زيارة بلينكن للجزائر: اتفاقيات في مجال الطاقة المتجددة والتعليم

31 مارس 2022
بلينكن خلال لقائه الرئيس الجزائري (Getty)
+ الخط -

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الحرب في أوكرانيا بدأت تمتد إلى قطاعات الغذاء في العالم وتهدد الأمن الدولي، مشيراً إلى أن واشنطن ترغب في تعاون أكبر مع الجزائر في ملف مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.

وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الأميركية خلال زيارته إلى الجزائر التي دامت ست ساعات: "تحدثت مع الرئيس تبون حول الوضع في ليبيا، وحول جولة الرئيس جو بايدن إلى بولندا، وتطرقنا إلى جميع الخلافات في العالم والشرق الأوسط، وإلى الحرب في أوكرانيا التي تمتد انعكاساتها إلى الدول العربية والشرق الأوسط، حيث تنعكس على أسعار الغذاء في العالم ما يهدد أمننا الدولي".

وأكد بلينكن أن "واشنطن تتقاسم القلق نفسه مع الجزائر بشأن ملف الإرهاب"، وقال "نعمل مع الجزائر سويا على محاربة الإرهاب، ونتشارك الهموم نفسها حول مشاكل منطقة الساحل"، مشيرا إلى أن "الجزائر تلعب دور هاما في أمن منطقة الساحل، ومهمة جدا لتحسين الأمن في المنطقة، والتعاون مع الجزائر يهمنا في منطقة الساحل"، مضيفا أن "الولايات المتحدة الأميركية مع حلول أفريقية للأزمة في الساحل"، كما أشاد بدور الجزائر في ليبيا والحفاظ على الأمن بالمنطقة ودعم مسار إجراء الانتخابات هناك، وفي الحفاظ على الأمن في مالي وإعادة الديمقراطية إلى هذا البلد.

وبشأن ملف النزاع في منطقة الصحراء، قال بلينكن "لا يوجد تغير في موقف الولايات المتحدة من القضية الصحراوية، وقلت للرئيس تبون ووزير الخارجية لعمامرة أن الولايات المتحدة تدعم الحل السياسي الشامل للقضية الصحراوية، وندعم عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا".

 وقال وزير الخارجية الأميركي إن "العلاقات الجزائرية الأميركية يمكنها أن تصبح أكبر مما هي عليه الآن بواسطة الشركاء الاقتصاديين بين البلدين"، مشيرا إلى أن "المبادلات التجارية حاليا بين أميركا والجزائر عام 2021، رغم جائحة كورونا، 1.6 مليار دولار، لكننا نسعى لبلوغ 6.1 مليارات دولار في المستقبل". وأعلن بلينكن عن توقيع اتفاقيات مع الجزائر في مجال التعليم العالي واتفاقيات في مجال تعليم الإنكليزية، ووضع إطار تعاون في قطاع التكنولوجيا والطاقات المتجددة.

واستقبل الوزير الأميركي من قبل الرئيس عبد المجيد تبون في لقاء حضره أيضاً وزير الطاقة محمد عرقاب، حيث تولي واشنطن ملف الطاقة وتوريد الغاز الجزائري إلى شركائها الغربيين أهمية قصوى، خاصة في هذه الظروف المرتبطة بتداعيات الحرب في أوكرانيا، وبدا هذا الملف ضمن تداول غير معلن بين بلينكن والمسؤولين الجزائريين، حيث ترغب واشنطن في دفع الجزائر لإعادة ضخ الغاز عبر الأنبوب العابر للمغرب، لكن هذه الرغبة وجدت صدا جزائريا، وهو ما لمح إليه بلينكن بقوله إن "هناك حاجة لضخ مزيد من الطاقة في الوقت الحالي".

وقبل ذلك أجرى بلينكن مباحثات مع وزير الخارجية رمطان لعمامرة، ذكرت الخارجية الجزائرية أنها "تركزت حول الشراكة الثنائية وسبل تعزيز الالتزام بترقية السلم والاستقرار الإقليمي والدولي تماشيا مع القيم والمصالح المشتركة للبلدين".

وتعد زيارة بلينكن الثانية لمسؤول أميركي رفيع إلى الجزائر في غضون أسبوعين، إذ كانت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان قد زارت الجزائر في العاشر من الشهر الجاري والتقت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، ضمن مسعى لدفع الجزائر لتغيير موقفها من الحرب القائمة في أوكرانيا، بعدما تبنت الجزائر موقفا محايدا لكنه يصب في صالح روسيا.

المساهمون