زعيم "هيئة تحرير الشام" يحذر المحتجين بإدلب: تجاوزتم الخطوط الحمر ولن نسمح بالعبث

15 مايو 2024
محتجون على "هيئة تحرير الشام" في إدلب، 1/3/2024 (معاوية أطرش/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أبو محمد الجولاني يحذر المحتجين في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" من تجاوز الحدود الحمراء، وسط استمرار الاحتجاجات ضد الاعتقال والتعذيب، مع رفع حالة الاستنفار في إدلب.
- المظاهرات تستمر في مناطق سيطرة الهيئة وتضامن من مناطق تحت سيطرة "الجيش الوطني السوري"، الجولاني يدعي الاستجابة لمطالب الماضي لكن ينتقد المطالب الحالية ويحذر من تجاوز الخطوط الحمراء.
- "المجلس الإسلامي السوري" يدين تصرفات "هيئة تحرير الشام" ويطالب بإطلاق سراح المعتقلين وإقامة نظام قضائي عادل، مشبهًا تعامل الهيئة مع المظاهرات بتعامل النظام السوري في بدايات الثورة.

حذر أبو محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" (الفصيل المسيطر في شمال غرب سورية) المحتجين في مناطق سيطرته، اليوم الأربعاء، من تخطي "الحدود الحمراء"، فيما قالت مصادر "العربي الجديد" في إدلب إن قوى الأمن التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" ترافقها قوات عسكرية ما تزال مستنفرة في المدينة ومحيطها ونشرت عشرات الحواجز والنقاط على مداخلها وعلى الطرقات المؤدية إليها وإلى المدن الرئيسية في ريف إدلب. ومنذ بداية العام الجاري، تشهد إدلب ومحيطها احتجاجات ضد ممارسات "هيئة تحرير الشام"، خاصة الاعتقال والتعذيب في السجون التي تسيطر عليها، واحتكار إدارة المنطقة في الجانبين الأمني والاقتصادي.

وذكرت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن المظاهرات استمرت ضد أبو محمد الجولاني في مدن وبلدات تفتناز، وبنش، وسرمدا إدلب، وأرمناز، ومعرة مصرين، وجسر الشغور، كما خرجت مظاهرات تضامنا معها في عفرين واعزاز الخاضعتين لفصائل "الجيش الوطني السوري". وزعم الجولاني خلال لقاء مع عدد من الوجهاء في إدلب أنه في السابق كانت هناك "كثير من المطالب المحقة يطالب بها الناس، وجلسنا مع جميع شرائح المجتمع، ولبّيت معظم المطالب كما شاهد الجميع، وبقيت بعض المطالب لا يزال العمل عليها قائماً".

وادعى الجولاني أنه خلال الفترة الأخيرة "انحرفت المطالب عن مسارها الحقيقي، وتحولت إلى حالة من التعطيل للمصالح العامة"، مشيرا إلى أنه حذر في السابق "من أن المساس بالمصالح والقواعد العامة، وتجاوز الخطوط الحمراء، وقطع الطرقات وإزعاج الناس والألفاظ النابية، وحمل السلاح في المظاهرات، فهذه الحالة تجاوزت حدها الطبيعي". وأضاف: "في الفترة الماضية لم نستخدم إلا لغة الحوار والمسارعة في تلبية مطالب الناس، لكن لن نتهاون مع أي شخص أو تجمع أو حزب أو فصيل يريد إيذاء المحرر"، في إشارة منه للمناطق التي يسيطر عليه فصيله.

تنديد بممارسات "هيئة تحرير الشام"

وأمس الثلاثاء، فض عناصر يتبعون لـ"هيئة تحرير الشام" بالأيدي والهراوات تجمعًا في خيمة احتجاج وسط مدينة إدلب، وأطلقوا النار في الهواء، وأزالوا الخيمة. كما اعتدوا بالضرب على المعتصمين أمام "المحكمة العسكرية" في شارع الجلاء وسط إدلب. وأكد أبو محمد رشو، من الناشطين في الحراك ضد "هيئة تحرير الشام"، لـ"العربي الجديد"، أن "المعتصمين فضلوا أمس عدم العودة للاعتصام خشية تصاعد الأمور بعد لجوء الهيئة للحل الأمني، خاصة أنها تستغل مسألة وجود أجانب في المنطقة لإلصاق تهمة "حزب التحرير" و"جند الأقصى" بالمحتجين أصحاب المصالح المحقة".

إلى ذلك دان "المجلس الإسلامي السوري" في بيان له اليوم فض "هيئة تحرير الشام" اعتصام المتظاهرين في إدلب، مؤكدا أنه "على سلطات الأمر الواقع هناك أن تلبي مطالب المعتصمين، وعلى رأسها إطلاق سراح المعتقلين". وقال: "هذه الطريقة تذكر بتعامل النظام السوري مع المظاهرات السلمية في أيام الثورة السورية الأولى"، معتبرا أن "سياسة التغلب والقهر ستعود على الجميع بالضرر، والشعب السوري لم يقم بثورته ليستبدل ظالمًا بظالم ولا طاغية بطاغية".

وقال المجلس إن المتظاهرين في الساحة هم "شركاء في التحرير، ولهم الحق في أن يكونوا شركاء في إدارة المنطقة المحررة، بما يحقق العدالة والاستقرار"، مؤكداً أن "شماعة الفوضى يجب ألا تتخذ ذريعة للقمع وتكميم أفواه المطالبين بحقوقهم"، مضيفاً: "على سلطة الأمر الواقع أن تلبي مطالب المتظاهرين، وعلى رأسها إخراج المعتقلين من السجون والكف عن التعذيب في أقبية المعتقلات السرية، وإقامة نظام قضائي عادل ومحاسبة من يقوم بفرض الإتاوات والمكوس والضرائب على السكان".

 في الأثناء، قتل عنصر من قوات النظام السوري إثر استهداف "هيئة تحرير الشام" تجمعات قوات النظام على محور الفوج 46 بريف حلب الغربي شمالي سورية، فيما أشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إلى انتشار أمني للفصائل في عموم ريف إدلب، إضافة إلى تعزيز للحواجز على مداخل المدن الرئيسية، وسط حديث عن رصد تحركات مشبوهة لخلايا أمنية في المنطقة.

إلى ذلك، تعتزم سلطات النظام السوري إغلاق معبر ترنبة قرب مدينة سراقب الذي افتتحته السبت الماضي بهدف السماح للطلاب الراغبين بتقديم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة في مناطق سيطرة النظام، وذلك بعد عدم إقدام أي طالب على استخدام المعبر للعبور باتجاه مناطق النظام خلال الأيام الماضية. وزعم محافظ إدلب التابع للنظام ثائر سلهب، في تصريح لجريدة "الوطن" القريبة من النظام، اليوم أن الفصائل المسلحة لم تسمح لأي طالب بالخروج من مناطق المعارضة إلى المعبر، مشيراً إلى أنه سيتم إغلاقه غداً الخميس.

غارات روسية على البادية

من جانب آخر، شن الطيران الحربي الروسي اليوم غارات جوية في البادية السورية في مناطق يعتقد أنه ينتشر فيها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي. وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الغارات شملت مناطق في ريف حماة والرقة والرصافة ضمن البادية السورية، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية. في المقابل، هاجم عناصر يعتقد انهم ينتمون لتنظيم "داعش" فجر اليوم، حاجزا لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف دير الزور، شرقي سورية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن المهاجمين استهدفوا بالأسلحة الرشاشة حاجزاً على مفرق الرغيب بين بلدتي ذيبان والحوايج شرقي دير الزور، ما أسفر عن مقتل عنصر من "قسد" وإصابة ثلاثة آخرين. كما أصيب عنصران من "قسد"، هما مرافقان لقيادي عسكري، إثر هجوم لعناصر التنظيم على آلية عسكرية تعود لقيادي في مدينة الشحيل شرقي دير الزور، لكنه لم يكن في السيارة عند الهجوم.

إلى ذلك، استقدمت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أخيراً قافلة تضم معدات عسكرية ولوجستية عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق. وذكرت شبكات محلية أن التعزيزات تشمل شاحنات محملة بأسلحة وذخائر، سلكت طريق المالكية -القامشلي، واتجهت إلى القواعد العسكرية في ريف الحسكة. يأتي ذلك، فيما واصلت قوات التحالف الدولي لليوم الثالث على التوالي تدريباتها بالذخيرة الحية والمدفعية والطيران قرب قاعدة كونيكو شمال دير الزور. كما سقط منطاد يستخدم لأغراض الرصد والاستطلاع يتبع للجيش الأميركي اليوم في ريف المالكية شمال شرق الحسكة، شرقي سورية.

في جنوب سورية، قتل في محافظة درعا اليوم تاجر مخدرات بارز برصاص مجهولين. وذكرت شبكة "تجمع أحرار حوران" التي تهتم بتغطية أخبار الجنوب السوري، أن عواد أحمد عوض المساعيد، قتل إثر استهدافه بالرصاص على دوار بلدة الطيبة شرقي درعا. والمساعيد من سكان بلدة الطيبة، وعرف بتجارة وتهريب المخدرات وتربطه علاقة بقيادات من حزب الله اللبناني، وضباط من أجهزة النظام السوري الأمنية.