فشلت روسيا في ختام خمس جولات من الاقتراع السرّي جرت في الجمعية العامة للأمم المتّحدة، الإثنين، في حسم المنافسة بينها وبين مقدونيا الشمالية على عضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أحد الأجهزة الرئيسية الستّة في المنظمة الدولية.
ومنذ العاشر من يونيو/حزيران تنظّم الجمعية العامة للأمم المتحدة جولة اقتراع تلو الأخرى لتحديد لأيّ من هاتين الدولتين سيذهب هذا المقعد. ومع جلسات الاقتراع الخمس العقيمة التي جرت الإثنين، يرتفع عدد الجلسات الانتخابية التي جرت في الجمعية العامة للفصل بين روسيا ومقدونيا الشمالية إلى 17 جلسة باءت كلّها بالفشل.
ومن أصل 193 دولة عضواً في الجمعية العامة، تتطلّب عضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي، حصول الدولة المرشّحة على ثلثي أصوات الأعضاء الحاضرين. ومنذ يونيو يتذبذب عدد الأصوات اللازمة للحصول على أغلبية الثلثين هذه حول 115 صوتاً. وفي جلسات الاقتراع التي جرت الإثنين، حصلت روسيا على تأييد حوالى 100 دولة.
ومنذ تأسّس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في 1945، كانت موسكو عضواً فيه من دون انقطاع. وعزا العديد من الدبلوماسيين هذا الفشل الروسي غير المسبوق إلى الهجوم الذي تشنّه القوات الروسية على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط، والذي أفقد موسكو كثيراً من الدعم الذي كانت تتمتّع به في المنظمة الدولية.
ومن المقرّر أن تلتئم الجمعية العامة مجدداً الأسبوع المقبل، للمرة السابعة على التوالي، لتنظيم جولات اقتراع جديدة، علّها تنجح في الفصل بين الدولتين المتنافستين على عضوية المجلس. وقال سفير في الأمم المتّحدة لوكالة فرانس برس طالباً عدم نشر اسمه، إنّه "من الواضح أنّ عدداً كبيراً من أعضاء الأمم المتحدة يعتقدون الآن أنّه لا ينبغي أن تكون روسيا مؤهلة لعضوية هذا المجلس". وأضاف أنّ السبب في رفض بلده عضوية روسيا في المجلس هو "بعض التداعيات الناجمة عن غزوها لأوكرانيا".
والرقم القياسي في عدد جولات الاقتراع التي جرت في تاريخ الأمم المتحدة لحسم مصير مقعد ما هو 155 جولة اقتراع. وجرت جولات الاقتراع تلك بين نهاية 1979 وبداية 1980، خلال منافسة على مقعد غير دائم في مجلس الأمن. والمجلس الاقتصادي والاجتماعي هو أحد الأجهزة الرئيسية الستّة في الأمم المتحدة.
وتهدف هذه الهيئة إلى تعزيز العمل الجماعي من أجل عالم مستدام، وهي تضمّ 54 عضواً لولاية مدّتها ثلاث سنوات. ومنذ بدأت قواتها غزو أوكرانيا في 24 فبراير، فقدت روسيا مقعدها في مجلس حقوق الإنسان، وفشلت في الفوز بمراكز عدّة في وكالات أممية مختلفة (يونيسف، هيئة الأمم المتحدة للمرأة...)، علماً بأنّ هذه المناصب كانت في السابق تذهب إلى موسكو من دون أيّ منافسة.
(فرانس برس)