باللغة الإنكليزية، التي استخدمها طوال المقابلة تقريباً: "إذا اشتم رائحة الدم، رائحة ضعفنا، فسوف يحقق مزيداً من التقدم".

جاءت تصريحات الرئيس الأوكراني إلى الوكالة على متن قطار نقله عبر أوكرانيا، إلى مدن بالقرب من بعض أعنف المعارك، حيث نجحت قوات بلاده في صد الغزو الروسي.

وفاجأت أوكرانيا التي تحظى بدعم واسع من الغرب، العالم بمدى قوة مقاومتها للجيش الروسي الأضخم والأفضل تجهيزاً، حيث تمكنت القوات الأوكرانية من حماية العاصمة كييف وطرد روسيا من مناطق أخرى ذات أهمية استراتيجية.

وقال زيلينسكي خلال المقابلة، وهو يحتسي الشاي بينما كان جالساً على سرير ضيق على متن قطار حكومي: "الولايات المتحدة تدرك يقيناً أنها إذا توقفت عن مساعدتنا، فلن ننتصر".

وكانت الرحلة التي قام بها الرئيس والتي نُظِّمَت بدقة بالغة، رحلة استثنائية عبر بلد في حالة حرب بحسب الوكالة التي أكدت أن زيلينسكي سافر برفقة حشد صغير من مستشاريه ومجموعة كبيرة من رجال الأمن المدججين بالسلاح الذين ارتدوا زياً عسكرياً. وكان في طريقه لحضور الاحتفال بالذكرى الأولى لتحرير مدن في منطقة سومي وزيارة القوات المتمركزة في الخطوط الأمامية بالقرب من زابوريجيا.

وأحيطت الزيارة بستار من السرية حتى مغادرته كييف. وخلال مقابلته مع "أسوشييتد برس" وجه زيلينسكي أيضاً دعوة للرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة أوكرانيا.

وقال: "نحن مستعدون لاستقباله هنا. أريد التحدث معه. أجريت معه اتصالاً قبل اندلاع هذه الحرب واسعة النطاق. لكني لم أتواصل معه طوال هذا العام، أو بالأحرى منذ أكثر من عام".

وفّرت الصين، التي ترتبط بتحالف اقتصادي وسياسي مع روسيا منذ عقود، غطاءً دبلوماسياً لبوتين بإعلان التزامها موقفاً محايداً من الحرب.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان شي سيقبل دعوة زيلينسكي، أو ما إذا كانت الدعوة قد أرسلت رسمياً، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ للصحافيين إنها لا تملك أي معلومات لتقدمها، مشيرة إلى أن بكين تحافظ على "اتصالات مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك أوكرانيا".

وفي 24 مارس/آذار الجاري، أكدت المتحدثة ذاتها أن بكين "لا يمكنها حتى الآن تقديم أي معلومات" بشأن الاتصال الهاتفي المحتمل بين شي وزيلينسكي.  

والتقى الرئيس الصيني نظيره الروسي في موسكو الأسبوع الماضي، ما أثار مخاوف بشأن صفقة محتملة تزود من خلالها بكين موسكو بالأسلحة والذخيرة التي تحتاجها لسد العجز في مخزونها. لكن زيارة شي انتهت دون أي إعلان من هذا القبيل. وأعلن بوتين بعد أيام أنه سينشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا بالقرب من أراضي حلفاء في الناتو.

ويرى زيلينسكي أن تحرك بوتين كان يهدف إلى صرف الانتباه عن عدم تلقيه ضمانات من الصين، وتساءل قائلاً: "ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن الزيارة لم تكن مفيدة لروسيا".

وأعلن زيلينسكي بعض توقعاته حول السؤال الأبرز الخاص بالحرب: "كيف ستنتهي؟"، لكنه عبّر عن ثقته خلال المقابلة بأن شعبه سينتصر عبر سلسلة من "الانتصارات الصغيرة" و"الخطوات الصغيرة" على "دولة كبيرة جداً وعدو ضخم وجيش كبير"، لكنه جيش، كما قال، "يفتقر إلى القيم".

ورغم إقرار زيلينسكي خلال المقابلة بأن الحرب "غيرت أوكرانيا ذاتها"، أكد أنها جعلت في النهاية مجتمعه أكثر قوة. وقال: "كان من الممكن أن تؤدي الحرب إلى تقسيم البلد، أو إلى توحيدنا. أنا ممتن للغاية. أنا ممتن للجميع -كل شريك لنا ولشعبنا، نحمد الرب ونشكر الجميع- على أننا وجدنا هذا الطريق في هذه اللحظة الحاسمة لشعبنا. فالعثور على هذا الطريق كان الأمر الذي أنقذ شعبنا وأنقذ أرضنا معاً".

الكرملين يُحجم عن نصح شي في مسألة مقابلة زيلينسكي

إلى ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن روسيا تثمن عالياً الموقف الصيني من الأزمة الأوكرانية، معتبراً في الوقت نفسه أنه ليس من حق موسكو نصح الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في مسألة إجراء أي اتصالات مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من عدمها.

وفي معرض حديثه عن إمكانية عقد لقاء بين شي وزيلينسكي، قال بيسكوف: "نحن مطلعون على الموقف المتزن لجمهورية الصين الشعبية، ونثمنه عالياً، ونعتبر أن الزعيم الصيني يبت بنفسه في مسألة وجود جدوى من هذه الاتصالات أو غيرها". وأضاف: "لا يحق لنا أن نقدم أي نصائح هنا".

من جهته، كشف مستشار رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، أنه من المخطط أن تجري محادثة بين رئيسي البلدين، ولكن ترتيبها يواجه بعض الصعوبات، وسط زعم الجانب الأوكراني أن هذا الوضع ناجم عن موقف الصين. 

وكان بيسكوف قد توقع أن "يطول" أمد "الحرب الهجينة" بين روسيا والدول الغربية بشأن النزاع في أوكرانيا بعد أكثر من سنة على بدء الغزو الروسي لهذا البلد.