روسيا تتوعد بالرد بالمثل على العقوبات الأميركية الجديدة: "طعنة عدائية"

03 مارس 2021
زاخاروفا: نحثّ رفاقنا على عدم اللعب بالنار (فرانس برس)
+ الخط -

رأى الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن العقوبات الأميركية والأوروبية الجديدة بحق عدد من المسؤولين والجهات الروسية تشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية الروسية، واصفاً إياها بأنها "غير مقبولة".  

وقال بيسكوف، في تصريحات صحافية: "نعتبر أي قيود كهذه غير مقبولة تماماً، حيث إنها تلحق ضرراً جسيما بالعلاقات التي تمر بحالة يرثى لها أصلاً"، في إشارة إلى تدهور العلاقات بين روسيا من جانب والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جانب آخر منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في 2014.  

ووصف الناطق باسم الكرملين العقوبات الغربية الجديدة بأنها "ليست سوى تدخل في الشؤون الداخلية الروسية".   

كما أعرب بيسكوف عن سخط بلاده من المزاعم الأميركية بأن الاستخبارات الروسية تقف وراء تسميم المعارض السياسي المعتقل، مؤسس "صندوق مكافحة الفساد" أليكسي نافالني، قائلاً: "يرجح الزملاء الأميركيون أنه حدث تسميم، وأن جهاز الأمن الفدرالي يقف وراءه. هذا مثير للسخط. إذا كان الزملاء الأميركيون لديهم نتائج محددة، فعلى الأرجح، ومن أجل الكشف عن الملابسات، على الزملاء الأميركيين أن يشاركونا استنتاجاتهم".  

واعتبر أن تستر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على استنتاجاتهم وأدلتهم يدل على أنهم يتقصدون إخفاء حقيقة تلقي نافالني العلاج في برلين، أو يخلقون عقبات على طريق معرفة الحقيقة.  

وكانت واشنطن وبروكسل قد فرضتا، أمس الثلاثاء، عقوبات جديدة على خلفية الوضع مع نافالني شملت عددا من المسؤولين الروس، بمن فيهم رئيس جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف، ورئيس الهيئة الفدرالية الروسية لتنفيذ العقوبات ألكسندر كلاشنيكوف، والنائب العام الروسي إيغور كراسنوف، والنائب الأول لمدير ديوان الرئاسة الروسية سيرغي كيريينكو، وغيرهم الشخصيات الفاعلة الروسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنّ العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على موسكو "طعنة عدائية لروسيا"، وإنها سترد على ما وصفته بأنه ضربة أخرى للعلاقات بين البلدين.

وفي أكبر تحدٍّ مباشر من الرئيس الأميركي جو بايدن للكرملين حتى الآن، اتخذت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، إجراءات لمعاقبة روسيا على ما وصفته بمحاولتها تسميم السياسي المعارض أليكسي نافالني بغاز أعصاب، العام الماضي.

وكان نافالني (44 عاماً)، قد شعر بإعياء بالغ خلال رحلة جوية في سيبيريا، في أغسطس/ آب الماضي، ونُقل جوّاً إلى ألمانيا، حيث خلُص الأطباء إلى أنه تسمّم بغاز أعصاب. وينفي الكرملين أي دور له، ويقول إنه لم يطّلع على أي دليل يُثبت تسممه.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان: "كل هذا مجرد ذريعة للاستمرار في التدخل السافر في شؤوننا الداخلية". وأضافت "لا ننوي التغاضي عن هذا. سنردّ على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، ولكن ليس بشكل متماثل بالضرورة".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال، أمس الثلاثاء، إنّ موسكو ستردّ بالشكل نفسه على أي عقوبات أميركية جديدة، كما قال مبعوث روسيا لدى الاتحاد الأوروبي إنّ بلاده ستردّ على العقوبات التي فرضها الاتحاد على أربعة مسؤولين روس كبار.

وقالت زاخاروفا إنّ الولايات المتحدة لها حرية اختيار إن كانت تريد "حواراً على قدم المساواة" مع روسيا على أساس منطقي، لكنها أضافت أنّ موسكو لن تُعير أي عقوبات اهتماماً، مشيرة إلى أنّ مثل هذه الإجراءات فشلت في تحقيق الغرض منها في الماضي و"ستفشل مرة أخرى الآن".

ومضت قائلة "بغضّ النظر عن إدمان أميركا للعقوبات، سنواصل الدفاع باستمرار وبحسم عن مصالحنا القومية وصدّ أي اعتداء، ونحثّ رفاقنا على عدم اللعب بالنار".