نقلت "رويترز" عن أربعة مصادر، بينهم دبلوماسي، أن إيران وعدت باستخدام نفوذها لوقف هجمات الحوثيين على السعودية، وطلبت في المقابل أن تدعم الرياض المحادثات النووية، وذلك خلال محادثات جمعتها بالجانب السعودي في بغداد خلال وقت سابق من شهر إبريل/نيسان الجاري، ومن المقرّر أن تنعقد جولة ثانية قريبًا.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين بالشرق الأوسط ومصادر أن الجولة الثانية من المحادثات ستنعقد هذا الشهر، لكن لم يتحدد بعد موعد لها.
وبحسب مصادر الوكالة، فقد كان التركيز الأساسي في المحادثات بين الطرفين حتى الآن على اليمن، حيث يصعّد الحوثيون هجماتهم الصاروخية وعبر الطائرات المسيّرة على السعودية.
وجعل الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء حرب اليمن الدائرة منذ نحو ست سنوات من أولويات إدارته. وقال تيم ليندركينج، مبعوث واشنطن الخاص باليمن، اليوم الأربعاء "سنرحب بقيام إيران بدور بناء، إذا كانوا على استعداد لذلك". لكنه قال "لم نلحظ أي مؤشر على ذلك".
وقال مصدران إقليميان آخران إن الاجتماع تطرق أيضاً لقضية لبنان، حيث تشعر الرياض بالقلق إزاء النفوذ المتزايد لجماعة "حزب الله" المدعومة من إيران.
وقال الدبلوماسي: "لا أعتقد أن من المحتمل أن يبرما اتفاقاً في الوقت الحالي"، مضيفاً أن الهدف على الأرجح هو منع أي عمل قد يتسبب في اشتعال التوتر.
وقالت مصادر مطلعة إن المحادثات، التي بدأت بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي للرياض، يقودها رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان، وسعيد عرافاني نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وقال مسؤول في الشرق الأوسط "اجتماع أبريل كان بناءً للغاية، نوقشت خلاله قضايا عديدة، بينها أزمة اليمن بشكل أساسي، والاتفاق النووي الإيراني".
وقال المسؤول، ومصدران إقليميان، إن مزيداً من المحادثات قد تجرى قبل نهاية الشهر، لكن التوقيت يعتمد على التقدم في محادثات فيينا. وقال دبلوماسي أجنبي في الرياض إن من المتوقع عقد اجتماع ثان في أواخر إبريل/نيسان أو أوائل مايو/أيار.
وتأتي المحادثات بينما تواصل الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين القوى العالمية وإيران، والذي انسحبت منه واشنطن قبل نحو ثلاث سنوات وعارضته الرياض لعدم معالجته برنامج طهران للصواريخ الباليستية وتصرفات إيران الإقليمية.
وقالت أطراف الاتفاق الأخرى والولايات المتحدة وإيران أمس الثلاثاء إن تقدماً تحقق، لكن واشنطن وطهران قالتا إن الطريق لا يزال طويلاً.
ودعت الرياض إيران إلى الانخراط في المحادثات، وطالبت المجتمع الدولي بالتوصل لاتفاق نووي أقوى وأطول مدى. كما طالبت السعودية وحلفاؤها بمحادثات موسعة تشارك فيها دول الخليج.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن من المتوقع أن يكون أي اتفاق في فيينا نقطة بداية تقود إلى محادثات أوسع يمكن تيسيرها من خلال إجراءات لبناء الثقة.
(رويترز، العربي الجديد)