أعلنت الخارجية الروسية استقبال وفد من جماعة الحوثيين في موسكو لمناقشة آفاق تحقيق التسوية السياسة للحرب في اليمن، بعد أسبوع من إعلان تمديد الهدنة الأممية المستمرة منذ مطلع إبريل/ نيسان الماضي.
ووفق حساب السفارة الروسية في اليمن على تويتر، فقد "استقبل الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية ميخائيل بوغدانوف، الوفد من جماعة أنصار الله برئاسة محمد عبد السلام".
وأضافت: "ركز الحديث المفصل على آفاق تحقيق التسوية السلمية الشاملة للأزمة العسكرية السياسية الحادة المستمرة للعام الثامن في اليمن، وتم النقاش بتفاصيل مهمة استئناف الحوار اليمني الشامل تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأشارت السفارة إلى "أهمية تمديد وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في 2 أغسطس وكذلك الإجراءات الهادفة إلى تحسين الوضع الإنساني لشعب اليمن"، في إشارة إلى التمديد الثاني للهدنة الأممية في اليمن.
وفي اللقاء "أكد الجانب الروسي موقفه الثابت للحفاظ على اتصالات نشيطة مع جميع القوى السياسية الرئيسية في اليمن من أجل تشجيعها على نبذ المواجهة المسلحة وبدء حوار بناء يهدف إلى إيجاد الحل السلمي لمجموعة المشاكل المتراكمة على أساس التوافق الوطني".
وكانت الخارجية الروسية قد رحبت بإعلان تمديد الهدنة في اليمن لشهرين، وذكرت في بيان: "نأمل أن يساهم التمديد للهدنة بصورة منتظمة في ترسيخ التطورات الإيجابية في البحث عن حلول للصراع اليمني، وسيعتمد ذلك قبل كل شيء على استمرار الحوار البناء مع الأمم المتحدة من قبل الأطراف اليمنية، وذلك من أجل تنفيذ البنود الحالية لاتفاق وقف إطلاق النار وتوسيع نطاقه المحتمل".
وفي منتصف فبراير/ شباط 2022، أعلنت جماعة الحوثي أنها سلمت روسيا رؤيتها لمعالجة الملف الإنساني في البلاد، بهدف تخفيف معاناة الشعب، وقال رئيس وفد الحوثيين التفاوضي محمد عبد السلام: "سلمنا الأصدقاء الروس رؤيتنا للحل الإنساني، لتهيئة الأجواء لوقف الحرب والدخول في عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة"، وهي ذاتها التي سلمت للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ في أثناء التفاوض قبل إعلان الهدنة الأممية الجارية في البلاد.
وليست هذه المرة الأولى التي تستقبل فيها الخارجية الروسية وفداً من جماعة الحوثي، إذ سبق أن التقت ذات الوفد في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وهذا كان أول لقاء عقب مقتل علي عبد الله صالح بمواجهات مع الحوثيين في أواخر عام 2017، حيث أبدت غضبها من مقتله آنذاك وأغلقت سفارتها في صنعاء.
ويأتي هذا في ظل المحاولات الأممية لاستغلال الهدنة الجارية في البلاد للبدء بمفاوضات بين الأطراف اليمنية للوصول إلى تسوية شاملة للحرب في اليمن، لكن لا تزال بعض ملفات الهدنة وبنودها متعثرة، رغم صمودها خلال الأربعة أشهر الماضية، ومنها فتح الطرق في تعز.