اختار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم السبت، إلقاء اللوم على واشنطن لمواجهة الانتقادات المتصاعدة من الشارع والقوى السياسية الإصلاحية أو المحافظة، على تردي الوضع الاقتصادي في البلاد، وهبوط قيمة العملة الوطنية إلى مستويات تاريخية، مما تسبب بارتفاع هائل ومستمر في الأسعار والخدمات.
ويرفض المنتقدون، وسيما التيار المحافظ تحميل العقوبات الأميركية وحدها مسؤولية الأزمة الاقتصادية، متهمين الحكومة بسوء الإدارة وعدم امتلاكها أي خطة لمواجهة هذه الأزمة وتقليل تبعات العقوبات الأميركية، غير أن الحكومة الإيرانية من جهتها ترفض تلك الانتقادات، عازية السبب كله إلى السياسات الأميركية.
وفي السياق، خاطب روحاني في اجتماع للجنة الوطنية لمكافحة كورونا اليوم السبت، الشارع الإيراني وقال إن "الشعب إذا أراد أن يوجه لعنات فالعنوان الصحيح هو البيت الأبيض في واشنطن. حذار أن يعطيكم أحد عنوانا خاطئا"، متهما "البعض بإعطاء عنوان خاطئ للشارع لأجل مصالح فئوية".
وأكد روحاني أن "جميع الجرائم والضغوط التي تمارس على الشعب الإيراني هي من واشنطن دي سي والبيت الأبيض"، مضيفا أن "المتواجدين في هذا المقر (البيت الأبيض) ارتكبوا كل هذه الجرائم ضد الشعب الإيراني وترون أنهم يزيدون الضغوط والمشكلات في كل يوم".
واعتبر الرئيس الإيراني أن "مصدر جميع مشاكل الشعب من الصهيونية والرجعية في المنطقة والمتطرفين في أميركا"، قائلا إن "أميركا تقود هذا العمل وترتكب الجرائم ضد الشعب الإيراني".
وواصل روحاني هجومه على واشنطن، قائلا إنهم "أعلنوا أخيرا أنهم أضروا بنا عشرات مليارات الدولارات، لكنهم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة أضروا بنا 150 مليار دولار من خلال فرض عقوبات غير مشروعة وظالمة"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تمنع الدواء والمواد الغذائية" عن إيران.
وصب الرئيس الإيراني جام غضبه على البيت الأبيض الذي أطاح بإنجاز حكومته الوحيد وهو الاتفاق النووي وأحرجه أمام الشارع الإيراني بفشله في تحقيق وعوده، مضيفا: "لم نشاهد في تاريخ البيت الأبيض هذا المستوى من الوحشية".
غير أنه في الوقت ذاته، أكد أن "شعبنا صمد وقاوم ولم يرضخ في مواجهة هذا التنمر، لكن هناك آثار سيئة ومشكلات"، مضيفاً "لا أشك أن الإدارة الأميركية ستستسلم يوما ما وسترضخ أمام الشعب الإيراني ... سنتجاوز هذا الحصار الذي فرضه (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب".