زيلينسكي محذراً من واشنطن: تأخير المساعدات لكييف يحقق "أحلام" بوتين

11 ديسمبر 2023
زيلينسكي يخشى فقدان الدعم العسكري الأميركي (روبيرتو شميدت/ فرانس برس)
+ الخط -

ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة مواصلة دعم كييف عسكرياً، محذّرا خلال خطاب ألقاه في واشنطن اليوم الاثنين من أن الإخفاق في مساعدة بلاده على هزيمة الغزو الروسي يحقق "أحلام" الكرملين المتمثلة في تدمير الديمقراطية بأوروبا.

وأكد زيلينسكي مخاطبا مجموعة من الضباط الأميركيين في جامعة الدفاع الوطني، أن أوكرانيا لا تقاتل من أجل وجودها فحسب بل دفاعا عن الحريات في أوروبا التي ازدهرت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

وفي إشارة إلى الجمهوريين في الكونغرس الذين باتوا يعارضون التمويل الأميركي للجهد الحربي الأوكراني، رأى زيلينسكي أن على السياسيين ألا "يخونوا الجندي" محذرا من أن إيقاف المساعدات الأميركية هو أمر يرحّب به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال: "إذا كان هناك شخص تشكّل القضايا العالقة من دون حل في كابيتول هيل مصدر إلهام له، فإنه بوتين وزمرته المريضة فحسب.. تتحقق أحلامهم عندما يرون التأخيرات".

وتابع: "يجب أن يخسر بوتين.. يمكنكم الاعتماد على أوكرانيا ونأمل بنفس الدرجة أن نتمكن من الاعتماد عليكم".

وصل زيلينسكي الذي ارتدى قميصه العسكري الأخضر الذي بات يُعرف به ويحمل كلمات "أنا أوكراني" إلى واشنطن، بعد جولة دبلوماسية نهاية الأسبوع في الأرجنتين.

من المقرر أن يلتقي الثلاثاء الرئيس الأميركي جو بايدن وشخصيات بارزة في الكونغرس من الحزبين، بمن فيها رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون.

وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أن الزيارة تأتي في "لحظة حرجة" وأن بايدن لن يخفي أنه "متمسّك" بسعيه لتأمين المساعدات التي تحتاجها أوكرانيا لإعادة إمداد جنودها وتوسيع الجهود الرامية لدفع القوات الروسية للتراجع.

سيجتمع زيلينسكي أيضا مع مديري صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فيما يسعى لدعم اقتصاد بلاده في ظل الحرب الشاملة.

زيلينسكي أمام تبدّل في مواقف الجمهوريين

وعلى مدى النزاع الدامي الذي تم خلاله تدمير مناطق واسعة من أوكرانيا فيما أُجبر الملايين على النزوح، اعتمدت القوات الأوكرانية بشدّة على دعم غربي، بقيادة الولايات المتحدة، شمل تسليمها ذخائر وأسلحة ومساعدات اقتصادية واجتماعية تقدّر بعشرات مليارات الدولارات.

والآن، تقترب المساعدات الأميركية التي وصفها بايدن بأنها جزء من حرب وجودية بين العالم الديمقراطي والاستبداد العدائي المتمثّل في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من النفاد.

عرقل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون الأسبوع الماضي طلب البيت الأبيض إقرار حزمة طارئة بقيمة 106 مليارات دولار، كمساعدات لأوكرانيا وإسرائيل خصوصا.

أفاد المحافظون بأنهم سيرفضون الحزمة ما لم يوافق الديمقراطيون والبيت الأبيض أيضا على إصلاحات واسعة النطاق مرتبطة بالهجرة تتعلق بالأمن عند الحدود الأميركية المكسيكية.

ويبدو أن حماسة الجمهوريين اليمينيين بقيادة مرشح انتخابات 2024 الرئاسية دونالد ترامب تراجعت بشكل كبير حيال قضية أوكرانيا.

وقال السناتور جيمس ديفيد فانس، الحليف المقرب لترامب، الأحد: "من مصلحة أميركا أن تتقبّل أنه سيتعيّن على أوكرانيا التخلي عن أراضٍ لمصلحة الروس وعلينا أن نسدل الستار على الحرب".

واعتبر أن تحذيرات البيت الأبيض من أن السماح لروسيا بالانتصار في أوكرانيا سيعرّض دولا أخرى في شرق أوروبا للخطر، بما فيها تلك المنضوية في حلف شمال الأطلسي "سخيفة".

وأفاد بأنه لا يجب أن تحصل أوكرانيا على "شيك على بياض"، مضيفا: "ما الذي سيحققه مبلغ 61 مليار دولار ولم يحققه مبلغ 100 مليار دولار" حتى الآن؟

(فرانس برس)

المساهمون