زيلينسكي: استعدنا السيطرة على نحو 2500 كلم مربع من أراضي أوكرانيا منذ بدء الهجوم المضاد

07 أكتوبر 2022
جاءت تصريحات زيلينسكي عبر تقنية الفيديو خلال قمّة للاتحاد الأوروبي في براغ (Getty)
+ الخط -

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده استعادت نحو 2500 كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء هجومها المضاد في نهاية سبتمبر/ أيلول.

وقال الرئيس الأوكراني، في مداخلته اليومية التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة: إنه "في هذا الأسبوع وحده حرر جنودنا 776 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في شرق بلدنا، و29 بلدة، ستّ منها في منطقة لوغانسك. وفي المجموع، تم تحرير 2434 كيلومتراً مربعاً من أراضينا، و96 بلدة منذ بداية هذه العملية الهجومية".

وحققت كييف في الأيام الأخيرة تقدماً مهماً ثانياً في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، وكذلك في الجنوب قرب مدينة خيرسون الخاضعة للسيطرة الروسية.

وكان زيلينسكي قد أعلن، في منتصف سبتمبر/ أيلول، أن القوات الأوكرانية استعادت 6000 كيلومتر مربع من القوات الروسية في أول هجوم مضاد.

من جهتها، أعلنت القوات الروسية في وقت سابق الجمعة سيطرتها على مناطق جديدة في دونيتسك بشرق أوكرانيا، وهو الإعلان الأول من نوعه منذ أن اكتسب هجوم كييف المضاد زخماً زعزع جهود روسيا الحربية.

وكان الرئيس الأوكراني قد طالب، اليوم الجمعة، الاتحاد الأوروبي بممارسة مزيد من الضغوط على قطاع الطاقة الروسي، وذلك غداة فرض التكتل حزمة جديدة من العقوبات على موسكو على خلفية غزوها أوكرانيا.

وقال زيلينسكي في كلمة وجّهها عبر الفيديو خلال قمّة للاتحاد الأوروبي في براغ "علينا أنّ نواصل المضي قدماً في هذا الاتجاه، في اتّجاه الضغط على قطاع الطاقة الروسي، مصدر الدخل الأساسي للدولة المعتدية".

وشكر الاتحاد الأوروبي لتبنّيه فرض عقوبات جديدة على موسكو، والتي وسّعت نطاق حظر التصدير والاستيراد، وأدرجت أفراداً في القائمة السوداء، على خلفية ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية.

كذلك، جدّد الرئيس الأوكراني التأكيد على دعوات كييف لجعل محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الواقعة في منطقة أعلنت موسكو ضمّها، "منزوعة السلاح".

تقارير دولية
التحديثات الحية

وهذا الأسبوع أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته بالاستحواذ رسمياً على محطة زابوريجيا الواقعة في جنوب أوكرانيا.

وقال زيلينسكي إن جعل المحطة منزوعة السلاح يجب "ألا يقتصر على المعدات العسكرية الروسية، بل أيضاً إخراج كل الجنود من المحطة"، مشيراً إلى وجود نحو 500 روسي في المحطة حالياً.

وشدد على ضرورة الخطوة، "لدواعي السلامة النووية"، مؤكداً أهمية المحطة لكي تتمكن أوكرانيا من توليد ما يكفي من الكهرباء.

التفاصيل هي محور الخلاف

وافق قادة الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، على تقديم المزيد من المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، لكن المحادثات على مدى يوم في قمة للتكتل في براج لم تفلح في تقريب المواقف بشأن ملف أسعار الغاز.

وتطالب غالبية دول الاتحاد بفرض حد أقصى لأسعار الغاز، إلا أن التفاصيل هي محور الخلاف. وتشمل الخيارات فرض سقف للسعر على كل الغاز، أو سقف لسعر الغاز المستخدم لتوليد الكهرباء فقط، أو سقف لسعر الغاز الروسي فقط.

ويناقش التكتل الأمر منذ أسابيع دون الخروج بنتيجة حتى الآن، لكن دول الاتحاد وافقت على خطوات مشتركة أخرى للمساعدة في تخفيف وطأة أزمة الطاقة الحادة، في وقت تهدد فيه الأسعار الجامحة بدفع التكتل صوب الركود.

وقال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس مورافيسكي، للصحافيين، إنه مع استمرار المحادثات بين القادة في التكتل لوقت متأخر من النهار، "الجميع متفقون على أننا نحتاج لتخفيض أسعار الكهرباء، لكن لا اتفاق على الوسائل التي يمكننا بها الوصول لتلك الغاية تحديداً".

وقال رئيس وزراء أيرلندا، مايكل مارتن، إنّه من المتوقع أنّ تقدم المفوضية الأوروبية للاجتماع المقبل للتكتل، الذي يُعقد يومي 20 و21 أكتوبر/ تشرين الأول، حزمة أوسع نطاقاً تتضمن إجراءات قصيرة المدى لخفض الأسعار، وخطوات أطول لإعادة تشكيل سوق الغاز.

ووضع حد أقصى لأسعار الغاز هو واحد من بين مجموعة من المقترحات والمبادرات المقدمة من الدول الأوروبية للتعايش مع انخفاض إمدادات الغاز من روسيا، التي كانت توفر 40 بالمائة من احتياجات أوروبا، فضلاً عن الارتفاع الهائل للأسعار. ورغم تراجع أسعار الغاز عن ذروتها للعام الجاري، فإنها لا تزال أعلى بأكثر من مئتين في المائة مقارنة بما كانت عليه في بداية سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.

وتعارض ألمانيا والدنمارك وهولندا وضع سقف للأسعار، خشية أن يعيق شراء الغاز الذي تحتاجه اقتصاداتها، ويقلل من تأثير أي حافز لخفض الاستهلاك.

وانتقد مورافيسكي ألمانيا بسبب ما يراه إنفاقاً سخياً بقيمة 200 مليار يورو (196 مليار دولار)، في صورة إعانات لحماية المستهلكين والشركات من ارتفاع تكاليف الطاقة.

وقال إنه "يجب التخلص من الأنانية الألمانية"، مكرراً الإشارة إلى المخاوف من فجوة مالية بين الدول الغنية القادرة على إنفاق مبالغ طائلة على الدعم المحلي، وتلك التي لا تستطيع.

لكن التكتل أبدى تمسكه بموقف موحد في التعهد بمواصلة دعم أوكرانيا وفقاً لمسؤول في الاتحاد الأوروبي، اطلع على مجريات محادثات جرت خلف أبواب مغلقة، وقال، دون الحديث عن تفاصيل، إن القادة "ملتزمون بمواصلة الدعم العسكري والمالي" لكييف.

(فرانس برس، رويترز) 

المساهمون