استمع إلى الملخص
- جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيده على أن التدخل العسكري في أوكرانيا كان حتمياً، محملاً كييف والدول الغربية مسؤولية عدم الالتزام باتفاقات مينسك، ومشيراً إلى ضرورة اتخاذ خطوات حازمة في الوقت المناسب.
- لم يحدد بوتين تاريخاً محدداً للتدخل، لكنه أكد على أهمية الاستعداد والوعي بأن الدول الغربية لم تكن تنوي الوفاء بالاتفاقات، مما استدعى التحرك الروسي.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، عن سيطرة القوات الروسية على قريتي لوزوفايا في مقاطعة خاركيف في شرق أوكرانيا وكراسنويه الواقعة في مقاطعة دونيتسك، التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الجانب تحت مسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" في عام 2022. وأوضحت الوزارة، في بيان أوردته عبر قناتها على تليغرام، أن "أعمالاً حازمة" لوحدات مجموعة القوات زاباد (الغرب) أسفرت عن السيطرة على لوزوفايا، فيما أُحكمت السيطرة على كراسنويه بواسطة مجموعة سنتر (الوسط).
ولوزوفايا هي قرية صغيرة تبعد ستة كم عن بلدة بوغوسلافكا في منطقة بوروفسكي في مقاطعة خاركيف. وبحسب إحصائيات عام 2001، بلغ عدد سكان القرية الواقعة عند منبع نهر لوزوفايا على الضفة اليسرى من بحيرة أوسكول الصناعية 130 شخصاً فقط، أما قرية كراسنويه التي غيرت السلطات الأوكرانية اسمها إلى سونتسوفكا، فتعرف بأنها مسقط رأس الملحن الروسي البارز سيرغي بروكوفييف (1891 - 1953) الذي غادر روسيا في أعقاب ثورة البلاشفة في عام 1917. وتأتي سيطرة القوات الروسية على قريتين جديدتين شرقي أوكرانيا بعد يوم فقط من إحكامها السيطرة على بلدة في محيط مدينة كوراخوفو في مقاطعة دونيتسك. ويأتي ذلك وسط سباق روسي مع الزمن لتحسين المواقع على الأرض قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني المقبل، وانطلاق مفاوضات السلام المحتمل بعد عودته إلى البيت الأبيض.
بوتين: تأخرنا في التدخل العسكري في أوكرانيا
من جهة أخرى، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمسكه بموقفه أن العملية العسكرية في أوكرانيا كانت أمراً حتمياً، وكان ينبغي بدؤها قبل عام 2022، محملاً كييف ورعاتها الغربيين المسؤولية عن التخاذل في الوفاء باتفاقات مينسك للتسوية الأوكرانية. وقال بوتين، في حوار مع الإعلامي المقرب من الكرملين بافيل زاروبين الذي نَشر مقتطفات منه على قناته في منصة تليغرام، اليوم الأحد: "تُرتكب جريمة بفعل ما أو العزوف عن الفعل. كان عزوفنا عن الفعل سيشكل جريمة بحق مصالح روسيا وشعبها"، واعتبر أن الدول الغربية وأوكرانيا أظهرت بوضوح "انعدام نيتها الوفاء باتفاقات مينسك التي منحت القوات المسلحة الأوكرانية مهلة للاستعداد لأعمال القتال"، وفق اعتقاده.
ومع ذلك، لم يذكر بوتين تاريخاً محدداً كان ينبغي التدخل فيه عسكرياً في أوكرانيا، وقال: "على الأقل، كان علينا أن نجد البوصلة وندرك أن نظراءنا لا يعتزمون الوفاء باتفاقات مينسك، بل كانوا يخدعوننا ويضللوننا". وأضاف: "إذا كانوا يمنحونهم الفرصة للاستعداد لأعمال القتال المستقبلية، فهذا يعني أنهم كانوا ينطلقون من أن مثل هذه أعمال القتال ستجري. وإدراكاً لذلك، كان علينا التصرف بحزم أكبر وفي الوقت المؤاتي، وكذلك الاستعداد لذلك واختيار الموعد المناسب". وكان بوتين رأى خلال فعالية "الخط المباشر" مع المواطنين ومؤتمره الصحافي السنوي الكبير، يوم الخميس الماضي، أنه كان ينبغي اتخاذ قرار التدخل العسكري في أوكرانيا قبل عام 2022، معتبراً في الوقت نفسه أن روسيا "أُرغمت" على بدء العملية العسكرية من دون استعدادات تذكر.