كشف حاكم جمهورية الشيشان الواقعة شمال القوقاز جنوب روسيا، رمضان قديروف، أن الحكومة الروسية تخصص 300 مليار روبل (ما يقارب 4 مليارات دولار) سنوياً للإنفاق على الشيشان التي شهدت حربين مدمرتين في منتصف تسعينيات القرن الماضي وبدايات القرن الجديد على خلفية نزعتها الانفصالية آنذاك.
وفي بث حي على حساب رئيس البرلمان الشيشاني محمد داوودوف، على "إنستغرام" الإثنين، علق قديروف على أقوال بعض السياسيين الروس إن الشيشان لا تخضع اليوم للسلطة والقوانين الفدرالية، قائلاً: "أخضع أكثر من أي شخص آخر للرئيس، وأنا جنديه (...) أقسم أننا لن نستطيع العيش، ولو لثلاثة أشهر، حتى شهر (...) تخيلوا روسيا تنفق 300 مليار سنوياً".
وأشار إلى أنه ليس هناك "لا غاز، ولا نور، ولا نفط" على أراضي الجمهورية، مضيفاً "أبحث منذ سبع سنوات، ولا أستطيع إيجاد مستثمر واحد يتولى أعمال التكرير. لن ننجو من دون روسيا. إذا كانوا يقترحون عليكم شيئا آخر، فليعدوا لنا نموذجا اقتصاديا. منحنا الله فرصة أن نعيش ونتطور. لا تنصتوا لمختلف الشياطين".
ومع ذلك، لم يكشف قديروف عما هي الموارد التي تشملها الـ300 مليار. وفي عام 2020، بلغ إجمالي التحويلات من المركز الفدرالي إلى ميزانية الشيشان والمركز الإقليمي للتأمين الصحي الإلزامي 125.6 مليار روبل (أكثر من مليار ونصف المليار دولار)، وفق الأرقام الرسمية، و100.7 مليار روبل منها على سبيل الدعم للميزانية الإقليمية من المركز الفدرالي، فيما تتقلى جمهوريات القرم وداغستان وساخا (ياقوتيا) وبشكيريا دعمًا روسيًا أكبر من ذلك.
وكان المخرج السينمائي الروسي ألكسندر سوكوروف، قد تحدث أثناء اجتماع مجلس حقوق الإنسان في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن أزمة الفدرالية في البلاد، مشيراً إلى أن جمهوريات شمال القوقاز باتت قومية، ومقترحاً "ترك أولئك الذين لا يريدون العيش مع روسيا".
إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يوافقه في وجهة النظر هذه، وأكد أن ما يجري "ليس نقاشاً، وإنما تبادل الآراء"، داعياً إلى عدم إثارة "توك شو".