أشارت روسيا، اليوم الجمعة، إلى أنها تتحرك بسرعة نحو إلغاء التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، بعد تصريحات للرئيس فلاديمير بوتين حول إمكان استئناف التجارب النووية.
واستئناف التجارب النووية من قبل روسيا أو الولايات المتحدة أو كلتيهما من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير، في وقت أصبحت التوترات بين البلدين أكبر من أي وقت مضى منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
وقال بوتين، الخميس، إن العقيدة النووية الروسية لا تحتاج إلى تحديث لكنه لم يحسم مسألة ما إذا كانت روسيا بحاجة إلى استئناف التجارب النووية أم لا.
وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده يجب أن تنظر في إلغاء التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم تصدق بعد على المعاهدة.
وبعد ساعات فقط من تصريحات بوتين، قال كبير المشرعين الروس، فياتشيسلاف فولودين، إنّ رؤساء المجلس التشريعي سوف ينظرون بسرعة في ضرورة إلغاء تصديق روسيا على المعاهدة.
وقال رئيس البرلمان (مجلس الدوما) فولودين: "لقد تغير الوضع في العالم. واشنطن وبروكسل أطلقتا العنان لحرب ضد بلادنا".
وأضاف فولودين: "في الاجتماع المقبل لمجلس الدوما، سنناقش بالتأكيد مسألة إلغاء التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية".
وتشير هذه التصريحات إلى أن روسيا قد تلغي على نحو شبه مؤكد التصديق على المعاهدة، التي تحظر إجراء التفجيرات النووية على الجميع وفي كل مكان.
وتمتلك روسيا، التي ورثت الأسلحة النووية من الاتحاد السوفييتي، أكبر مخزون من الرؤوس الحربية النووية في العالم.
وفي العقود الخمسة بين عام 1945 ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عام 1996، تم إجراء أكثر من 2000 تجربة نووية، 1032 منها بواسطة الولايات المتحدة و715 منها بواسطة الاتحاد السوفييتي، وفقًا للأمم المتحدة.
وكانت آخر تجربة أجراها الاتحاد السوفييتي في العام 1990، فيما آخر تجربة أجرتها الولايات المتحدة كانت عام 1992.
ومنذ معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، تم إجراء 10 تجارب نووية، إذ أجرت الهند وباكستان تجربتين لكل منهما في عام 1998، وأجرت كوريا الشمالية تجارب في أعوام 2006 و2009 و2013 و2016 (مرتين) و2017، وفقًا للأمم المتحدة.
وقال بوتين، يوم الخميس، إن روسيا اختبرت بنجاح صاروخ كروز "بوريفيستنيك" يعمل بالطاقة النووية وقادراً على حمل رؤوس نووية، واصفاً قدراته بأنها لا مثيل لها.
والصاروخ الذي تحدث عنه بوتين، يُطلق من الأرض ويطير على ارتفاع منخفض وهو ليس قادرًا على حمل رأس حربي نووي فحسب، بل يعمل أيضًا بالطاقة النووية. وكشف بوتين عن المشروع لأول مرة في مارس/ آذار 2018.
ذكر تقرير صدر عام 2020 عن المركز الوطني للمخابرات الجوية والفضائية التابع للقوات الجوية الأميركية أنه إذا نجحت روسيا في إدخال "بوريفيستنيك" إلى الخدمة، فإن ذلك سيمنح موسكو "سلاحًا فريدًا يتمتع بقدرة عابرة للقارات".
(رويترز)