روسيا تركز على استهداف موارد التغذية والمياه في إدلب

03 يناير 2022
آثار هجوم على سوق في إدلب الشهر الماضي (Getty)
+ الخط -

أُصيب ثلاثة أطفال بجروح متفاوتة إثر استهداف الطائرات الحربية الروسية، عصر اليوم الإثنين، مدجنة تؤوي نازحين على الطريق الواصل بين بلدة أرمناز ومدينة كفرتخاريم القريبة من الحدود التركية - السورية، شمال محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

وقال الناشط محمد الضاهر، العامل في منطقة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الطائرات الحربية الروسية نفذت منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الإثنين 13 غارة جوية، مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، استهدفت من خلالها أطراف بلدتي دير سنبل والبارة ضمن منطقة جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب، وغارتين استهدفتا بلدة العنكاوي في منطقة سهل الغاب، غرب محافظة حماة، وثلاث غارات جوية استهدفت مدجنة تأوي نازحين بالقرب من مدينة كفرتخاريم، شمال محافظة إدلب، أدت لإصابة ثلاثة أطفال، بالإضافة لغارة جوية استهدفت محيط شركة الكهرباء ومعمل سادكوب، شرق مدينة إدلب".

وأضاف الضاهر أن "قصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً استهدف قرى وبلدات قليدين والعنكاوي والحلوبة والزقوم والقرقور والحميدية والجلقة وحميمات والدقماق، في منطقة سهل الغاب، متسبباً بأضرار مادية جسيمة ضمن الأراضي الزراعية الخاصة بممتلكات المدنيين في المنطقة".

من جهته، قال منير المصطفى، نائب مدير منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) للشؤون الإنسانية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الطائرات الحربية الروسية تواصل التصعيد من خلال الغارات الجوية على مناطق شمال غربي سورية"، مُشيراً إلى أن "الاستهداف الروسي الممنهج للمرافق الخدمية والمنشآت الحيوية يزيد من معاناة المدنيين ويمنعهم من الاستقرار في ظل أوضاع اقتصادية متردية، ويهدد ما بقي من أمن غذائي، بالتوازي مع مساع روسية لايقاف إدخال المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود".

وأكد المصطفى أن "الطائرات الروسية كثفت غاراتها الجوية بشكلٍ كبير خلال الأيام الماضية، ووثقت فرقنا خلال الأيام الثلاثة الماضية نحو 30 غارة جوية استهدفت عدة مناطق من شمال غربي سورية، من جبل الزاوية جنوباً إلى المناطق الحدودية بريف إدلب الشمالي وجبل بركات بدارة عزة شرقاً، وجسر الشغور غرباً"، موضحاً أن "تلك الغارات أدت خلال اليومين الماضيين لمقتل 5 مدنيين، بينهم طفلان وامرأة، وإصابة 14 مدنياً، بينهم 9 أطفال"، مضيفاً أن "القصف الجوي تركز على المنشآت الحيوية والخدمية التي تقدم مقومات الحياة الأساسية (محطة ضخ مياه لمدينة إدلب، ومزارع لتربية الدواجن)، بالإضافة لمنازل المدنيين وخيامهم".

تقارير عربية
التحديثات الحية

ولفت نائب مدير "الخوذ البيضاء" إلى أن "استمرار التصعيد يعني كارثة إنسانية حقيقية وتهديدا لحياة أكثر من 4 ملايين مدني في شمال غربي سورية، وهي حرب من نوع آخر تستهدف كل ما يمكن أن يساعد المدنيين في البقاء على قيد الحياة".

وأشار إلى أن "الدفاع المدني السوري ينظر لهذه الجرائم الإرهابية التي ترتكبها روسيا واستهدافها الممنهج للمرافق الحيوية والمنشآت الخدمية في شمال غربي سورية باعتبارها استمرارا لسياسة القتل والتشريد والإجرام التي تمارسها دعما لنظام الأسد في قتل السوريين منذ سنوات، وهي حرب من نوع آخر تستهدف مقومات حياة السوريين".

وأشار المصطفى إلى أن "هذه الهجمات الإرهابية التي تشنها الطائرات الحربية الروسية على المرافق الخدمية والبنية التحتية في شمال غربي سورية، دليل على أن روسيا لا يمكن أن تكون يوماً في ضفة السلام وطرفاً يجلب الأمان للسوريين، وهو إثبات للمثبت وتأكيد للمؤكد على استمرار الإرهاب الروسي طالما لم يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الهجمات القاتلة".

في السياق، استهدفت غرفة عمليات "الفتح المبين" مواقع ومقرات عسكرية لقوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا في كلٍ من معسكر جورين، غرب محافظة حماة، ومدينة معرة النعمان وقرى معصران والدانا وحنتوتين ومعرشورين، جنوب شرقي محافظة إدلب، مُعلنة عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام نتيجة تلك الاستهدافات.

ويرى العقيد مصطفى بكور، المتحدث الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في منطقة إدلب، أن "أسباب التصعيد الأخير بعد انتهاء الجولة الـ17 من أستانة تعود إلى أن الموقف التركي في تلك الجولة كان حازماً بخصوص عدم التخلي عن مناطق جديدة لصالح نظام الأسد"، مؤكداً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "ما تقوم به روسيا حالياً من القصف المركز على البنية التحتية هو محاولة للضغط على الأتراك وإحراجهم أمام سكان المناطق المحررة".

وأضاف القيادي في المعارضة السورية: "نعم هناك تركيز من قبل روسيا على استهداف المنشآت الخدمية، مثل محطة تغذية إدلب بالمياه، ومطاحن تربية الفروج، وربما نشهد في الأيام القادمة استهداف أماكن أخرى تمس حياة سكان المناطق المحررة، وتجعل المعيشة صعبة بهدف دفعهم للعودة إلى حظيرة الأسد أو خلق فتنة بين السكان والأتراك والحكومات القائمة في المناطق المحررة".

وأشار بكور إلى أن "هناك بعض الردود من قبل فصائل المعارضة السورية على خروقات النظام وروسيا. فمثلاً، اليوم، قامت غرفة عمليات الفتح المبين بقصف معسكر جورين، وتم استهداف عدد من نقاط وجود قوات الأسد في أكثر من محور، لكن لا يمكن لهذه الردود أن تكون رادعة للروس لأنها تطاول قوات الأسد، والروس لا يهتمون بحجم الخسائر في صفوف قوات الأسد".

ويرى بكور أن الحشود العسكرية التي تتحدث عنها وسائل إعلام موالية للنظام السوري "تأتي في إطار تعزيز الجبهة أو تبديل القوات، ولا أستبعد أن تكون في إطار زيادة الضغط على المناطق المحررة، وخاصة إدلب وما حولها".

دلالات
المساهمون