أفادت وسائل إعلام تركية عديدة، اليوم الأربعاء، بأنّ زعيم المعارضة التركية كمال كلجدار أوغلو التقى قبل يومين بالقائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في تركيا إيريت ليليان، وجرى الحديث خلال اللقاء عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.
وقالت صحيفة "جمهوريت" المعارضة إنّ زعيم حزب "الشعب الجمهوري" المعارض التقى في مقر الحزب بأنقرة مع الدبلوماسية الإسرائيلية، على هامش اجتماع قيادة الحزب، حيث تم تناول التطورات السياسية في تركيا. ونقلت الصحيفة عن كلجدار أوغلو قوله إنّ الحزب المعارض وتركيا مستعدان للانتخابات المبكرة، و"لكن التحالف الحاكم غير مستعد".
وأضافت الصحيفة أنّ "الزيارة كانت من باب اللباقة الدبلوماسية، وتم تناول التطورات في البلاد، وأجندة تتعلق بالانتخابات، حيث أفاد زعيم المعارضة بأنّ الناخبين في تركيا مستعدون لإجراء الانتخابات المبكرة، وفي الوقت نفسه قدّم مواقف الحزب السياسية في مختلف القضايا المحلية والدولية".
وتابعت أنّ "كلجدار أوغلو قال إنّ الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) غير مستعد لإجراء الانتخابات المبكرة، كما قدم زعيم المعارضة المعايير التي اتفقت عليها المعارضة للحديث عن المرشح الجمهوري المشترك المزمع التوافق عليه ومواصفاته قبل ترشيحه للانتخابات المبكرة".
وشددت على أنّ "حزب الشعب الجمهوري قدّم للضيفة الإسرائيلية معلومات عن سياسة الحزب المتعلقة باللاجئين والمهاجرين غير النظاميين الموجودين في البلاد".
ولم يرد من حزب "الشعب الجمهوري" المعارض أي تعليق رسمي عن الاجتماع ومضمونه.
لم يرد من حزب "الشعب الجمهوري" المعارض أي تعليق رسمي عن الاجتماع ومضمونه
من جانبها، قالت قناة "Atv" المقربة من الحكومة التركية، إنّ "الاجتماع كان سرّياً ولم يعلن عنه، وجرى الحديث فيه عن الانتخابات المبكرة، ومرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة"، متسائلة "على ماذا يريد أن يساوم زعيم المعارضة؟".
وذكّرت القناة بموقف الرئيس رجب طيب أردوغان الرافض لإجراء الانتخابات بشكل مبكر، في ظل إصرار من كلجدار أوغلو ودعوات كثيرة من أجل ذلك"، لافتة إلى أنّ المعارضة تبحث عن مرشح توافقي فيما التحالف الحاكم مرشحه هو الرئيس أردوغان.
وأشارت القناة إلى أنّ "كلجدار أوغلو تحدث عن الانتخابات المبكرة واستعداد تركيا لها دون أن تنظر الحكومة بإيجابية لها".
وشكّل اللقاء بين الطرفين مفاجأة للمراقبين، حيث تعتبر علاقات تركيا وإسرائيل متوترة منذ سنوات، بسبب المواقف الإسرائيلية من القضية الفلسطينية، وانتقادات تركيا المتواصلة لها. ولم يفلح اتصال التهنئة من قبل الرئيس أردوغان بنظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قبل أكثر من شهرين بحصول تقدم في العلاقات الثنائية، وتعيين سفراء بين الجانبين حتى الآن.
وتحاول المعارضة التركية الدفع باتجاه الانتخابات المبكرة مستفيدة من عوامل عديدة، منها تراجع الاقتصاد أخيراً، بسبب انخفاض قيمة العملة وعدم استقرارها، ما انعكس سلباً على الاقتصاد، ومع ما فرضته جائحة كورونا من آثار سلبية عليه.
كما تحاول المعارضة الاستفادة من توحدها النادر للإطاحة بأردوغان، وتغيير النظام السياسي في البلاد، مستشهدة بفوزها بكبرى المدن في الانتخابات المحلية التي جرت في العام 2019، ما جعلها تكثف جهودها لانتخابات 2023 الرئاسية والبرلمانية، ومحاولة تقديمها وإجرائها في موعد مبكر، فيما ترفض الحكومة ذلك.
وعمل زعيم المعارضة أخيراً على تقديم نفسه للمجتمع الدولي وللداخل التركي بحديثه عن انفتاحه لحل الأزمة في سورية، وإعادة السوريين إلى بلادهم بعد إقامة علاقات مع النظام، وتمويل الدول الغربية عملية إعادة الإعمار، حيث تشكل أزمة اللاجئين مادة دسمة في تركيا، كما وجه رسالة للمجتمع الدولي قال فيها إنه ليس أردوغان وإنه "مفاوض عنيد" في مختلف الملفات.