كشفت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، عن وقف موسكو سداد الرسوم السنوية للمجلس الأركتيكي، الذي يضم الدول المطلة على منطقة القطب الشمالي.
وقال ناطق باسم الوزارة لوكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية: "علّقت روسيا دفع الرسوم السنوية إلى ميزانية المجلس الأركتيكي حتى استئناف العمل الفعلي في هذا الإطار بمشاركة جميع الدول الأعضاء".
وأوضح الناطق أن المقصود هو استئناف تحقيق مشاريع مشتركة تمس قضايا هامة للدول المطلة على القطب الشمالي، مثل الحفاظ على المنظومة البيئية الهشة لمنطقة ما وراء الدائرة القطبية الشمالية، وإجراء بحوث قطبية، بما فيها بعثات بحرية علمية، والارتقاء بجودة حياة ورفاهية سكان أقصى الشمال، بمن فيهم أبناء الشعوب الأصلية.
ومع ذلك، أكد أن "مسألة الانسحاب المحتمل من المجلس الأركتيكي غير مطروحة ضمن الإطار العملي اليوم".
وأنشئ المجلس الأركتيكي في عام 1996، وهو منتدى دولي عالي المستوى يساهم في تعزيز التعاون في المنطقة، لا سيما في مجال حماية البيئة.
ويضم المجلس الدنمارك وآيسلندا وكندا والنرويج وروسيا والولايات المتحدة والسويد، على أن تتناوب هذه الدول على رئاسته كل عامين.
وفي مارس/ آذار 2022، أعلنت الدول الأعضاء الغربية عن تعليق مشاركتها في أي فعاليات للمجلس احتجاجاً على الحرب الروسية المفتوحة في أوكرانيا. وفي مايو/ أيار من العام الماضي، تولت النرويج رئاسة المجلس.
وكانت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد صرحت في بداية فبراير/ شباط الجاري بأنّ مسألة انسحاب روسيا من المجلس الأركتيكي قد تطرح في حال تطوره إلى مؤسسة "غير صديقة".
وفي يونيو/ حزيران العام 2023، كشف أسطول الشمال الروسي عن تطوير البنية التحتية العسكرية في جزر منطقة القطب الشمالي، وإجراء دورية قتالية متواصلة للغواصات في هذه المنطقة والمحيط العالمي.
وقال المكتب الصحافي لأسطول الشمال، في بيان صدر بذكرى مرور 290 عاماً على تأسيس الأسطول، إنّ "مجموعة الفعاليات في منطقة القطب الشمالي هي واحدة من المهام ذات الأولوية أمام بحارة أسطول الشمال التي تُحقَّق في السنوات الأخيرة".
ويُعَدّ أسطول الشمال واحداً من أقوى الأساطيل البحرية الحربية الروسية، ويضم غواصات، وقوات فوق مائية، وقوات سواحل، وقوات جوية، وقوات دفاع جوي، وفرقاطات مزودة بصواريخ "تسيركون" فرط الصوتية، وصواريخ "كاليبر" المجنحة، وقوات بحرية نووية استراتيجية.