أعلن أحد أبرز المتهمين بارتكاب جرائم الخطف والسلب والاتجار بالسلاح والمخدرات في السويداء بأنه وعصابته يتبعون بشكل رسمي لشعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام، في وقت يطالب أهالي السويداء منذ سنوات برفع الغطاء عن العصابات، بعدما راحت تهدد الأمن الاجتماعي في المحافظة.
وكتب متزعم عصابة بلدة عتيل المدعو "راج فلحوط"، على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك": "يسعد أوقات الجميع، ما بدي طول بالكلام وأعمل مناشير، كلمتين مختصرتين من هاللحظة إني ومجموعتي تابعون لشعبة المخابرات العسكرية... وهالحكي لكل المحافظة موجه، في ناس سباع ونيتهن نظيفة بقدرو شو عبحكي، وأي حدا من هون ورايح معنا نحنا فزعتو وأي حدا بيعطي علينا بدنا نحرقوووو، وبالأول وبالآخر كنت ورح ظل فزعت المظلوم، ومابعطي عمحافظتي ...ومابتخلى عن بلدي وما بتعامل مع حدا من برات وطني...".
مصادر محلية من السويداء، طلبت عدم الكشف عن هويتها، رأت في حديث مع "العربي الجديد"، أن "إعلان فلحوط أكد حقيقة تبعية عصابات الخطف والسرقة في السويداء، والتي ارتكبت خلال السنوات الأخيرة العديد من الانتهاكات بحق أبناء محافظة السويداء والعديد من السوريين، جراء أعمال الخطف والتعذيب بهدف الفدية، كان آخرها قتل فلحوط وعصابته لابن بلدته مجد السريوي تحت التعذيب وعرض فيديو وآثار التعذيب واضحة عليه على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك".
وبينت المصادر أن "فلحوط وعدد من العصابات المحلية تم تجنيدهم من قبل الأمن العسكري، مقابل منحهم بطاقات أمنية ومهمات بسياراتهم المسروقة والمهربة من خارج سورية، ومنع ملاحقتهم على ما يرتكبونه من انتهاكات وجرائم منذ عام 2019، على يد اللواء كفاح الملحم الذي كان حينها نائب رئيس شعبة الأمن العسكري، بعد أن كلف من رئيس النظام بمتابعة ملف السويداء".
من جانبه، قال الناشط في السويداء أبو جمال معروف (اسم مستعار لأسباب أمنية)، لـ"العربي الجديد"، إن "اللواء الملحم عندما جاء إلى السويداء كان لديه هدف واحد، وهو ضمان عدم وجود خطر على مؤسسات النظام، أما التعديات والانتهاكات التي تتم بحق الأهالي اعتبرها قضايا جنائية من اختصاص القضاء، الذي تم شل عمله منذ سنوات بقرار من النظام".
وأضاف: "اليوم الخوف أن فلحوط وهو واحد من أبرز الأسماء المتهمة بارتكاب الكثير من الجرائم، يعمل على استقطاب الشباب المنتمين إلى مجموعات مسلحة محلية، وكان لها دور في وضع حد لهيمنة الأجهزة الأمنية على المحافظة منذ عام 2014، وعلى رأسها حركة رجال الكرامة، عبر منحهم بطاقات أمنية ومهمات لأي سيارة حتى لو كانت مسروقة، وضمان عدم ملاحقتهم أمنياً، وضمان حرية تجولهم بمناطق النظام، إضافة إلى تأمين منفعة مالية، بهدف إضعاف الكتلة العسكرية الواقفة بوجه تعدي النظام، وإجبار الشباب على الخدمة العسكرية الإلزامية في القوات النظامية، والقيام باعتقالات تعسفية بحق الناشطين والسياسيين".
مقتل ناشط إنساني في إدلب
ميدانياً، قضى عضو في "الهيئة السياسية" العاملة في محافظة إدلب وجرح مدنيون آخرون، مساء الثلاثاء، إثر استهداف قوات النظام بصاروخ حراري من نوع "كورنيت" تجمعاً للمدنيين أمام أحد المطاعم في بلدة بداما القريبة من مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب.
وقال الناشط محمد الضاهر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الشاب إياد اللري، رئيس دائرة جسر الشغور في "الهيئة السياسية"، والمسؤول اللوجستي في "فريق لقاح سورية" ضمن منطقة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، قضى مساء الثلاثاء، وأُصيب تسعة مدنيين آخرين، بينهم مدنيان اثنان بحالة خطرة تم نقلهم إلى المشافي التركية، إثر استهداف قوات النظام بصاروخ حراري من نوع "كورنيت إيه - أم" أحد المطاعم التي يتم فيها ذبح أضاحي العيد على مدخل بلدة بداما بالقرب من مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لمحافظة إدلب، شمال غرب سورية.
وأوضح الضاهر أن الصاروخ الحراري أُطلق من قبل عناصر قوات النظام السوري المتمركزين في منطقة رويسة كنيسة بريف اللاذقية الشرقي، والتي تبعد عن المكان المستهدف مسافة تقدر بقرابة الـ9 كم.
في السياق، كثفت "الفرقة 25 مهام خاصة" المتمركزة في قرية الحامدية جنوب محافظة إدلب، من قصفها بقذائف "كراسنوبول" (روسية الصنع)، بلدتي بزابور والبارة ومحيط بلدة شنان في منطقتي جبل الزاوية وجبل الأربعين جنوب محافظة إدلب، ما أحدث دماراً في ممتلكات المدنيين، دون وقوع إصابات بشرية.
في سياق منفصل، ذكرت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في بيانٍ لها الثلاثاء، أنها اعتقلت خلال عملية أمنية مسؤولاً عن شبكة تهريب عوائل عناصر تنظيم "داعش" المتواجدين في مخيم الهول شرق محافظة الحسكة، إلى مناطق المعارضة السورية شمال غرب سورية.
وأكدت "قسد" أنها صادرت أسلحة ومستندات كانت بحوزته، لافتةً إلى أن المعتقل لديه اتصالات مع قيادات في التنظيم، مُشيرةً إلى أن وحداتها الخاصة نفذت العملية بدعم من قوات "التحالف الدولي"، ضمن عملية في منطقة الصاوي الواقعة جنوبي مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي.
في غضون ذلك، منع عناصر مليشيا "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) عشرات العوائل من الدخول إلى مناطق سيطرتها في الرقة، قادمةً من مناطق سيطرة النظام السوري، بقصد قضاء فترة العيد مع أقاربهم في المنطقة.
ولفتت شبكة "الخابور" المهتمة بنقل أخبار المنطقة الشرقية إلى أن حاجز "PYD" في معبر العكيرشي شرق الرقة منع نحو 50 عائلة، الثلاثاء، من الدخول لمناطق سيطرة المليشيا بقصد قضاء العيد مع أقاربهم، مؤكدةً أن الميليشيا أجبرت العائلات على العودة إلى بلدة السبخة الخاضعة لسيطرة قوات النظام شرق الرقة.
واشترطت المليشيا حيازة العائلات على كفالات أو بطاقات زيارة صادرة عنها، للسماح بدخول العائلات إلى مناطق سيطرتها، كما هدد عناصر الحاجز الأهالي بفتح النار على العائلات في حال رفضها العودة أدراجها لمناطق سيطرة قوات النظام، ما أجبرهم على العودة رغم امتلاك بعض هذه العائلات لبطاقات زيارة استخرجت من قبل أقاربهم.