زيلينسكي في باخموت.. وبوتين يقرّ بصعوبة الوضع في أوكرانيا

20 ديسمبر 2022
زيارة زيلينسكي لباخموت (مكتب الرئاسة الأوكراني/تليغرام)
+ الخط -

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، باخموت، المدينة التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ أشهر، وتشكل راهناً النقطة الأكثر سخونة عند خط الجبهة في شرق أوكرانيا، بينما أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصعوبة الوضع في المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.

وقال المكتب الإعلامي للرئاسة الأوكرانية إن زيلينسكي "التقى عسكريين وتحدث إليهم وقلّد جنودنا أوسمة"، دون مزيد من التفاصيل.

وإذا كان زيلينسكي يزور بانتظام مناطق تقع قرب خط الجبهة، فإن توجهه إلى باخموت في منطقة دونباس ينطوي على خطورة هي الأكبر.

وجاءت الزيارة غير المعلنة في الوقت الذي أعلن الكرملين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيعقد اجتماعاً موسّعاً لوزارة الدفاع (...) حيث سيتمّ عرض نتائج أنشطة القوات المسلّحة الروسية في العام 2022 وسيتم تحديد المهمّات للعام المقبل".

كذلك، حضّ الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الثلاثاء، نظيره الصيني شي جين بينغ في اتصال هاتفي على استخدام نفوذه لدى روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، حسبما أعلن مكتبه.

كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع قناتي "تي أف أن" و"أل سي أي"، بُثّت الثلاثاء، أنّ فرنسا سلّمت أخيراً قاذفات صواريخ وبطاريات صواريخ "كروتال" إلى أوكرانيا وستواصل شحنات الأسلحة في أوائل العام 2023.

وقال الرئيس الفرنسي، من على متن حاملة الطائرات شارل ديغول قبالة سواحل مصر: "في الأيام الأخيرة، سلّمت فرنسا أسلحة إضافية، من راجمات صواريخ وصواريخ (كروتال) وتجهيزات بالإضافة إلى ما كنّا قد قدّمناه".

في هذه الأثناء، قال زيلينسكي للقوات الأوكرانية في باخموت: "هنا في دونباس، أنتم تحمون كلّ أوكرانيا... سيفعلون كلّ ما فعلوه هنا في مدن أخرى في بلدنا، لأنهم لا يريدون وجود أي شيء أوكراني، أنا متأكد من ذلك". وأضاف خلال تكريمه الجنود الأوكرانيين "هذه ليست باخموت فقط، هذه حصن باخموت".

ويُعتقد أنّ روسيا تعتمد على مرتزقة ومجنّدين من السجون وجنود تمّت تعبئتهم حديثاً، من أجل استعادة السيطرة على المدينة عبر شنّ سلسلة هجمات على المواقع الأوكرانية.

وأدّت حرب الخنادق والقصف المدفعي حول باخموت، التي كانت تشتهر بكروم العنب وكهوف مناجم الملح، إلى تسوية أجزاء كبيرة من المدينة ومحيطها بالأرض.

ومنذ الصيف، يحاول الروس السيطرة على المدينة التي كان عدد سكانها قبل الغزو في أواخر فبراير/شباط نحو سبعين ألف نسمة.

وسبق أن أعلنت القوات الروسية السيطرة على قرى ومناطق تقع عند أطراف المدينة، ولكن يبدو أن القوات الأوكرانية تسيطر على باخموت وقسم من ضواحيها.

وقال معهد دراسات الحروب الذي مقره في الولايات المتحدة في تقرير، الاثنين، إن "القوات الروسية خسرت مواقع جنوب باخموت في 18 ديسمبر/ كانون الأول، وواصلت هجماتها البرية قرب باخموت ومدينة دونيتسك".

بوتين: الوضع في أوكرانيا صعب جداً

وأقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، بأن الوضع "صعب جداً" في المناطق الأربع في جنوب أوكرانيا وشرقها، التي أعلنت موسكو ضمها دون السيطرة عليها بالكامل.

وقال بوتين: "الوضع في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وأيضاً في منطقتي خيرسون وزابوريجيا، صعب جداً".

كان بوتين يتحدث في فيديو موجه إلى موظفي جهاز الأمن والاستخبارات الخارجية وحماية كبار المسؤولين، الذين يحتفلون سنوياً "بعيدهم المهني" في روسيا في 20 ديسمبر/ كانون الأول.

وأشاد بوتين بأداء عناصر الأجهزة الأمنية الروسية الذين يعملون في "المناطق الجديدة لروسيا"، مؤكداً أن "الناس الذين يعيشون هناك، مواطنون روس" يعتمدون على "حماية" هذه الأجهزة.

ودعا الرئيس الروسي الذي عمل سابقاً في جهاز الاستخبارات السوفييتي، إلى "تركيز إلى أقصى الحدود" من جانب أجهزة مكافحة التجسس.

وقال: "من الضروري قمع أعمال أجهزة الاستخبارات الأجنبية بشدة وتحديد هوية الخونة والجواسيس والمخربين بشكل فعال".

وفي حفل توزيع جوائز في الكرملين، في وقت لاحق الثلاثاء، سلّم بوتين أوسمة لقادة المناطق الذين عيّنتهم موسكو.

وقال في إشارة إلى الأراضي التي استعادتها أوكرانيا: "واجهت بلادنا مراراً تحدّيات ودافعت عن سيادتها. اليوم، تواجه روسيا مرة أخرى التحدّي نفسه".

وقال الكرملين إنّ اجتماع بوتين بمسؤولي الدفاع سيتضمّن رسالة رئيسية من وزير الدفاع سيرغي شويغو بشأن "العملية العسكرية الخاصة"، وهو التعبير الذي تستخدمه موسكو لوصف غزوها.

وفي سياق الاستعدادات الحربية الروسية، تعتزم روسيا إمداد إيران بمكونات عسكرية متطورة مقابل مئات الطائرات المسيرة، بحسب تصريح لوزير الدفاع البريطاني بن والاس، اليوم الثلاثاء.

وأضاف والاس أمام البرلمان في إطار بيان عن تطورات الحرب الروسية الأوكرانية: "أصبحت إيران أحد أكبر الداعمين العسكريين لروسيا".

وأردف: "مقابل تزويدها بأكثر من 300 طائرة مسيرة انتحارية، تعتزم روسيا الآن إمداد إيران بمكونات عسكرية متطورة، ما يعرض الشرق الأوسط والأمن الدولي للخطر".

من جانب آخر، قال الضابط الكبير في الجيش الأوكراني اللفتانت جنرال سيرغي ناييف إنه لاحظ "زيادة في مستوى التهديد" بهجوم روسي محتمل من بيلاروسيا المجاورة كما كانت الحال عليه في أول أيام النزاع الذي بدأ في فبراير.

وأضاف أن لدى روسيا حالياً "قدرة كافية لخلق تهديد لأوكرانيا والقيام بأعمال تكتيكية" من بيلاروسيا الواقعة على الحدود الشمالية، وتابع قائلا على "فيسبوك": "نتخذ أيضاً إجراءات مناسبة" بما يشمل إرسال قوات جديدة إلى الحدود.

وقالت السلطات الأوكرانية إنها تخشى احتمال شنّ هجوم روسي على كييف من الأراضي البيلاروسية في الأشهر الأولى من عام 2023.

وكان بوتين قد وصل إلى بيلاروسيا المجاورة لإجراء محادثات مع رئيسها ألكسندر لوكاشنكو، الذي سمح للقوات الروسية باستخدام أراضي بلاده لبدء غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط.

وأفاد الجيش الأوكراني بعد الزيارة بأنّ هناك تهديداً متزايداً بشنّ هجوم محتمل آخر من الأراضي البيلاروسية، ولكن قواتها تتّخذ خطوات للاستعداد لذلك.

وقال قائد القوات المشتركة الأوكرانية سيرغي ناييف: "نراقب عن كثب الأسلحة التي يتمّ نقلها من روسيا". وأضاف أنّ "مستوى التهديد العسكري يتزايد تدريجياً، لكننا نتخذ أيضاً إجراءات مناسبة".

في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية دميترو كوليبا، خلال إفادة عبر الإنترنت، أنّ "اجتماع بوتين ولوكاشينكو هو رقصة أخرى أدّياها... لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة. مهما حدث، نحن مستعدّون لأي سيناريو".

ونفى بوتين أيّ خطط لابتلاع بيلاروسيا خلال زيارته الإثنين، لكنّ الحليفين السوفييتيَين السابقَين تعهّدا تعزيز التعاون العسكري بينهما.

في هذه الأثناء، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنّ الهجمات الروسية في مختلف أنحاء أوكرانيا أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة في منطقة دونيتسك، حيث تقع باخموت، وفي منطقة خيرسون.

وتسبّبت الحرب بخسائر كبيرة في الاقتصاد الأوكراني، وقال صندوق النقد الدولي الإثنين إنه وافق على برنامج للمراقبة الاقتصادية يمكن أن يساعد كييف على تأمين التمويل من المانحين، علما ان البلاد التي مزّقتها الحرب تحتاج إلى أكثر من 40 مليار دولار هذا العام.

في سبتمبر/ أيلول، أعلن الرئيس الروسي ضمّ أربع مناطق أوكرانية (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون)، التي يسيطر عليها الجيش الروسي جزئياً، بعد إجراء "استفتاءات" محلية نددت بها كييف والغرب.

لكن في نوفمبر/ تشرين الثاني، استعادت أوكرانيا السيطرة على مدينة خيرسون، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، ما شكل نكسة كبرى لموسكو بعد هجوم مضاد استمر لعدة أسابيع.

مقتل 3 في انفجار يعطل جزءاً من إمدادات الغاز الروسي لأوروبا 

واليوم الثلاثاء، قال مسؤولون محليون إن انفجارا وقع في خط أنابيب غاز في وسط روسيا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وتعطل تدفق بعض من الكمية المحدودة من الغاز الروسي التي لا تزال تصل إلى أوروبا.

وأعلن المسؤولون عبر تطبيق تليغرام توقف تدفق الغاز عبر جزء من خط أنابيب يورنجوي-بوماري-أوزهورود، الذي ينقل الغاز من القطب الشمالي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، بحلول الساعة 1:50 مساء (1050 بتوقيت غرينتش).

وقال حاكم جمهورية تشوفاشيا أوليج نيكولاييف، للتلفزيون الحكومي، إن الحادث أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في أثناء إجرائهم عملية صيانة، بينما أصيب شخص آخر يعمل سائقا "بحالة صدمة".

وأضاف أنه لم يتضح بعد موعد استئناف إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب، إذ تعمل السلطات المعنية حاليا على إصلاحه.

وقالت وزارة الطوارئ الإقليمية في تشوفاشيا إن انفجارا وقع في خط الأنابيب خلال أعمال صيانة مخطط لها بالقرب من قرية كالينينو، على بعد نحو 150 كيلومترا غربي مدينة فولغا في كازان. وأفادت الوزارة بإخماد الحريق الناجم عن الحادث.

ويعد خط أنابيب يورنجوي-بوماري-أوزهورود، الذي بُني في ثمانينيات القرن الماضي، الطريق الرئيسي لوصول الغاز الروسي إلى أوروبا مرورا بأوكرانيا.

وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا هذا العام بعدما أوقفت روسيا صادراتها من النفط عبر خط أنابيب الغاز الرئيسي إلى ألمانيا، ولم يبق الآن سوى هذا الخط الذي يمر بأوكرانيا لنقل الغاز الروسي إلى المستهلكين الأوروبيين.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون