روسيا: تعمق أميركا في استغلال أوكرانيا في الحرب سينتهي بمهانة على غرار فيتنام

21 ابريل 2024
جنود أوكرانيون يستعدون لإطلاق النار على مواقع للجيش الروسي في خاركيف، الأحد (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- روسيا تعبر عن قلقها بشأن دعم أميركي إضافي لأوكرانيا بقيمة 60.84 مليار دولار، معتبرة ذلك تورطًا يهدد بتكرار هزائم مثل فيتنام وأفغانستان، في سياق تصاعد التوترات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
- الدعم الأميركي جزء من حزمة تشريعية بـ95 مليار دولار تشمل مساعدات لإسرائيل وتايوان، حيث أشاد زيلينسكي بأهمية المساعدات الأميركية للجيش الأوكراني والنظام الدولي.
- مسؤولون دوليون وأوروبيون يؤكدون على أهمية الدعم لأوكرانيا في مواجهة روسيا، مشيرين إلى دوره في تعزيز الأمن الأوروبي والأميركي الشمالي ودعم نضال أوكرانيا من أجل الحرية.

قالت روسيا، اليوم الأحد، إن موافقة المشرعين الأميركيين على تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا بقيمة 60.84 مليار دولار تظهر أن واشنطن تخوض بشكل أعمق في حرب بكل الوسائل مع روسيا، من شأنها أن تنتهي بإذلال الولايات المتحدة على غرار ما حدث في حربي فيتنام وأفغانستان.

ويرى دبلوماسيون روس وأميركيون أن الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022 فجر أسوأ أزمة في علاقات موسكو مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. ووافق مجلس النواب الأميركي، أمس السبت، بدعم واسع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على حزمة تشريعية بقيمة 95 مليار دولار تقدم مساعدات أمنية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان رغم اعتراضات شديدة من بعض الجمهوريين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن من الواضح أن الولايات المتحدة تريد من أوكرانيا "القتال حتى تضحي بآخر أوكراني"، من خلال شن هجمات على الأراضي الخاضعة لسيادة روسيا وعلى المدنيين. وأضافت: "تعمق واشنطن أكثر وأكثر في حرب بكل الوسائل ضد روسيا سيتحول إلى هزيمة نكراء ومهينة للولايات المتحدة، على غرار ما حدث في فيتنام وأفغانستان".

وتابعت أن الأوكرانيين العاديين "يُجبرون على التضحية بأرواحهم واستخدامهم كأدوات في الحرب"، ومع ذلك، لم تعد الولايات المتحدة تراهن على أن أوكرانيا ستنتصر على روسيا. وصور زعماء في الغرب وأوكرانيا الحرب هناك على أنها محاولة استعمارية للاستيلاء على الأراضي بما يظهر روسيا أنها واحدة من أكبر قوتين تشكلان تهديدا للاستقرار العالمي بجانب الصين.

في غضون ذلك، رحب قادة أوكرانيون وغربيون بحزمة المساعدات. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي حذر من أن بلاده ستخسر الحرب من دون تمويل أميركي، إنه ممتن لقرار المشرعين الأميركيين.

وكتب زيلينسكي على منصة إكس قائلا: "نحن نقدر كل بادرة دعم لبلدنا واستقلاله وشعبه وأسلوب حياته، الذي تحاول روسيا دفنه تحت الأنقاض". وأضاف: "لقد أظهرت الولايات المتحدة قيادتها منذ الأيام الأولى لهذه الحرب.. هذا النوع من القيادة بالتحديد مطلوب للحفاظ على نظام دولي قائم على القواعد والقدرة على التنبؤ لجميع الدول".

كما أشار الرئيس الأوكراني إلى أن "المحاربين في الخطوط الأمامية" في بلاده سيشعرون بفوائد حزمة المساعدات. وقال أحد هؤلاء "المحاربين"، وهو جندي مشاة يدعى أولكسندر وكان يقاتل حول أفدييفكا، المدينة الواقعة في منطقة دونيتسك التي خسرتها أوكرانيا لصالح روسيا في فبراير/شباط بعد أشهر من القتال العنيف: "بالنسبة لنا، من المهم للغاية الحصول على هذا الدعم من الولايات المتحدة وشركائنا".

وأضاف أولكسندر الذي رفض الكشف عن اسمه كاملا لأسباب أمنية: "بهذا يمكننا إيقافهم وتقليل خسائرنا.. إنها الخطوة الأولى للحصول على إمكانية تحرير أراضينا".

إلى ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، على منصة إكس، إن أوكرانيا "تستخدم الأسلحة التي يقدمها حلفاء الناتو لتدمير القدرات القتالية الروسية.. وهذا يجعلنا جميعا أكثر أمانا في أوروبا وأميركا الشمالية"، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إن "أوكرانيا تستحق كل الدعم الذي يمكن أن تحصل عليه ضد روسيا".

وردد المستشار الألماني أولاف شولتز تصريحها، ووصف إقرار المساعدات بأنه "إشارة قوية في هذه الأوقات". وقال على منصة إكس: "إننا نقف إلى جانب الأوكرانيين الذين يقاتلون من أجل بلدهم الحر والديمقراطي والمستقل".

ووجه رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الشكر لرئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، في حين أشار أيضا إلى التعطيل في الكونغرس قائلا: "أن تأتي متأخرا أفضل من أن تأتي بعد فوات الأوان". وكتب على منصة إكس: "آمل ألا يكون الوقت قد فات بالنسبة لأوكرانيا".

 

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)