تطرق زعيم "طالبان"، الملا هيبت الله أخوند زاده، إلى عدة قضايا، في رسالة وجهها إلى الشعب الأفغاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقال إن الحركة "تؤكد لجيرانها والمنطقة والعالم أجمع أن أفغانستان لن تسمح لأي شخص باستخدام أراضيها لتهديد أمن البلدان الأخرى"، وحثّ الدول الأخرى على عدم التدخل في شؤون بلاده الداخلية.
كما أكد زعيم "طالبان" أن بلاده تريد علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياسية جيدة وقوية مع العالم كله، بما في ذلك الولايات المتحدة، وذلك في إطار المشاركة والالتزام المتبادلين.
وحيال الوضع الداخلي، قال إن "أفغانستان بلد مشترك لجميع الأفغان، لذا يجب أن نشارك جميعا في إعادة إعمار البلاد، وهو واجبنا الوطني وواجبنا الديني"، موضحا أن بلاده "تفتح أذرعها لأبنائها، وقد شكلنا لجنة للتواصل مع جميع الأفغان الذين يعيشون خارج البلاد، وأفرزت نتائج جيدة... نحن نسعى إلى أن يعود جميع الأفغان إلى بلادهم ليشاركوا في إعادة إعمارها".
وخاطب من وصفهم بالمعارضين لحكومة "طالبان"، "والذين يخلقون الدسائس والمشاكل لها"، وطالبهم بأن لا يكرروا التجارب الماضية وأن يتركوا سياسة العداء، ويتبنوا سياسة التعاون من أجل المضي قدما في خدمة البلاد، مطالبا أيضا الشعب الأفغاني بالوقوف مع حكومة طالبان لتطوير الحالة الاقتصادية والمعيشية في أفغانستان.
كما أشار زعيم "طالبان" إلى اجتماع رجال القبائل والزعامة القبلية، مؤكدا أن حشدًا كبيرا من علماء الدين قد اجتمعوا خلال الأسبوع الماضي في كابول، وأعلنوا تأييدهم لحكومة "طالبان"، قائلًا إن هذا "يؤدي إلى تحكيم مزيد من الاستقرار والأمن في البلاد، إذ بدون تعاون العلماء والزعامة القبلية لا يمكن استتباب الأمن وتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد".
أيضا أشار زعيم الحركة إلى وضع التعليم في أفغانستان، قائلا إن "التعليم وتطوير حالته من أهم أولويات" حكومته، مشيرا إلى أن "الاهتمام بالتعليم، سواء كان الديني منه أو العصري، من أهم ضرورات الشعب".
كما أكد الملا هيبت الله أخوند زاده أن "حكومة طالبان شكلت لجنة في إطار وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لسماع شكاوى المواطنين، فإذا كانت هناك أي شكوى لدى المواطنين فعليهم الرجوع إلى تلك اللجنة".
وكان زعيم "طالبان" قد أكد، في خطاب سابق له أمام اجتماع رجال الدين والزعامة القبلية، أنه "لا يمكن التماشي مع الولايات المتحدة لأنها تريد القضاء على الدين ونحن متمسكون بالدين".