استمع إلى الملخص
- انسحبت القوات الأمنية من هذه المناطق باتجاه دمشق نتيجة للأحداث في السويداء، مما أدى إلى إغلاق المحال التجارية وانتشار المسلحين لحماية المرافق العامة.
- أفادت مصادر ببوادر انسحاب قوات النظام من دوما، بينما نفت رئاسة النظام شائعات مغادرة بشار الأسد دمشق، مؤكدة متابعته لمهامه من العاصمة.
شهدت بلدات ومدن جرمانا ومعضمية الشام وداريا والكسوة، في الريفين الغربي والشرقي من دمشق، تظاهرات حاشدة أسقط خلالها المحتجون تمثال رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد في ساحة جرمانا، وكذا أحرقوا صور الرئيس الحالي للنظام بشار الأسد في "معضمية الشام"، بعد انسحابات متتالية لعناصر الجيش والقوى الأمنية من هذه البلدات باتجاه العاصمة دمشق ومناطق أخرى.
وقد شهدت مدينة جرمانا، كبرى المدن المجاورة لدمشق من جهة الشرق والممتدة على جانب طريق مطار دمشق الدولي، إغلاقاً عاماً للمحال التجارية، رافقته تظاهرات استمرت ساعات في وسط الشوارع الرئيسية.
وأكد الناشط عماد الشامي، من أبناء البلدة، لـ"العربي الجديد"، أن معظم المفارز الأمنية في المدينة بدأت بترحيل عائلاتها ومغادرة جرمانا منذ ساعات الصباح الباكر، وذلك تخوفاً من أي ردود أفعال للأهالي إثر الأحداث الدائرة في السويداء منذ يوم أمس، خاصة أن جزءاً كبيراً من المدينة هو من أبناء السويداء المقيمين في جرمانا.
وأضاف الشامي أن قوات النظام خرجت على وقع أصوات الاحتجاجات ومن دون أي صدام، في الوقت الذي سارعت فيه المحال التجارية والفعاليات العامة للإغلاق بشكل متسارع يوحي بأن المدينة والعاصمة قاب قوسين من الانهيار. وأشار الشامي إلى انتشار عدد من المسلحين في المدينة بهدف حماية المرافق العامة والأملاك الخاصة من أي أعمال تخريب.
وفي ساعات بعد ظهر اليوم السبت، عمّت التظاهرات مدن ريف دمشق الغربي لتطاول معضمية الشام وعرطوز وداريا وتمتد إلى الكسوة، جنوب العاصمة دمشق، مطالبة بالحرية وإسقاط النظام، حيث شهدت هذه المدن إزالة لصور وتماثيل رئيس النظام السوري وانسحابات متتالية للقوى الأمنية والحواجز العسكرية الموجودة فيها، وإغلاقاً عاماً للمحال التجارية.
وجاء هذا التحرك الشعبي على أثر انسحابات الجيش والقوى الأمنية من محافظة القنيطرة وإفراغها من النقاط العسكرية. وقال هيثم مرعي، من أهالي بلدة صحنايا، لـ"العربي الجديد"؛ إن البلدة والمناطق المحيطة شهدت غياباً شبه كامل لعناصر الأمن خلال ساعات اليوم، ما يُنذر بانسحاب كامل القوى العسكرية من الريف الغربي إلى أماكن في دمشق والسيدة زينب وإلى منطقة السومرية والمزة في دمشق، مشيراً إلى دعوات للتظاهر في جميع هذه البلدات.
المحامي والحقوقي المقيم في ريف دمشق فريد عقل قال، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن "الوضع في بلدة صحنايا والأشرفية هادئ تماماً، ولا توجد أي مظاهر أمنية، والناس تبحث عن المحال التجارية لتقضي حاجتها فقط، أما في داريا، فقد بدأ الأهالي يحتفلون على طريقتهم الخاصة بالتخلص من الذين شردوا وقتلوا سكانها، ويبدو أن الاحتفالات هناك سوف تستمر طويلاً".
وأفادت مصادر مطلعة، من الغوطة الشرقية لدمشق، "العربي الجديد" بأن بوادر لانسحاب قوات النظام من مدينة دوما وبعض البلدات في محيطها تلوح في الأفق، وسط حالة من ترقب الأهالي الانفجارَ في أي وقت. من جهته، قال المقدم حسن عبد الغني، المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية لـ"ردع العدوان": "بدأنا دفع المزيد من التعزيزات من الشمال والجنوب إلى محاور العاصمة دمشق لدعم عملياتنا الجارية هناك".
ومنذ الأمس، ظهر التنسيق بين العمليات العسكرية في جنوب البلاد وإدرة العمليات العسكرية لـ"ردع العدوان"، لتوحيد المجهودات العسكرية وتنسيق العمليات الجارية بوتيرة متسارعة.
في المقابل، قالت رئاسة النظام السوري إن "بعض وسائل الإعلام الأجنبية تنشر شائعات وأخباراً كاذبة حول مغادرة الرئيس بشار الأسد دمشق، أو زيارات خاطفة لدولة أو أخرى"، مضيفةً أنها "تنفي كل تلك الشائعات وتشير إلى غاياتها المفضوحة وتؤكد أنها ليست بجديدة".
وأكدت في بيان أن الأسد "يتابع عمله ومهامه الوطنية والدستورية من العاصمة دمشق، وتشدد على أن كل الأخبار والنشاطات والمواقف المتعلقة بالرئيس الأسد تصدُر من منصات رئاسة الجمهورية والإعلام الوطني السوري".