رفع حالة التأهب في القدس المحتلة ولبيد يهدد بملاحقة منفذي العمليات

14 اغسطس 2022
يتخوف الاحتلال من تنفيذ عمليات مشابهة في القدس (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض حالة تأهب واستنفار في مدينة القدس المحتلة، حتى بعد ساعات من تسليم منفذ عملية القدس، أمير صيداوي، نفسه لشرطة الاحتلال.

وكان صيداوي الذي نفذ فجر اليوم عملية إطلاق نار باتجاه مستوطنين إسرائيليين، قرب موقف لمحطة الباصات القريب من حائط البراق، قد سلّم نفسه والمسدس الذي استخدمه في العملية، بعد أن حاصرت قوات الاحتلال بلدة سلوان واحتجزت عدداً من أفراد أسرته وأخضعتهم للتحقيق المخابراتي، فيما كان البحث جارياً عنه.

وأعلن رئيس حكومة الاحتلال يئير لبيد، خلال جلسة الحكومة صباح اليوم الأحد، استمرار تعزيز وجود عناصر الشرطة وحرس الحدود في القدس المحتلة بشكل كبير لمنع وقوع عمليات مشابهة تُقلَّد فيها العملية التي نفذها صيداوي وأدت إلى إصابة 8 إسرائيليين، في عملية إطلاق خاطفة وسريعة أبقت الجنود وعناصر الشرطة في الموقع في حالة ذهول، بينما تمكن من الفرار من المكان.

وبالرغم من العملية التي باغتت الاحتلال فجر اليوم، إلا أن لبيد الذي يخوض معركة الانتخابات العامة، ويدرك تداعيات اشتعال انتفاضة أفراد جديدة، زعم في رسالة وجهها للإسرائيليين عموماً أن "القدس آمنة ومفتوحة وقوية وتستقبل السياح والسكان بترحاب".

وهدد لبيد في جلسة الحكومة الإسرائيلية بملاحقة منفذي العمليات، زاعماً أنه لن يكون لهم مكان يلجأون إليه، "سنلاحقهم في كل مكان".

وما قاله لبيد، عبّر عنه بصراحة أيضاً الناطق بلسان شرطة الاحتلال في القدس المحتلة، العميد إيلي ليفي، الذي قال لموقع "يديعوت أحرونوت": "إن الشرطة وجهاز الأمن العام "الشاباك" قاما بـ"تناغم ناجح" بتفعيل بروتوكول "طنجرة الضغط"، وهو مصطلح يستخدمه الاحتلال لاستخدام نوع معين من العمليات ضد منفذي العمليات أو المطلوبين، كما استخدم في عملية اغتيال إبراهيم النابلسي.

واستخدم الاحتلال، بحسب ليفي، هذا الأسلوب في ملاحقة صيداوي، إذ تقدمت قوات الاحتلال تدريجياً، وفرضت حصاراً شديداً على بلدة سلوان، والحيّ الذي تقطن فيه أسرته، بهدف البحث عنه ومحاولة تضييق الخناق عليه، إلا أنه باغتهم ثانية عندما سلّم نفسه في مركز لشرطة الاحتلال في حيّ تل بيوت في الشطر الغربي من المدينة الذي كان قد احتُل عام 48، وجرى تطهيره من سكانه الفلسطينيين وطردهم شرقاً.

وشرح ليفي كيف قامت الشرطة والمخابرات الإسرائيلية بعملية الضغط وتضييق الخناق على منفذ العملية، بينما كان فاراً من عناصر الاحتلال، قائلاً: "لقد قمنا بفحص ومراقبة كل العناوين والمواقع التي يمكن أن يلجأ إليها صيداوي"، لكن بالرغم من كل هذه المحاولات، إلا أن الإذاعة الإسرائيلية نقلت أنه لم يعرف أين اختبأ صيداوي في الساعات الست التي مرّت بين تنفيذه العملية وتسليم نفسه.

وأشار ليفي في حديثه مع موقع "يديعوت أحرونوت"، إلى أن ما يقلق الأجهزة الإسرائيلية على نحو خاص، عمليات تقليد عملية صيداوي، خصوصاً أن الأخير لم يكن مدرجاً أو معروفاً في شبكات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كعنصر يمكنه الاتجاه لتنفيذ عملية ضد الاحتلال، بالنظر إلى ما تدعيه الشرطة الإسرائيلية في "سجله الجنائي".

وأوضح العميد ليفي أن الأجهزة الإسرائيلية منخرطة الآن في "عمليات استخباراتية لجمع معلومات والتعاون من أجل منع وإحباط تشكيلات مقاومة لأفراد". وكشف أن أجهزة الأمن الإسرائيلية والاستخبارات أحبطت في الآونة الأخيرة محاولات تشكيل تنظيمات كهذه أكثر من مرة، زاعماً هو الآخر أن مدينة القدس تعود إلى نمط حياتها الاعتيادي، وهو ما يخالف تصريح لبيد بشأن رفع حالة الاستنفار والدفع بقوات كبيرة في المدينة.

المساهمون