روسيا تطلق مناورات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا.. وأكرانيا تندد

10 فبراير 2022
مناورات عسكرية مشتركة تستمر عشرة أيام في بيلاروسيا(Getty)
+ الخط -

باشر الجيشان الروسي والبيلاروسي، اليوم الخميس، مناورات عسكرية مشتركة تستمر عشرة أيام في بيلاروسيا، يقابلها تنديد أوكراني، وسط مخاوف الدول الغربية من أن موسكو تخطط لتصعيد كبير في النزاع مع كييف.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن "التدريبات تجري بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي في إطار عملية دفاعية".

وسيتدرّب الجنود على تعزيز أجزاء من الحدود البيلاروسية لمنع إيصال أسلحة وذخيرة إلى البلاد إلى جانب سيناريوهات أخرى، وفق الوزارة.

وفاقمت المناورات التوتر بين روسيا والغرب الذي يتّهم موسكو بحشد حوالى مئة ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية تحضيراً لغزو محتمل.

ولم تكشف موسكو ومينسك عدد الجنود المشاركين في المناورات، لكن الولايات المتحدة قالت إن روسيا تخطط لإرسال 30 ألف عنصر إلى مناطق عدة في بيلاروسيا، التي كانت منضوية في الاتحاد السوفييتي سابقاً.

وفي ردّه على المخاوف الغربية، شدد الكرملين على أن لا نية لديه لإبقاء قوات بشكل دائم في الأراضي البيلاروسية.

ضغط نفسي

في المقابل، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس بالمناورات العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا قرب حدود بلاده معتبرا أنها وسيلة "ضغط نفسي".

وقال في بيان إن "حشد القوات عند الحدود يمثّل وسيلة ضغط نفسي من قبل جيراننا.. لدينا اليوم ما يكفي من القوات للدفاع بشرف عن بلدنا".

من جهتها، اعتبرت باريس أن المناورات العسكرية الروسية البيلاروسية مؤشر "عنف".

وفي مواجهة أسوأ أزمة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، أجرى القادة الغربيون جولات مكوكية في أنحاء القارة على أمل نزع فتيل الأزمة.

وقبيل لقائه المرتقب مع قادة دول البلطيق الثلاث، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أنه يرى "تقدّماً" على الصعيد الدبلوماسي.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الحكومة الدنماركية ميتي فريدريكسن، أمس الأربعاء: "تتمثّل مهمتنا بضمان الأمن في أوروبا، وأعتقد أن ذلك سيتم تحقيقه".

ومن المقرر أن يتوجّه المستشار الألماني الجديد الذي اتُّهم باتّخاذ موقف فاتر حيال الأزمة، إلى كييف وموسكو الأسبوع المقبل لعقد محادثات منفصلة مع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين، علماً أن اجتماعه مع الأخير سيكون أول لقاء مباشر بينهما.

عواقب هائلة

في حين، أعلنت بريطانيا الأربعاء أنها على استعداد لنشر ألف جندي إضافي للتعامل مع أي أزمة إنسانية على صلة بأوكرانيا.

وفي تصريحات أدلت بها من موسكو قبل لقاء نظيرها الروسي سيرغي لافروف، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن على الكرملين اختيار المسار السلمي حيال أوكرانيا وإلا فسيواجه "عواقب هائلة" ناجمة عن عقوبات غربية.

بدوره، يلتقي جونسون الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل الخميس، قبل عقد لقاء آخر مع الرئيس البولندي أندريه دودا.

تخفيف التوتر 

وفيما يتّهم الغرب روسيا بحشد أكثر من مائة ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية تحضيرا لعملية اجتياح، نفت موسكو أي خطط لغزو جارتها واتّهمت دول الحلف الأطلسي باستخدام خطاب عدائي.

وبعد حراك دبلوماسي قام به خلال الأيام الأخيرة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بوتين أبلغه بأن موسكو "لن تكون مصدر تصعيد".

وفي هذه الأثناء رأى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن الجهود "الدبلوماسية تواصل تخفيف التوتر".

لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي حذّر من أن بوتين يواصل إرسال جنود إلى الحدود.

وقال للصحافيين الأربعاء: "شهدنا خلال الساعات الـ24 الأخيرة تواصل تدفق إمكانيات إضافية من مناطق أخرى في روسيا إلى هذه الحدود مع أوكرانيا وبيلاروسيا".

وأفادت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار بأنّ القوات الروسية المحتشدة على حدود بلادها ليست جاهزة لاجتياح وشيك، لكنّها تستخدم من أجل "ضغط سياسي وابتزاز" يمارسه الكرملين.

وقبل مرور أقل من 24 ساعة على زيارته إلى واشنطن، أعلن شولتز إلى جانب الرئيس البولندي وماكرون في وقت متأخر الثلاثاء أن الأوروبيين يقفون صفاً واحداً لتحقيق هدفهم المتمثل بتجنّب الحرب.

وأكّد بوتين، الذي طالب الحلف الأطلسي والولايات المتحدة بضمانات أمنية واسعة، بعد محادثاته مع ماكرون أن موسكو "ستقوم بكل ما يمكن للتوصل إلى تسويات تناسب الجميع".

خطوط حمراء 

وبينما أرسل معدات عسكرية إلى الحدود الأوكرانية، قدم بوتين مطالب اعتبرها الغرب غير مقبولة، تشمل منع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف الأطلسي وسحب قوات الحلف في شرق أوروبا.

ولفتت الرئاسة الفرنسية إلى أن ماكرون قدّم مقترحات من طرفه إلى موسكو تشمل تعهّد الطرفين عدم القيام بأي تحرّكات عسكرية جديدة وإطلاق حوار استراتيجي وبذل جهود لإعادة إحياء عملية السلام في النزاع الأوكراني.

كما تحدّثت عن اتفاق يضمن انسحاب حوالى 30 ألف جندي روسي من بيلاروسيا في ختام التدريبات العسكرية المشتركة التي بدأت الخميس في بيلاروس وستستمر عشرة أيام.

وشدد الكرملين على أنه لم يكن يخطط لإبقاء قوات في بيلاروسيا بشكل دائم.

ويواجه الغرب مهمة صعبة تقضي بمحاولة إقناع زيلينسكي بالقبول بأي تنازلات.

وحدّدت كييف ثلاثة "خطوط حمر" تقول إنها لن تتجاوزها من أجل التوصل إلى حل وهي: عدم تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بسلامة الأراضي الأوكرانية وعدم الخوض في أي محادثات مباشرة مع الانفصاليين وعدم السماح بأي تدخل في سياستها الخارجية.
 

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون