ألمح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى احتمال عقد محادثات سلام مع روسيا، في تحول عن رفضه السابق للتفاوض مع الرئيس فلاديمير بوتين، الذي جاء عشية انتخابات حاسمة في الولايات المتحدة، لكنه نفى في الوقت ذاته تعرّضه لضغوط غربية لتليين موقفه بشأن المحادثات.
وحثّ زيلينسكي المجتمع الدولي، ليلة أمس الاثنين، على "إجبار روسيا على إجراء محادثات سلام حقيقية"، مكرراً شروطه المعتادة للحوار، والمتمثلة "بإعادة جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة، والتعويض عن الأضرار التي سببتها الحرب، ومحاكمة المتورطين في ارتكاب جرائم حرب".
ويشكل هذا تغييراً في الخطاب، على الأقل من رجل وقّع مرسوماً في أواخر سبتمبر/ أيلول ينص على "استحالة إجراء محادثات" مع بوتين. ولكن نظراً لأن شروطه المسبقة تبدو محكوماً عليها بالفشل بالنسبة إلى موسكو، فمن الصعب الاستنتاج أن تؤدي هذه التصريحات إلى عقد أي محادثات.
ونفى زيلينسكي نفىتعرض بلاده لضغوط غربية للدخول في مفاوضات مع روسيا.
وقبل كلمة من المقرر أن يلقيها في زعماء العالم المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27)، كرر الرئيس فولوديمير زيلينسكي ما وصفه بشروط أوكرانيا "المقدرة تماما" لإجراء محادثات السلام.
ولعبت الأسلحة والمساعدات الغربية دوراً رئيسياً في قدرة أوكرانيا على محاربة الغزو الروسي، الذي توقع البعض في البداية أن يسيطر على البلاد في غضون أيام. لكن انتخابات التجديد النصفي الأميركية التي تنتهي الثلاثاء ستحدد مقدار وشكل الدعم السياسي والمالي لواشنطن في المستقبل لأوكرانيا.
وفي حال تمكُّن الجمهوريين من السيطرة على الكونغرس، سيصبح من الصعب على إدارة الرئيس جو بايدن تمرير حزم كبيرة من المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات لأوكرانيا.
وأجرت روسيا وأوكرانيا جولات عدة من المحادثات في بيلاروسيا وتركيا في بداية الحرب التي تقترب الآن من شهرها التاسع. وتعثرت المحادثات بعدما لم يسفر الاجتماع الأخير للوفود في إسطنبول في مارس/ آذار عن نتائج.
وقال زيلينسكي أمس إن كييف "اقترحت (محادثات) مراراً، وتلقينا على الدوام ردود فعل روسية مجنونة بهجمات إرهابية جديدة أو قصف أو ابتزاز". لكنه رفض أخيراً التفاوض مع بوتين، وهو في حد ذاته تغيير في التكتيك، بعد أن دعا مراراً إلى لقاء شخصي مع الزعيم الروسي. ورفض الكرملين أي اجتماع من هذا القبيل.
وأدرج زيلينسكي شروطاً لبدء الحوار، بما في ذلك "استعادة وحدة أراضي (أوكرانيا)... والتعويض عن جميع أضرار الحرب، ومعاقبة كل مجرمي الحرب، وتقديم ضمانات بعدم تكرار ذلك".
زيلينسكي يدعو الأميركيين إلى "الحفاظ على وحدة ثابتة"
وفي السياق، دعا الرئيس الأوكراني الأميركيين إلى "الحفاظ على وحدة ثابتة" إلى أن يتم "إرساء السلام مجدداً" في أوكرانيا.
وأعلن في خطاب عبر الفيديو من كييف أثناء تلقيه "ميدالية الحرية" الأميركية: "أطلب منكم الحفاظ على وحدة ثابتة كما هو الحال الآن (وهذا) إلى اليوم الذي سنسمع فيه كل الكلمات المهمة التي حلمنا بها، حتى نسمع أنه تم إرساء السلام أخيراً".
وشكر زيلينسكي "الرئيس بايدن وكلا الحزبين في الكونغرس وكل مواطن أميركي" على الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي الكبير لأوكرانيا منذ الغزو الروسي للبلاد في 24 فبراير/ شباط.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، رويترز)