ألقى الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأحد، كلمة مطولة في اجتماع حكومته الأسبوعية، للدفاع عن سجله خلال السنوات الثماني الأخيرة، قبل أقل من شهرين من مغادرته السلطة التنفيذية وتسليمها للرئيس الثامن للبلاد، معبرا عن انزعاجه وغضبه من الهجمات والانتقادات الحادة التي يتعرض لها هو وحكومته هذه الأيام من قبل المرشحين المحافظين الخمسة للانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع إجراؤها يوم 18 من الشهر الجاري.
كما انتقد روحاني مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، مخاطبا إياها بالتساؤل "لماذا لم تسألوا عن الحرب الاقتصادية ضمن الأسئلة. لماذا تناسيتم؟"، قائلا "فلنخبر الشعب بالحقائق، نحن كنا نواجه الحرب الاقتصادية بسبب العقوبات حتى جاءت معضلة كورونا وهي غير مسبوقة منذ مائة عام. كانت هناك سيول وزلازل أيضا، أحدثت مشاكل كثيرة. 1.1 مليون شخص فقدوا وظائفهم بسبب فيروس كورونا".
وأشار الرئيس الإيراني في كلمته إلى أن أزمة الجفاف أضيفت إلى المشاكل في ظروف الحرب الاقتصادية وكورونا، قائلا إن هذا الجفاف "غير مسبوق منذ خمسين عاما، لماذا لا نتحدث عن هذه الحقائق؟"، مؤكدا أن حكومته "أخرجت البلاد من تحت سطوة قرارات الأمم المتحدة والفصل السابع، ألم نفعل ذلك؟ أخبرونا هل أنتم موافقون على الاتفاق النووي أم تعارضونه؟ هذا الاتفاق وضع البلاد خلال أعوام 2015 و2016 و2017 في مسيرة التقدم والتطور، واليوم يشكل طريق حل المشاكل".
وأكد روحاني أن "لا خيار سوى العودة إلى الاتفاق النووي"، مخاطبا خصومه المحافظين قائلا "إذا كان لديكم خيار آخر أخبرونا به، وأعلنوا أنكم لا تريدون العودة إلى الاتفاق النووي، لكن الجميع يؤكدون أنهم يعارضون العقوبات، إذن كيف يجب أن نرفع العقوبات؟".
وفي السياق، تساءل الرئيس الإيراني "من أجبر أميركا ما بعد ترامب على التفاوض؟ ألم يكن صبر الشعب وصموده وجهود دبلوماسيينا، فهل تنكرون النجاح الذي تحقق خلال هذه الجولات من مفاوضات فيينا؟".
وأوضح أنه عمل بوعده للناخبين الإيرانيين بمنع وقوع الحرب على البلاد، قائلا "لا أريد التوضيح بشأن ماذا كان سيحدث لو كان غيري في الرئاسة".
ويوجه مرشحو الرئاسة الإيرانية الخمسة من التيار المحافظ، هذه الأيام، انتقادات حادة لحكومة روحاني، محملين إياها مسؤولية الأزمة الاقتصادية في البلاد. وركز هؤلاء المرشحون خلال المناظرتين الرئاسيتين، على مهاجمة الحكومة وسياساتها، ما دفعها إلى تقديم طلب رسمي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بمنحها الوقت للدفاع عن سجلها.